-A +A
منى العتيبي
تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً جبارةً تجاه الاستقرار العالمي والإسلامي على حدٍّ سواء، وتُقدِّم في خطاباتها السياسية والاقتصادية والفكرية بشكل عام رسائل الاعتدال والسلام والتعايش والوسطية ونبذ التطرف والإرهاب، وتعمل على تقديم يد العون لبلاد المسلمين كلها مقابل ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال كما أقرها ديننا الإسلامي «وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً».

ولا يعد منهج الوسطية والاعتدال عند المملكة العربية السعودية مجرد شعار تردده وتنادي به، بل واقعاً تبنيه على أرضها، فهي تتبنى مشاريع حضارية عالمية تخدم الإنسانية إيماناً منها بأن البشر جميعهم شركاء في الحضارة ويتقاطعون همومهم الإنسانية وأدوارهم في عمارة الأرض وبناء الإنسان والحضارات والثقافات.


كما أنّ للمملكة العربية السعودية محوريتها في القيادة الإسلامية الوسطية المعتدلة، وذلك من خلال مواقفها السياسية الدبلوماسية مع قضايا المسلمين وخدمتها للحرمين الشريفين وتقديم الغالي والنفيس من الأموال والموارد البشرية لخدمة ضيوف الرحمن وتسخير طاقاتها الاقتصادية وإمكاناتها البشرية لذلك.

وأيضاً من مظاهر الوسطية والاعتدال كمنهج واقعي في بلادنا الحبيبة، الأدوار التي تمارسها الوزارات الحكومية ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تحمل مضامين التسامح والتعايش ونبذ خطاب الكراهية والعدوانية، فوجدنا اليوم وزارة السياحة تفتح أبوابها للسائح الآخر المختلف عنها لغةً وثقافةً وتتبادل معه المكان والزمان على جسر التواصل الإنساني الحضاري، كما تعمل وزارة التعليم على الاستمرار في جهودها المعهودة لنشر ثقافة السلام والتعايش والحوار الحضاري وذلك تأصيلاً لمنهج الشريعة الإسلامية.

كما تصنع بدورها وزارة الصناعة دوراً رياديّاً في الاستثمار والتبادل التجاري وتقديم الصورة الإنسانية في القيم العادلة المنبثقة من الوسطية والاعتدال، وذلك من خلال فتح أسواقٍ جديدةٍ في دول أخرى تقوم على المصلحة البشرية المشتركة، وجميعنا نشهد استحواذ مملكتنا من خلال عضويتها الفاعلة في مجموعة العشرين على أهمية استثنائية كبيرة، وذلك كونها ثاني أكبر صندوق استثمارات سيادي عالمياً، ومن ضمن أقوى 20 اقتصاداً حول أرجاء العالم، هذا إضافة إلى دورها المؤثر والإيجابي في صياغة نظام اقتصاد عالمي وذلك بما ترسمه من سياسات اقتصادية عالمية تجعلها قبلةً آمنةً للاستثمارات من مختلف دول العالم.

ولا تفوتني الخدمات الجليلة الإنسانية التي تقدمها وزارة الصحة السعودية لخدمة الإنسان، خاصة ما شهدناه مؤخراً وذلك خلال جائحة كورونا والدور الكبير الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ حينما أمر بتقديم الرعاية الصحية للمواطن والمقيم والمخالف لنظام الإقامة على حدٍّ سواء.. فأمام الأزمة جعلت السعودية معيارها الوسطية والتسامح ليكون الإنسان أولاً.

ختاماً.. تقدم المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى هذه اللحظة في خطاباتها وأنماطها المختلفة لغة الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش ونبذ العنف والغلو، وتقف حازمةً أمام كلِّ ما يهدد ذلك أو يحاول أن يقوده إلى لغةٍ أخرى.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com