-A +A
ريهام زامكه
أزعم أنني (شاطرة) جداً في اللعب بالورق، وما أقصده في هذا (المقام) ليست (الكوتشينة) بل الورقة البيضاء -مثل قلبي- التي أجيد العبث بها، والكتابة عليها، والرقص ما بين سطورها.

لكني قررت أن أختبر ذكائي وأتعلم نوعاً جديداً من اللعب، ألا وهي (لعبة البلوت)، فأنا ألعب الكونكان والسوليتير وهذه هي حدودي، وأعرف واحدة (دجالة) تلعب بالكوتشينة وتزعم أنها تكشف الطالع والمستقبل، وتقرأ ما في قلبك وجيبك وما يخبئه لك القدر!


دعونا نبتعد عن (سيرة الدجالين) ونركز على البلوت، وهي بالمناسبة لعبة شهيرة جداً في الخليج وقد لا تحتاج إلى تعريف، ولكنها تتطلب مهارات عالية في الذكاء، والفهم، والتحكم، وربما هذه هي مشكلتي معها.

وقد اختلفت الأقوال في أصل هذه اللعبة، حيث ذكرت بعض المصادر أن من اخترع هذه اللعبة هُم الهنود، والبعض قال إنها لعبة صينية، وأخيراً استقروا على أنها لعبة فرنسية الأصل والفصل وقد تم تعريبها وانتشارها بين العرب عُموماً والخليجيين خصوصاً.

ما أثار دهشتي أنه حتى لعبة البلوت لم تسلم من خُرافات المُتطرفين، فعندما بحثت عن كيفية لعبها والطريقة الصحيحة والسريعة لأصبح فيها (فنانة بلوت) لا يستطيع أن يهزمني فيها (أتخن شَنب) قرأت العَجب!

فيا أخيّ لاعب البلوت؛ دعني أخبرك عن حقيقة اكتشفها (أحد الصحونّج) في زمن مضى - ولا بُد من الوقوف عندها!

هل تعلم ما حقيقة الرموز المجهولة على الورق؟ فالورقة الحمراء التي تحمل (علامة القلب) وتعرف (بالهاص) أو اللال ترمز للحُب، وهي تعني العقيدة والأمل والمحبة، وترمز لبعض الأمور المذهبية لدى الهندوس والبوذيين.

والورقة السوداء وتُعرف (بالشيريا) وشعارها يعني المال والثروة والحظ وهو يشبه (علامة الثالوث) المُقدس، فتأمل أخي (اللعيب)!

وهُناك ورقة حمراء أخرى وتُعرف (بالديمن) وترمز للطاقة والشجاعة، هذا بخلاف الشايب والولد والمرأة والعياذُ بالله ويرمزون لبعض الشخصيات التاريخية.

وورقة سوداء علامتها كزخرفة السيف وتُعرف (بالسبيت) وتعني القتال ونحوه، وأنتم يا معشر الرجّال تتقاتلون، وتتبادلون الشتائم، وقد تتماسكون بالأيادي، وربما تصل بينكم للضرب (بالعقال) وكل هذا بسبب البلوت!

فيا أخي الحبيب (اللعيب)؛ راجع نفسك، فكل هذا تخليد لذكراهم، فما هو موقفك بعد أن عرفت كل هذا؟!

أرجوكم (بلا بياخة) علموني قبل أن تتخذوا أي موقف، فلا أخفيكم، في سهرة عائلية اجتمعت ببعض أقاربي، وقلت لهم: علموني ألعب بلوت، فتحمسوا وكل أدلى بدلوه، وحفظوني الترتيب الورقي (صَن، حُكم، 400) ثم من بعد درس طويل وجدت نفسي والشكوى لله لم أفهم أي شيء على الإطلاق!

فغسل الجميع أيديهم منّي.

حتى والدي الحبيب (حَرّيف) في لعب البلوت، لكنه حبيبي قد ضاق ذرعاً مني من كثرة ما (أبلشته) وحاول أن يعلمني، ولكني بليدة لا أتعلم.

المهم يا (لعيبة)؛ ننتهي إلى هُنا فورقي صَنّ ما فيها كلام!

سلام.

Rehamzamkah@yahoo.com