-A +A
أسامة يماني
مصطلح سياسي جديد يطل علينا مثل العديد من المصطلحات والأفكار المستوردة المفرغة عن محتواها ومضامينها وأهدافها.

لقد سمعنا بالاشتراكية والبعثية والبروليتاريا والتقدمية والممانعة والإسلام السياسي، والعشرات من المصطلحات التي تُسوق لأفكار ومفاهيم هلامية تهدف لترسيخ مخططات ترمي إلى تقسيم الشرق الأوسط والسيطرة على مقدراته وإعادة توزيع ثرواته وتقسيمها بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.


في ظل الميوعة الفكرية التي تتفشى وتنتشر كالوباء وتنتقل من جيل لآخر تصبح هذه المصطلحات الجديدة جذابة ورنانة، يُنادي بها الكثير من الكتاب والمفكرين.

جاء في الصحف أن أمريكا تُبدي حذرها من مناقشات قيل إن فرنسا تجريها مع الأطراف اللبنانية خصوصاً مع «حزب الله»، في ظل تقدير فرنسي يرى أن حالة «القضم» التي يتعرض لها الحزب قد تؤدي إلى «عقلنة» دوره، وقبوله بتسوية داخلية.

إن مصطلح عقلنة «حزب الله» الذي تنادي به فرنسا ما هو إلا بالون اختبار لتمرير فكرة دور إيران في المنطقة والقبول بالنفوذ الإيراني وشرعنة وجوده من خلال عقلنته.

فرنسا تطمح لدور أكبر في المنطقة ليعود عليها بمغانم سياسية واقتصادية وخاصة في الطبخة التي تعد لها واشنطن لتسوية الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل ولبنان.

والمُلاحظ أن السياسات الفرنسية سعت إلي ثني ووقف قرار الرئيس الأميركي عن خروج أمريكا على اتفاقية (خمسة + واحد). وكذلك سعي فرنسا لوضع آلية للتبادل التجاري مع إيران.

هناك تغاضٍ فعلي وظاهر بخصوص حراك إيران في اليمن ولبنان وسوريا. هذه التحركات التي ليست بمعزل عن بعضها البعض؛ فكل حراك يصب في منظومة السيطرة وبسط النفوذ والهيمنة على خيرات المنطقة الذي تدعمه دول الغرب بشكل متوارٍ، ناسية أو متناسية لحقوق الإنسان الذي تنتهكه إيران.

إن مصطلح عقلنة دور حزب الله هو مقدمة لشرعنة تحركات إيران في المنطقة بهدف إعادة تشكيل خريطة المنطقة في غياب لخطة وإستراتيجية عربية لمواجهة هذه الأخطار، وفي ظل تحركات أحادية من السهل التشويش عليها وإشغالها في قضايا جانبية.

عقلنة حزب الله خطوة في طريق فرض الأمر الواقع برعاية الغرب وغياب أصحاب الجامعة العربية. والمثل يقول «الغايب مالو نايب والنايم غطو وشه». والله المستعان.

كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com