-A +A
حمود أبو طالب
حُسم أمر الفصل الدراسي الأول بقرار إكماله عن بُعد، ولكن ارتفع جدل بشأن الحضور لأداء الاختبارات في بعض الجامعات، والتي يبدو أنها ستتم كما قررت الوزارة، ولا ندري ما هي المعايير التي اتبعتها في تحديد طريقة الاختبارات، حضورياً أو عن بُعد، لأن الوضع العام لكورونا ما زال مقلقاً رغم تفهمنا أن بعض المواد في الكليات العلمية تحديداً تتطلب اختبارات عملية، لكن الأمل أن تكون الاحترازات صارمة أثناء أداء الطلاب والطالبات اختباراتهم حضورياً.

المشكلة ليست هنا وإنما ماذا سوف يكون عليه الفصل الثاني، فعادتنا أن ننتظر حتى اللحظات الأخيرة ثم نقرر وهذا مربك كثيراً للعملية التعليمية من حيث الاستعداد في المرافق التعليمية وبين الأسر. وبالتأكيد فإن الجميع يتمنون عودة أبنائهم وبناتهم إلى المدارس، لكن المؤشرات الراهنة لا تنبئ بأن وضع كورونا في المنظور القريب سوف يكون مريحاً إلى حد الاطمئنان التام لعودة الملايين إلى مدارسهم وجامعاتهم، نحن نتحدث عن الوضع العالمي للجائحة، وأيضاً عن المتغيرات التي ربما تحدث لدينا تبعاً لها، الطقس سوف يبدأ البرودة بدخول الخريف والشتاء، وسلوك الفايروس المستجد غير ممكن التنبؤ به خلال هذه الفترة خصوصاً مع بدء موسم الانفلونزا الموسمية وعلل البرد الأخرى.


لن تتوقف الحياة ولن يتعطل مستقبل الطلاب والطالبات إذا ما استمر الفصل الثاني عن بُعد، المجازفة خطيرة جداً ونتائجها وخيمة عندما نعيد الملايين إلى فصول الدراسة ونضعهم في مواجهة جائحة ما زالت موجودة ويمكن أن تدخل موجة ثانية لا قدر الله، لذلك من الأفضل موازنة الفوائد مع المخاطر واتخاذ القرار المناسب مبكراً. عام دراسي واحد عن بُعد لن يكون خسارة كبيرة مقابل خسارات أفدح قد تحدث.

habutalib@hotmail.com