-A +A
سلطان الزايدي
إن نقطة الانطلاق لأي عملٍ في الحياة هي الإدارة المناسبة، التي تجعل من هذا العمل ذا طابعٍ إيجابيٍّ ومثمر، فحين تكون الإدارة جيدةً وملمّةً بتفاصيل العمل المراد تنفيذه ستكون النتائج جيدة، لكن حين تتوقف النتائج الجيدة فإن الخلل يكون في عمل الإدارة المسؤولة عن تنفيذ هذا العمل، وهذا هو الانطباع السائد عند الناس عن الإدارة، وحالة التغيير المطلوبة تكون مصاحبةً للنتائج المتردية لمنظومة العمل، وهذا حلٌّ مهمٌّ لكي يتحسن العمل، ويحقق كل أهدافه؛ لذا نحن نلمس ترديًا واضحًا وعلى كافة الأصعدة في العمل الإداري في نادي النصر، فليس من المقبول أن يقدم للنصر كل هذا الدعم الشرفي وهذه الاستثمارات ولا يمكن أن تستغل الاستغلال المناسب، والسبب أن التنظيم الإداري ناقصٌ على صعيد الخطط والتطبيق.

في كرة القدم تكشف النتائج حال أي فريق، وتجعل الأسئلة تدور حوله حين يحدث الإخفاق ويتكرر، ورئيس النصر الدكتور «صفوان السويكت» رجلٌ حديث عهدٍ بالعمل الإداري الرياضي، وتنقصه الخبرة، وحتى يتحسن أداؤه في هذا المجال يحتاج وقتًا، وهذا الوقت لن يخدم ناديًا مثل النصر، يملك كل هذه الشعبية، وأحد أهمّ أضلاع الكرة السعودية؛ لذا كان من الأفضل أن يختار نائب رئيس يملك الخبرة في الإدارة الرياضية يعينه على العمل وتذليل الصعوبات من أجل استقرار النصر على كافة المستويات.


إن اختيار الكابتن المعتزل «حسين عبدالغني» كمديرٍ تنفيذيٍّ لكرة القدم في نادي النصر أمرٌ إيجابيٌّ، حتى لو كان هذا القرار متأخرًا بعض الشيء، لما يملكه حسين من خبرةٍ طويلةٍ في هذا المجال، وقد بدأنا نلمس بعض التحسينات الانضباطية على الفريق، ولو أن هذا القرار كان مبكرًا لربما وجدنا الوضع الفني للفريق مختلفًا عما يحدث الآن، فحسين لن يسمح بكثرة الإجازات، ولن يقبل بعض تصرفات فيتوريا في الحصة التدريبية، وسيناقشه على كل شيءٍ حتى لا يفقد الفريق قوته، كما حدث في الجولات السابقة.

والكل يتفق على أن النصر يملك أقوى العناصر في الدوري السعودي، لكن يحتاجون لجرعاتٍ تدريبيةٍ مكثفةٍ حتى يستعيدوا مستوياتهم.

إن كل ما حدث في النصر الفترات الماضية تتحمله إدارة النصر، بسبب الأخطاء الكثيرة، ولعل آخرها مشكلة لاعب الفيحاء السابق عبدالله السالم، الذي كان من المفترض تنفيذ قرار لجنة الانضباط والأخلاق، والمتضمن دفع مبلغ 3 ملايين و50 ألف ريال خلال 30 يومًا، لكن إدارة النصر فشلت في تأجيل دفع المبلغ، وفشلت في توفير المبلغ حتى آخر يوم من المهلة، والتي تحرّك لحلّها العضو الذهبي عبدالعزيز بغلف.

لم تمرّ على تاريخ النصر إدارةٌ بهذه التخبطات بدليل مركز الفريق في سلم الدوري، وقد يقول قائل: ما علاقة فريق كرة القدم بالنادي والمركز الذي يقبع فيه بالإدارة الإدارية في النادي، فهذا جانبٌ فنيٌّ مسؤولٌ عنه المدرب؟ قد يكون هذا السؤال في محلّه، لكن الإدارة هي المسؤولة عن العمل، وعن النظام، وعن تنظيم العمل، وعن متابعة المدرب، وعن الإيفاء بالالتزامات المتعلقة باللاعبين، جميعها أشياء تصنع شخصية العمل، وتجعل منه أكثر تفوقًا وإيجابية.

ودمتم بخير،،،