-A +A
حسين شبكشي
رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة مضت، أحد أشهر وأهم رواد تجارة العطور والأناقة والفخامة في العالم العربي، بوفاة رجل الأعمال السعودي الكبير حسين بكري قزاز. مسيرة الراحل الكبير التي بدأت بمحل صغير في العاصمة المقدسة مكة المكرمة منذ ما يقارب العقود الثمانية، وتحديدا في عام 1942، ومع الوقت وبفضل منهجه الإداري ومهاراته التسويقية التي سبق فيها عصره حقق النجاحات المتتالية، التي وصفت بالأسطورية ليتحول المحل الصغير في مكة المكرمة إلى سلسلة ضخمة ومبهرة حول المملكة، يتسارع عليها كبرى دور الأناقة والتجميل والعطور لنيل الرضا والحصول على فرصة إبراز منتجاتهم في دور قزاز. أصبحت قزاز علامة تجارية فعالة ومؤثرة جدا، وكان عقد قزاز الإعلاني هو الأهم والأكبر في صناعة الإعلان السعودية لفترة ليست قليلة من الزمن، تتهافت عليه كافة الصحف والمجلات (كان الإعلان الربعي على جانبي الصفحة الأولى والأخيرة في كافة الصحف السعودية بلا استثناء بالإضافة للصفحة الثانية والصفحة الأخيرة في كبرى المجلات النسائية العربية محجوزاً على مدار العام لصالح منتجات قزاز المختلفة). لم يغير النجاح الكبير من شخصية الرجل وأسلوب عمله. عشق عمله فأبدع فيه وبقي بسيطاً ودوداً صلباً وجلوداً، وكل من عاشره عبر مراحل عمره المختلفة يستطيع أن يؤكد ذلك الأمر تماماً. عرف بداياته العصامية، وظل يذكر نفسه بها دوما، ولذلك لم تغيره نجاحاته الكبرى. حظي بتكريم خاص جدا من الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك على «وسام الشرف» لكونه أكبر مستورد لمستحضرات التجميل والعطور في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في خلال فترة التسعينات من القرن الميلادي الماضي. وضع اسم عائلته «قزاز» على سلسلة متنوعة من المنتجات المميزة لتشكل هي بنفسها علامة تجارية مميزة في سوق كبير ومزدحم. حسين بكري قزاز من الجيل العصامي الرائد الذي كون لبنة الاقتصاد الوطني الخاص، الذي سطر بنجاحاته الكبرى قصة تستحق أن تروى وتكرم لما فيها من أحلام وعمل ونجاح وإحباط وعرق ودموع وحزن وفرح. ملحمة نجاح إنسانية جميلة. رحم الله حسين بكري قزاز رحمة واسعة وأسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

كاتب سعودي


hashobokshi@gmail.com