-A +A
خالد السليمان
يُتهم جيل الثانوية العامة لهذا العام بأنه كان محظوظا بالدعم الذي تحقق له بسبب جائحة كورونا، فالجميع كان ناجحا وبأعلى الدرجات، لكن الحقيقة أن هذا الجيل سيواجه أصعب فرص الالتحاق بالجامعات والكليات العسكرية والمهنية وحتى الأهلية وأشرسها تنافسا في ظل كثافة أعداد المتنافسين على مقاعد دراسة ما بعد الثانوية العامة !

هذا الجيل سيختبر قسوة الحصول على فرص الحياة كما لم يختبرها أي جيل سابق، ومن يقللون من قدراته إنما يتخلون عن موضوعيتهم في عدالة تقييمه والاعتراف بالتحديات التي عليه أن يواجهها للحصول على الفرص وتحقيق الأحلام والتقدم في مسيرة الحياة !


لدي حدس بأن هذا الجيل سيكون مميزا وستكون له بصمة مختلفة في المستقبل، فمن يولدون من رحم الأزمات يملكون جلدا أكبر على مكابدة الحياة وقدرة أعلى على تطويع صعابها وتحمل ضغوطها !

والتاريخ يسطر لنا ملاحم أجيال نهضت بأممها بعد كوارث حروب وأوبئة، بينما سطر لنا تاريخنا كفاح أجداد وآباء شقوا طريق المستقبل وحققوا طموحات الارتقاء ليكتبوا لنا قصص النجاح في مواجهة صعوبات الحياة وكسب العيش !

ولعلي هنا أقترح إجراءات استثنائية في قبول أعداد الطلاب هذا العام، بحيث يتم استيعاب أكبر عدد ممكن من المتقدمين، منها استغلال المرافق في توزيع الدراسة طوال اليوم، ودعم الجامعات في التعاقد مع احتياجاتها من كوادر التدريس !

ولعلي هنا أيضا أقترح على وزارة التعليم في حال استمرار الإجراءات الوقائية في العام الدراسي المقبل أن يتم تقسيم حضور الطلاب والمعلمين لتقليل نسبة الحضور لتكون الدراسة أكثر من فترة في اليوم، فيدرس ٥٠٪ من الطلاب في الصباح و٥٠٪ في المساء، وتقسم بنفس النسبة واجبات المعلمين والإداريين !