-A +A
منى العتيبي
هناك مشاريع عملاقة بمجرد الإعلان عن البدء في تنفيذها تشعرك بالبهجة والسعادة وعظمة هذا الوطن الذي يعشق المنافسة لمقارعة الكبار بين الأمم والشعوب ويهتم ببناء الإنسان من المهد، هذا الشعور بالزهو تلبسني بمجرد إعلان وزير الرياضة الشاب الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عن إزاحة الستار لانطلاق أكاديميات «مهد» التي ولدت عملاقة بأهدافها نحو مليون و700 ألف طالب ضمن أكبر مشروع وطني يبحث عن المناجم والنجوم والمواهب الرياضية من أبنائنا وبناتنا، فيطورها ويفتح لها الأبواب وذلك في كافة الألعاب الفردية والجماعية، للجنسين من الذكور والإناث، ابتداء من عمر 6 سنوات إلى 12 سنة.

هذا المشروع العظيم في أهدافه الذي طالما انتظرناه سيمهد الطريق لصناعة الأبطال وصقل المواهب التي ستمثل الدولة مستقبلاً في المنافسات العالمية، ويعبر هذا المشروع بصدق وجلاء عن طموح الدولة ورؤيتها 2030 في ظل الدعم المالي لقطاع الرياضة في بلادنا كما أنه يحقق طموحات خبراء التربية الذين يرددون دائماً بأن المدرسة هي المنجم الأول لكشف المواهب والاهتمام بها من خلال برامج الأكاديمية.


ومع هذه الخطوات والدعم الكبير والأهداف التي أعلنها وزير الرياضة أكاد أجزم بأن الوسط الرياضي بجميع أطيافه وانتماءاته الرياضية أصبح اليوم متفائلاً جداً بمستقبل الرياضة ويرى فيه رفرفة راية المملكة عالياً في جميع المحافل والألعاب والمنافسات العالمية من خلال تحقيق مراكز تتناسب مع حجم ما ينفق عليها من مليارات الريالات لدعم قطاع الرياضة، وبذلك يتواصل مستقبلنا المشرق بماضينا الجميل على أيدي مواهب الوطن، حيث استطعنا في الماضي الوصول لكأس العالم 5 مرات وتحققت البطولات القارية 3 مرات وغيرها من المنجزات خلال العقود الثلاثة الفائتة.

متفائلون أيضاً في دور أكاديمية مهد في سد احتياجات أنديتنا المحلية من المواهب الكروية والألعاب الأخرى، وبأنه سيأتي اليوم الذي نرى فيه أن أنديتنا المحلية تتنافس على المواهب الكروية التي سترعاها هذه الأكاديمية ولن يحتاج رؤساء ومسؤولو الاحتراف للسفر والترحال والتعامل مع السماسرة ووكلاء اللاعبين الأجانب وعقد صفقات باهظة الثمن بعضها فاشل؛ تفقد من خلالها الأندية مواردها المالية وعقود الرعاية ودعم الدولة لسد رواتب هؤلاء المحترفين الأجانب ومقدمات عقودهم المكلفة جداً وقضايا الفيفا التي عانت منها أنديتنا كثيراً، ولولا تدخل الدولة في حل هذه القضايا لشاهدنا قرارات عاصفة بحق أنديتنا المحلية.

والأجمل من ذلك حين يكون طموحنا عنان السماء في أكاديمية «مهد» ومستقبلها في تقديم مواهب سعودية في مجال الكرة مبدئياً تتنافس عليها أندية عالمية لها عظمتها وأمجادها الكروية الساحرة مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونخ وليفربول ويوفنتس وتشلسي وباريس سان جرمان، فما الذي يمنع فعلاً حصول ذلك في ظل الدعم لقطاع الرياضة من أعلى الهرم في القيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ووجود مواهب سعودية قادرة على صناعة المستحيل والوصول للعالمية؟!