-A +A
علي بن محمد القحطاني
الأدوار التكاملية في إدارة الأزمات والكوارث والتي تميز كغيره من علوم الإدارة بين الأدوار المساندة والأدوار التكاملية، ففي هذه الجائحة هناك العديد من الجهات المشاركة في منظومة مواجهة كورونا المستجد كوفيد 19 مناط بها الدورين التكاملي والمساند ولكن في خضم انشغالها في الجانب المساند نخشى أن تنشط بقية عائلة كورونا وأقاربها من فيروسات وميكروبات وحشرات وقوارض وتأخذنا على حين غرة أقصد هنا تفشى أوبئة وأمراض أخرى في ظل تدني مستوى الاهتمام بالجانب البيئي والنظافة العامة والإصحاح البيئي.

لاحظنا في بعض دول العالم وعبر وسائل الإعلام المختلفة بدء الحيوانات البرية تتجول في الطرقات في ظل خلوها من المارة، بل إن بعض العلماء فسر عودة النسر ذي الذيل الأبيض للتحليق في أجواء بريطانيا بعد حوالى 200 عام تقريبا لنقاء الهواء وخلو الأجواء من الملوثات بسبب البيات الذي يعيشه الإنسان على مستوى العالم بينما في بعض مدننا الكبرى نلاحظ زيادة مطردة في أعداد القطط والفئران تتجول في أغلب الأحياء الملتزمة منها بالمنع وغير الملتزمة التي بها بعض الخروقات.


فالخطط التشغيلية لعمليات النظافة تحتاج لتحديث ومراجعة لتتلاءم مع الأوضاع التي نعيشها وكذلك عمليات الإشراف والرقابة والتي ولله الحمد تم أتممتها بالكامل في أغلب مدن المملكة والكبرى منها على وجه الخصوص لمراعاة أوقات تفريغ حاويات النظافة والفترة الزمنية التي تستغرقها كل منها، حيث يلاحظ أن البعض منها تأخذ وقتاً أطول من المعتاد لانشغال العمالة بفرزها حسب أهميتها لهم وما يمكن بيعه وهذه من الممارسات الخاطئة الموجودة وأغلب الأمانات استطاعت السيطرة عليها لحد ما حيث كانت في السابق تفرز في شاحنات نقل الزبالة أو الضواغط إنما الأسوأ الآن ترك ما لا يناسبهم في الشوارع والطرقات بجوار الحاويات، كما أن هناك أخطاء أو عادات سيئة لدى البعض من تكديس الأثاث والأدوات المستغنى عنها بجوار الحاويات والطرقات مما تعيق أو تشغل عمال النظافة من أداء أعمالهم ولا ننسى من يفلت العنان لخزانات الصرف الصحي أكرمكم الله لاختراق أحياء بأكملها أو غمر أجزاء واسعة من الطرقات في الأحياء غير مكتملة الخدمات وما تسببه من أمراض وأوبئة وقد نجد للبعض منهم بعض العذر لعدم توفر هذه الخدمة مما يتطلب من خلية الأزمة تكليف الأمانات أو وزارة البيئة أو شركة المياه بتوفير هذه الخدمة.

وأنا هنا أشيد بجهود كل من وزارة البيئة والأمانات والبلديات ودورهم الملموس في مساندة الجهود المبذولة لمكافحة كورونا والحد من انتشارها ولكن ومن باب كل منكم على ثغر من ثغور الإسلام فإياك أن يؤتى الإسلام من قبلك وأي شيء أعظم في الإسلام من حفظ أرواح الناس وإماطة الأذى عن الطريق.

ومن باب التناصح والتواصي بالحق، والتعاون على البر والتقوى نتمنى ولتعظيم الفائدة بذل مزيد من الجهود في الدعم التكاملي لتلافي ظهور وتفشي أوبئة بيئية من الممكن تلافيها وفي هذه الحالة تتشتت الجهود بين جائحة أممية وكارثة محلية على مستوى الوطن لا سمح الله، فهل قامت الأمانات بمراجعة خطط وإدارة النظافة بما يتلاءم مع الأوضاع الحالية والمرونة اللازمة لتتلاءم مع الطبيعة المتغيرة بطريقة لم يسبق لها مثيل، فخططها عادة بين الأوقات المعتادة أو أوقات المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد والفعاليات المختلفة، أما الآن فالوضع أكثر تعقيداً من خلال اجتماعها في فترة زمنية واحدة المناسبات والأوضاع الصحية والآثار الاجتماعية من جراء المنع.

* خبير و متخصص إدارة الكوارث والأزمات

drqahtani1@