-A +A
ريهام زامكه
قال حكيم لأعرابي: هل تسمح لي أن أدلك على ثلاثة أشياء تكسب بها حُب الناس؟

فقال الأعرابي: لا والله (منّي فاضيّ لأمك)!


وسيراً على خُطاه وبلا مُجاملة؛ سأبدأ مقالي اليوم دون (بربرة) وسأترك المقدمة للنهاية.

وحتى تكونوا (في الصورة) نية الكُتّاب لا تُشبه بعضها، تماماً مثل (أشكالهم)، ونيّتي من هذا المقال هي عكس ما هو واضحٌ أمامكم!

تُرى ماذا لو كانت حياتنا دون مجاملات؟ هل باعتقادكم سوف تكون صادقة ورائعة؟ أو أن الصراحة المُطلقة سوف تكون سبباً رئيسياً في هدم العلاقات الاجتماعية وبالتالي سوف (يتكافخ) الناس مع بعضهم البعض؟!

في علاقاتنا وتعاملاتنا مع الناس سلوكيات عديدة، لا نتخلى فيها عن بعض (البهارات) وأقصد بها المُجاملات المقبولة، ما لم تصل إلى مرحلة النفاق و(التطبيل) من أجل الوصول لأهداف محددة.

وبطبيعة الحال المجاملة ليست نفاقاً في كل الحالات، ولكنها أيضاً قد تكون في غير محلها إن استخدمت بشكلٍ خاطئ.

فعلى سبيل (المقال) هُناك مجاملات لا يجب على الرجُل مثلاً أن يجامل بها امرأة يُحبها، كأن يقول لها: «أنتِ جميلة بالنسبة لعُمرك»!

فإياك ثم إياك يا عزيزي الرجُل أن تحاول مجاملة امرأة بهذه الجملة؛ لأنها حتماً سوف ترد عليك قائلة: «نعم، يا رُوح مامي»؟

لأن النساء وكما تعلمون (حَساسات) من ناحية العُمر، وحتى لو كانت (قد أمك) قل لها: انتِ جميلة فقط.

ويا ويلك يا (سواد ليلك) إذا تحمست وجاملتها قائلاً لها: «لم أتوقع بأن تكوني ذكية هكذا»! هُنا صدقني سوف تقوم بينكما حربٌ مثل حرب «داحس والغبراء»؛ لأن بهذه المجاملة قد تفهم المرأة أنها قد كانت من قبل في نظرك (غبية)!

وأيضاً لا تحاول أن تقول لها: «تبدين أجمل من قبل»؛ لأنك بذلك بدلاً من أن تُكحلها سوف (تَعميها)، فهذا الإطراء غير لائق وسوف تفهمه المرأة على أنها لم تكن جميلة من قبل، وربما (المكياچ) الذي تضعه أو فستانها المثير الذي ترتديه هو السبب في إعجابك بها، وما أن (تقلع) وتغسل وجهها حتى تراها مثل (واحد من الشباب).

فن المجاملة يحتاج إلى لباقة واحترافية في الكذب والمُراوغة، فمثلاً أثناء دراسة أجريت في اليابان، تم تقسيم مجموعة من الأشخاص إلى 3 مجموعات منفصلة كي يتعلموا أداء مهمة ما.

وتضمنت المجموعة الأولى مدرباً قام بمدح عمل جميع المشاركين فيها، أما الثانية فشملت أفراداً يراقبون المشاركين الآخرين وهم يتلقون المجاملات، فيما طلب من المجموعة الثالثة تقييم أنفسهم.

وتبيّن في اليوم التالي أن المجموعة الأولى التي تلقّت المديح قد قدمت أفضل أداء لها.

لذلك؛ ينصح الباحثون المديرين بضرورة تكرار عبارات الإطراء والمجاملة للموظفين حتى يقوموا بتقديم أفضل أداء في عملهم.

أرجوكم لا تفهموني (صح) وصدقوني لو جاملني رئيس التحرير وقال لي «مقالك رائع» لقلت له:

«شجاع، كريم، زعيم، ذعّار، ما تخاف، لو كثرت علينا الحشوده، ذيب، طليب، تخلي الذيب ينهار، أسد، تخوف جميع الأسوده، فتين، متين، بطل، بيطار، راس الجبل، بالحرب ترقى سنوده، حُرّ، مُرّ للعدو سطّار، ما تخاف لو كثرت علينا الحشوده».

Rehamzamkah@yahoo.com