-A +A
سلطان الزايدي
اشتكى السيد «وسيب ماريا بارتوميو» رئيس نادي برشلونة الإسباني من تقنية الفيديو بعد استئناف الدوري الإسباني، حيث قال في تصريحٍ له: تقنية الفيديو لا تظهر بالأداء الذي نريده جميعًا، ومنذ أن عاد النشاط بعد التوقف، كانت هناك العديد من المباريات لم تكن عادلة وكان هناك فريق مفضل، والعديد من الفرق لم تحصل على حقها... انتهى كلامه. ربما ضعف نتائج برشلونة كان له دورٌ كبيرٌ في هذا الرأي الذي قاله بارتوميو، لكن رئيس برشلونة لم يكتفِ في هذا التصريح بانتقاد تقنية الحكام فقط، بل وصف بأن ما يحدث في الدوري الإسباني الآن يصبُّ في مصلحة فريقٍ واحدٍ، وبأن العدالة غائبة في هذه الفترة. ويبدو أن حال هذه التقنية في كل العالم ليست بالجيدة، ولم يستفد منها بالشكل المطلوب، فما زالت الأندية تنتقد ضعف أداء القائمين على هذه التقنية، ولو سلّمنا بأن الأمر لا يتجاوز فكرة ضعف الأداء وأبعدنا فكرة المستفيدين والمتضررين، فنحن سنصف هذا الأمر بالمخجل، إذ من المفترض أن تعمل اتحادات كرة القدم في كل العالم على أن تخرج من هذه التجربة بمستوى عالٍ جدًّا من العدالة، وبأن يحسن الجميع أداء واجباته تجاه هذه التقنية، فالضعف الملاحظ في كل العالم تجاه تطبيق هذه التقنية أصبح أمرًا واضحًا، ومن الطبيعي أن يعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم على تقييم التجربة ووضع الحلول المناسبة لتقليل تلك الأخطاء، فالتهاون في تطبيق هذه التقنية كما يجب يجعل الأخطاء تتكرر، والمتضررون لن يصمتوا على هذا الأمر، وسيكثر في المستقبل التشكيك في عدالة المنافسة، خاصة لو اتضح من تكرار الأخطاء أن المستفيد فرقٌ معينة. من جماليات كرة القدم حضور المنافسة القوية العادلة، والتحكيم هو العنصر المهم في تحقيق تلك العدالة، لذا بعد إقرار تقنية الفيديو من المفترض أن تكون الأخطاء قليلةٌ جدًّا تكاد لا تذكر، فالحَكم أصبح يملك عنصرًا مساعدًا مهمًّا يحميه من الوقوع في الأخطاء؛ إذًا من المهم أن تعمل كل اتحادات كرة القدم في العالم على إنجاح هذا الأمر بالشكل الصحيح والمرضي لجميع المتنافسين، ولا أظن هذا الأمر صعب، لن يقبل الجمهور أي تبرير لأي خطأ تحكيمي، ولن يجد مجالاً لالتماس العذر لهم. في السعودية ينتظر الجمهور الرياضي أهم مباراة في الموسم بعد استئناف الدوري بين النصر والهلال، هذه المباراة تحديدًا يجب أن تخلو من الأخطاء التحكيمية، وأن يستفيد طاقم التحكيم من حكام الفار بالطريقة الجيدة التي تضمن تحقيق العدالة لتخرج المباراة بالشكل المطلوب، وهذا ما يجب أن يعمل عليه الاتحاد السعودي لكرة القدم من الآن، وذلك من خلال اختيار الطاقم التحكيمي الجيد، والبعد عن الخوض في تفاصيل اللقاء معهم، يحضرون لتأدية دورهم كحكام ساحة وتقنية فار مع إشعارهم بأهمية المباراة، وعدم التهاون في تطبيق القانون ونصوصه داخل الميدان. ولن يقبل جمهور النصر ومن قبلهم إدارته بأي خطأ يكون سببًا في خسارتهم نقاط المباراة، وكذلك الحال مع الهلال، من الجميل والمناسب أن يخرج الفائز في اللقاء وهو مستحقٌّ هذا الفوز، والخاسر مقتنع بالخسارة، والبحث عن مسبباتها بعيدًا عن التحكيم.

دمتم بخير..