-A +A
حسين شبكشي
يبحث الإنسان ومنذ القدم عن آليات تطوير الذات، وفهم النفس البشرية. وقد تعددت مداخل هذا المجال من مدارس متعددة ومختلفة، سواء أكان ذلك خلال قناة علم النفس، أو علم الإدارة أو علم الدين أو التجارب الشخصية الخاصة.

وفي خلال هذه المسيرة التاريخية من الفكر الإنساني، كانت هناك محطات لافتة ومهمة جدا.


ويتفق الخبراء أن أول كتاب محوري ومؤثر وفعال في مجال تطوير الذات في الحقبة المعاصرة هو كتاب «قوة التفكير الإيجابي» لمؤلفه الأمريكي نورمان فينسينت بيل، والذي صدر عام 1952، وأسس فيه فكرة التفكير الإيجابي وأثره، وقدمه بشكل مبسط وممنهج.

ولقد استفاد من هذا الكتاب العديد من المؤلفين من بعده مطورين للفكرة الأساسية، وصولا إلى فكرة «قانون الجذب» التي ولدت هي الأخرى مجموعة مهمة من الكتب في نفس سياق الفكرة، ولعل أشهر هذه الكتب كان «السر».

بعد ذلك جاءت مجموعة مختلفة من كتب مدارس التفكير، لعل أشهرها كتب ادوارد دي بونو، صاحب الكتاب الشهير «التفكير الجانبي» وكتابه الآخر الذي لا يقل شهرة «قبعات التفكير الست».

وكان لهذه الكتب أثرها المهم في عالم تطوير الذات، وانعكست على عالم الأعمال ومهارات التواصل.

ولكن يبقى كتاب «العادات السبع للناس الأكثر فعالية» للمؤلف الأمريكي المعروف ستيفن كوفي، والذي ألفه بعد دراسة وقراءة مستفيضة لكافة ما كتب عن إصلاح وتطوير الذات في آخر 200 عام في التاريخ الأمريكي، وجاء بنتيجة أن التميز البشري موجود لدى الناس الذين يطبقون العادات السبع، التي يوضحها الكتاب في حياتهم ليلقى الكتاب الانتشار المهول حول العالم، ويترجم لأكثر من 35 لغة، يصبح الكتاب الأهم والأشهر في مجاله.

تطوير الذات رحلة لا نهاية لها، ولها ارتباط مباشر بالتراكم المعرفي للبشرية عبر الأزمان ومن خلال التجارب المختلفة، وهي رحلة لا تتوقف طالما استمر وجود الإنسان على هذا الكوكب.

فبالتالي لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، وإنما تتحقق مسيرة التنمية والتطوير من خلال ما يتم اكتشافه من علوم ومعرفة ومعلومات تنقل الإنسان من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى المعرفة. وهذا تكريم عظيم لبني آدم.

كاتب سعودي

hashobokshi@gmail.com