-A +A
منى العتيبي
مع انطلاقة التعليم عن بعد، وجّه مجلس الوزراء والوزارات وكافة المسؤولين والنخبويين من أهل الاختصاص والعلم والتربية رسائلهم إلى الأسرة. وشددت هذه الرسائل على تحمل مسؤولية الأبناء ورعاية رحلتهم التعليمية عن بعد؛ حتى أصبحت الأسرة تتلقى رسائلها من كل حدب وصوب.. الكل بلا استثاء حتى نجوم السوشيال ميديا أقحموا أنفسهم في ميدان وحميدان الأسرة.

وبلا شك بأن مجتمعنا تربى على الجسد الواحد وكل فرد يرى بأنه المسؤول الأول عن أي حدث أو أزمة تمر بها المجتمع؛ لذلك وجدنا الكل بلا استثناء حتى أنا بنفسي، يرى بأنه قائد المرحلة وقائد للأسرة السعودية في ظل هذه الظروف، حيث تحولت جميع منصاتنا الشخصية وأعمالنا إلى نصائح وتجارب تسهم في قيادة الأسرة إلى الأساليب التربوية والتثقيفية التي تساعدهم في قيادة المرحلة نحو الاستقرار والنجاح.


حزينة جدًا على وضع الأسرة التي تتلقى توجيهات من كل جهة ومن مصادر متعددة، ونحن في الحقيقة نرى أنه في مرحلة التعليم عن بعد خلال أزمة كورونا واحترازته ترجلت عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة وتبرعت لدعم الأسرة السعودية المحتاجة للتقنية وقامت بتوفير الأجهزة التقنية والذكية لها وعلى رأسها وزارة التعليم التي أراها انشغلت بمهام في دعم الأسر عن بعد قد أخرجتها عن مهمتها الأساسية؛ وهي التعليم الرقمي وإعداد المناهج الرقمية ومتابعة التحصيل الدراسي للطلبة، لذلك وحتى لا نرهق التعليم لدينا ونشغله في هذه المرحلة المهمة عن أداء مهامه أرى من المهم أن يكون لدينا مركز وطني يدعم الأسرة في الظروف المجتمعية الطارئة كالظروف التي نمر بها حاليًا؛ ويتلمس حاجاتها ويساندها ماليًا وتقنيًا ونفسيًا وتربويًا ويقودها نحو الاستقرار ليتمكن جميع أبنائها من أداء دراستهم عن بعد.

ويضم هذا المركز نخبة من الخبراء والمختصين في شؤون الأسرة، تأتي مهمتهم في الاستجابة إلى ما قد يواجه الأسرة من معوقات، وبالتالي تتخلص الأسرة من تعددية المصادر والشتات الذي قد يصيبها من هذه التعددية وتلاقف الأيادي لها في حل مشكلاتها التي قد لا تُحل بسبب التعددية المصدرية.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com