-A +A
حمود أبو طالب
كتب نائب أمير منطقة جازان الأمير محمد بن عبدالعزيز مقالاً يوم أمس في عكاظ عنوانه «الذهب في جازان أخضر» استعرض فيه بشغف وحماس وأمل وتطلع واقع زراعة البن في منطقة جازان، هذه الزراعة التراثية القديمة العريقة التي لم تحظ بالاهتمام المؤسسي والتعريف الإعلامي إلا مؤخراً، مثل غيرها من الزراعات النوعية في المنطقة وبقية مناطق المملكة التي تتميز بأصناف معينة من المحاصيل الزراعية، وقد أجاد الأمير في عرض الإحصاءات المتعلقة بزراعة البن في المنطقة والمستقبل الذي ينتظرها بعد دخول عدة قطاعات حكومية وشركات وطنية لتكون المنطقة أحد أهم مصادر إنتاج وتوزيع البن في العالم.

وقد حرضني مقال الأمير للبحث العابر في ما يسمى اقتصاد القهوة لأكتشف معلومات مذهلة عن هذا الاقتصاد الضخم الذي يستأثر بمليارات الدولارات وله بورصة عالمية وتنافس شديد بين المنتجين، إضافة إلى تشغيله ملايين العاملين في الدول المنتجة، ناهيكم عن الجانب الثقافي والسياحي الذي يرتبط بزراعة البن وصناعة القهوة والذي أصبح ملمحاً رئيسيا تتميز به بعض الدول، وبالتالي فإن الأمير محمد لم يبالغ عندما وصف بن منطقة جازان بالذهب الأخضر.


لقد كان المزارع في جازان وغيرها يعاني من العمل الفردي المتعب الذي لا جدوى كبيرة له، يعاني في الزراعة بأدوات بسيطة وفي التسويق، ما يجعل المردود لا يوازي حجم المعاناة التي يتكبدها فانصرف كثير من المزارعين عن حقولهم وهجروها لتندثر زراعات مهمة لحساب المستورد الذي بإمكاننا إنتاج أجود منه كما أثبتت التجارب بعد انتباهنا للاقتصاد الزراعي والأمن الغذائي بشكل عام.

لقد تسنى لي العام الماضي مشاهدة مهرجان البن في محافظة الداير بمنطقة جازان وتحدثت مع بعض المزارعين الذين يحدوهم أمل وتطلع كبير لأن تتطور زراعتهم ويصل إنتاجهم إلى العالمية، ويبدو أن هذا الطموح سيتحقق قريبا.

يا سمو الأمير أنت فعلاً لم تبالغ عندما وصفت أشجار البن في جازان بالذهب الأخضر.

habutalib@hotmail.com