أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
علي بن محمد القحطاني
إعلان حرب
نقف اليوم أمام حقيقة لا يمكن إنكارها؛ الداء موجود ومنا من اكتوى بنار فراق حبيب أو قريب نتيجة إصابته بهذا الفايروس حتى وإن كانت بنسب ضئيلة لو قورنت بعدد المصابين إلا أنها تظل نفساً بشرية.
ولا بد من إجراءات للحد من انتشاره بدل التنقيب عن أصله وهل هو مؤامرة أو من صنع البشر، حتى وإن كان مؤامرة -وهذا ما أرجحه شخصياً- أو حيكت المؤامرة بعد ظهوره للاستفادة منه، وهذا وارد من العديد من الجهات والدول. حتى لو افترضنا صحة ما ذكر، فلنستعرض بعض الحقائق.. الوباء موجود ومن صنع الله سبحانه وتعالى حتى وإن كان الإنسان سبباً في ظهوره فهو بأمر الله سبحانه وتعالى.
أعلنت البشرية الحرب واستعدت بكل ما تملك من علم وتكنولوجيا للحد من انتشاره والقضاء عليه، فبدأت الأبحاث ثم إنتاج اللقاح وبوتيرة أقل في البحث عن علاج له وبدأنا نسمع في هذه الأيام عن دواءين أحدهما تشير التجارب الأولية إلى أنه يمكن أن يشفي المريض خلال 5 أيام والدواء الآخر يقضي على كل الأعراض المصاحبة لكورونا.
وفي المقابل، فالفايروس لم يقف مكتوف اليدين فقام بهجوم مضاد أو ما يسمى الموجات، فها هي بريطانيا على أعتاب موجة انتشار ثالثة.
ساعده في ذلك طابور خامس من البشر أنفسهم إما لتنفيذ أجندات سرية أو بجشع أو بحماقة وجهل بعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، كما أن الفايروس بدأ بقدرة الله بتحصين نفسه ضد لقاحات البشرية بما يسمى التحورات، وكلما منح الوقت زاد عدد التحورات وزادت تعقيداً، فعلينا مواجهته وفي هذه المرحلة ستكون أكثر فعالية وأقرب حصاداً، وذلك بخطوات منها ما قامت وتقوم به دولتنا لحماية المواطن والمقيم وأنها لم ولن تقر أي إجراء أو لقاح إلا بعد دراسته من قبل الجهات المختصة وإقراره، ولنا في إجراءاتها السابقة منذ بداية الجائحة دروس وعبر، فقد بذلت الغالي والنفيس لحماية النفس البشرية لكل رعاياها في جميع أنحاء العالم ولكل من يعيش على تراب هذا الوطن من مواطن ومقيم سواء كانت إقامته نظامية أو مخالفاً لها حتى أضحت أنموذجاً يقتدى به عالمياً، وآخر هذه النجاحات تحقيق المملكة بفضل الله ثم بدعم القيادة وتضافر جهود الجهات الحكومية المرتبة الأولى عالمياً في استجابة الحكومة لجائحة كورونا.
وعلى الرغم من كل ذلك فهناك عدم إقبال على اللقاحات على مستوى العالم، وقد يكون من أسباب ذلك إجراءات وآلية اعتماد اللقاحات وما تعنيه كل مرحلة، فها هي وسائل الإعلام تتناقل خبر إيقاف إيطاليا لقاح أسترازينيكا لمن هم دون الستين عاماً بعد أن توفيت شابة جراء إصابتها بنوع نادر من تخثر الدم بعد تلقيها لقاح أسترازينيكا. وأتساءل: هل أبحاثهم أكدت لهم أنها لا تصيب إلا من هم دون الستين عاماً؟ أم أن أرواح من هم فوق الستين أرخص ولا ضير من فقدانهم؟
أما الجانب الآخر فهو تأثير الشائعات التي تنتشر انتشار النار في الهشيم بوجود وسائل التواصل الاجتماعي وكل شائعة وخصوصاً في أوقات الجوائح والكوارث لها أهداف ويقف وراءها مستفيدون. ولن أبحر في هذا الموضوع فقد سبقت لي الإشارة إليه بالتفصيل في مقال سابق. ومن هذه الشائعات أن اللقاح يسبب العقم ما حدا بوزارة الصحة إلى نفي ذلك وأن المسبب للعقم وله تأثير على الخصوبة هو الفايروس وليس اللقاح. ولا أتصور أن هذا مجرد تصريح للحث على اللقاح بل لا بد أنه مستند على دراسات علمية موثوقة قامت بها الوزارة.
سؤال لا يزال ينتظر الإجابة كيف وصل الفايروس لحاملة طائرات فرنسية وأخرى أمريكية كانتا تمخران عباب المحيطين الهادئ والهندي من قبل ظهور الفايروس بعدة أشهر فكيف وصلهما الفايروس إذا لم يكن لهما اختلاط بأي إنسان؟
كل ما ذكر مجرد تكهنات لا ترتقي لمستوى اليقين، ولذلك هذه دعوة للتأمل والاستخارة وتحكيم العقل واتخاذ قرار مبني على المعلوم والملموس وليس مبنياً على المجهول والشائعات.
وعلى الصعيد الشخصي فقد تلقيت لقاح أسترازينيكا بجرعتيه، والتوكل على الله والتضرع إليه بأن تكونا سبباً في الحماية.
01:11 | 18-06-2021
كورونا والاحترام المتبادل
تم رصد تزايد في خارطة الإصابات بفايروس كورونا بالمملكة خلال الأيام الماضية، مما يستوجب التشديد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والتقيد بالتدابير الوقائية، وتطبيق التباعد الجسدي، منعًا لانتشار (كورونا)، فالمتتبع لأعداد الإصابات في المملكة يجدها في الفترة القريبة السابقة كانت في خانة المئات تزيد أو تنقص عن المئتين ثم عادت للارتفاع إلى خانة الآلاف. صادف هذا الارتفاع في بعض مراحله شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر المبارك وما صاحبهما من أحداث مثل اللقاءات العامة وفتح الأسواق 24 ساعة وإقامة العديد من الفعاليات، فهل كان لها أثر في هذا الارتفاع أم كانت مجرد مصادفة..؟ وبتمحيص لغة الأرقام نجد أن الإحصاءات تشير إلى أن مدينتي الرياض وجدة الأكبر في تسجيل عدد الإصابات وكأنهما في سباق ماراثوني؛ فالرياض حافظت على الصدارة فترات طويلة، ولكن مؤخرا بدأت جدة تسجل أرقاما أعلى في الإصابات، فلو خصصنا لهاتين المدينتين تعدادا خاصا بهما لتبقى المنافسة عادلة في بقية المدن فترتفع الروح المعنوية لديهم بما حققوه من إنجاز. على أن يدرس وضع هاتين المدينتين مع استبعاد عنصر التعداد السكاني، فها هي الصين تسجل في اليومين السابقين 16 و11 إصابة، كما أن بعض المدن لدينا معدل عدد السكان في المتر المربع أعلى مما هو موجود في هاتين المدينتين، إذن المسألة ليست فقط عدد سكان؛ فهناك عوامل لها تأثير أكبر وأهمها الوعي الذي يقودنا للإيمان بأن الإجراءات الاحترازية والالتزام التام بها بقناعة واقتناع ويقين تام بأنها وإن كانت قاسية في حينها ليست عقوبة، بل حماية، فهناك من يجد ويجتهد للالتفاف عليها بكافة الوسائل، فهمه إقامة فعالياتهم الاجتماعية أو التسويقية. فبعد مرور أكثر من عام على هذه الجائحة لا تزال هناك قلة بجشع أو جهالة أو حماقة تقوض هذه الجهود، وللأسف فتأثيرها أكبر من حجمها، والاحتمال الآخر أن آلية تطبيق تلك الاحترازات قد أصابها الوهن، وأصاب العاملين عليها الفتور، فلا بد من دراسة وضعها لإيجاد الحلول الملائمة لها، وآخر العلاج الكي، فمن النادر أن نقرأ أو نسمع عن تطبيق عقوبات على التجمعات المخالفة للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من التجمعات التي تسهم في انتشار فايروس كورونا أو تطبيقها على مخالفي تعليمات العزل والحجر الصحي في المدن ذات الأعداد المرتفعة كالرياض وجدة مثل ما نلاحظه في المحافظات الأقل عددا في الإصابات مثل محافظة الرس ومنطقة نجران.
ومن الاحتمالات أيضا عدم جودة المواد والأدوات المستخدمة لتطبيق الاحترازات الوقائية، ومن أهمها الكمامة، وإني لأتعجب من وجود كمامات في السوق السعودي تتراوح أسعارها بين أربعة ريالات إلى ثلاثين ريالا، فهل هي متساوية في الجودة أم أن فرق السعر لفرق الجودة، وهنا تبرز الإشكالية إن كانت قد أجيزت وإن لم تكن مجازة فالإشكالية أكبر.
وكذلك من الاحتمالات الواردة اللقاحات.. نعم اللقاحات.. فالبعض يعتقد أن اللقاح عصا سحرية يسري مفعوله فور أخذ الجرعة ويتخلى عن كل الاحتياطات الاحترازية فورا، وهذا خطأ. والبعض الآخر يؤمن ببعض الشائعات عن أضرار هذه اللقاحات على الرغم مما تقوم به إدارة القيادة والسيطرة ـ وزارة الصحة ـ من إيضاح الحقائق وتفنيد هذه الادعاءات بصفة مستمرة.
وأمام هذا التذبذب في عدد الإصابات أرى أن يتم إذكاء روح التنافس المجتمعي كما سبق وأن أشرت إليه في مقال سابق برصد جائزة رمزية على عدة مستويات؛ الأول على مستوى المناطق، والمستوى الثاني على مستوى المحافظات (المدن) لأول من يحصل على سجل نظيف من الإصابات لمدة ثلاثة أسابيع متتالية على الأقل، وفي الوقت نفسه الإعلان عن الأعلى تسجيلا لها. وفي هذا إذكاء لمبدأ المنافسة في المجتمع كأفراد وإدارات حتى لا يتلبسنا وهم الهزيمة ويكسونا الإحباط وتعمنا الروح السلبية بعدم جدوى جهودنا المبذولة، فما الذي يمنع من انتهاج هذا الأسلوب في شحذ الهمم للوصول إلى غايات الإنتاج المبدع..؟ وهذا الأسلوب معمول به عالمياً.
الفايروس يتوعد احترموني باتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية لأحترمكم بعدم الوصول إليكم بإذن الله.
00:08 | 6-06-2021
أمانة جدة وتحقيق الرؤية
في شهر رمضان وبالتحديد يوم الأربعاء الثاني منه، نشر لي في هذه الصحيفة العريقة مقال بعنوان (التلوث البصري) تحت عباءة هذا العنوان حمل المقال في طياته العديد من المخالفات وفي خِضَمّ انتظاري لأي تصحيح على الطبيعة كنت بصدد الكتابة عن ملاحظة أخرى في موقع آخر لا يبعد عن موضوع مقالي السابق إلا بعشرات الأمتار عن بطء التنفيذ وعدم دراسة استمرارية حركة المشاة بعيدا عن خطر السيارات، ولكن حسي المهني كمهندس وفضولي العملي دفعاني للبحث والاستفسار ودخول مواقع العمل في حدود المسموح به، فاكتشفت ما دفعني لتغيير بوصلة المقال للإشادة بما علمت وهذا ليس طبعي ولكن وجدته لزاما علي؛ إحقاقا للحق وأمانة الكلمة، فكما ننوه بالسلبيات يجب الإشادة بالإيجابيات وقد يقول قائل هذا واجبهم ومن المسؤوليات المناطة بهم ومهامهم الأصيلة التي يسألون عنها، نعم هذا صحيح لكن العاملين في الأمانة أو أي إدارة خدمية بشر يحتاج لمن يقدر عمله ولو بالكلمة الطيبة وبث الروح الإيجابية والتفاؤل بينهم، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فقد كان اعتقادي أنه مجرد مشروع لإعادة تأهيل الممشى فقط ولا يتطلب كل هذه المدة، ولكني فوجئت بمشروع جمالي جبار سيغير خارطة المنطقة وأستأذن الأمانة بنشر بعض تفاصيل المشروع التي تمكنت من الحصول عليها بطريقتي الخاصة كبُشرى لسكان وعاشقي جدة من سكان وزوار.
اسم المشروع ممشى حديقة الأمير ماجد بتكلفة 80 مليون ريال تقريبا.
مساحة المشروع الكلية أكثر من 140 ألف متر مربع.
ممشى بطول 900م وبمساحة تزيد على 30 ألف متر مربع ومسار للدراجات بطول 1800م.
ومن مكونات المشروع نافورة تفاعلية ومسرح مفتوح وعيادة للإسعافات الأولية ومواقف ودورات مياه عامة. ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال أقل من شهر من تاريخه.
ونتطلع للمزيد من هذه المشاريع لتحقيق ما يوفر خيارات ترفيه عالمية المستوى، ونمط حياة مستداماً؛ تمشياً مع برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية المملكة 2030 الذي يُعنى بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.
ولاكتمال جمال المشروع وتحقيق أهدافه، أرى سرعة إعادة دراسة حركة المتنزهين وممارسي المشي الذين يبدو أنهم الحلقة الأضعف في الدراسة المرورية في مرحلة التنفيذ ونفس الملاحظة تنسحب على ممشى سور جامعة جدة شطر الطالبات الذي احتلت الشركة المنفذة لمشروع جسر صاري أجزاء منه والذي كان موضوع مقالي السابق لصيانة الأرواح وحفظ الممتلكات ولضمان سلامة مرتاديه.. شكرا أمانة جدة.
00:09 | 25-05-2021
التلوث البصري
أحسنت أمانة جدة صنعاً بالالتفات لأحد مصادر التلوث الذي عانت وتعاني منه مدينة جده بمختلف تصنيفاته المائي والهوائي والأرضي (التربة) والسمعي والبصري والضوئي، وهذا مما يذكر فتشكر عليه الأمانة باهتمامها بالتلوث البصري وتبني مبادرة لمعالجتها، ولكنه جهد يشوبه بعض الثغرات أو الأخطاء والعيوب وسأتطرق في هذا المقال لإحدى هذه الثغرات في تطبيقها فكان من الواجب على الأمانة أن تبدأ فيما يختص بها وبمقاوليها لتكون القدوة الحسنة لهم، وسأضرب مثالاً واحداً في موقع واحد فقط والأمثلة عديدة؛ فقد تحولت الساحات والمواقف التي تطل على تقاطع أحد أهم محاور المدينة طريق صاري وطريق الملك فهد بالتحديد المنطقة الملاصقة لمبنى جامعة جده شطر الطالبات وتستخدم لممارسة رياضة المشي للكثير من سكان الأحياء المجاورة تم تحويلها إلى معسكر متكامل لأحد مقاوليه المنفذ لمشروع جسر طريق صاري مع طريق الأمير فهد، فأقام العديد من المرافق وإن كانت مؤقتة ولكنها تحولت لشبه دائمة فهي بطبيعة الحال أوفر للمقاول حيث استمرت وحتى بعد تنفيذ مشروعها وكلها تخالف أنظمة الأمانة وفيها تشويه بصري متعدد الزوايا ويخفي الكثير من المخالفات تحت عباءته مثل مكاتب... مستودعات.. سكن... ومناشر غسيل ملابس... ورش وغيار زيوت سيارات ومعدات ثقيلة... ومواقف للمعدات ومخازن وكل ما يحتاجه أي مقاول في موقعه الرئيسي وحتى إن كانت بنظام التأجير، وهذا ما لا أتوقعه لاتساع هذه المساحات إذا أخذنا في الاعتبار أن تقتصر المساحة الممنوحة للمقاول على ما يتطلبه تشوين مواد المشروع ولفترة محدودة أثناء تنفيذ الشروع فقط (علماً أنه تم فتح الجسر أمام حركة السيارات) وفي هذه المساحات المكتظة بكتل الخرسانات وكميات الحديد المتناثرة وفرنا بيئة مناسبة لتكاثر وتواجد الزواحف والقوارض والحشرات وسيعم شرها الجامعة والأحياء المحيطة بها. مثل هذه المناظر أولى بمعالجتها أولاً.
كما أن التلوث البصري لا يقتصر على مباني المناطق الشعبية فقط بل يشمل أيضاً الأحياء والمخططات الحديثة والعديد من الأراضي الشاسعة على بعض المحاور والطرق الرئيسة في المدينة والتي لا تزال تحدد بأكوام الأتربة ومليئة بمخلفات البناء ولا نغفل عن أشجار الشوارع والطرقات التي زرعت للزينة أصبحت أحد مصادر التلوث، فهي تفتقد للتهذيب والتشذيب فصارت تعيق حركة المشاة وتحجب الرؤية مما قد يتسبب في حوادث مروريه لا سمح الله ولنا بإذن الله مع التلوث وقفات أخرى لتسليط الضوء على جهود الأمانة وبقية الجهات المعنية بهذا الخصوص.
00:01 | 14-04-2021
كورونا ودرب لم يتبق منه إلا القليل
في الفترة الماضية، استبشرنا خيرا بانخفاض أعداد الإصابات باضطراد ولعدة أسابيع حتى وصلنا لأقل من 100 حالة في اليوم، وصاحب ذلك -ولله الحمد- انخفاض الوفيات وانخفاض حالات العناية المركزة مع ارتفاع أعداد المتعافين، ولكن في الأيام القليلة الماضية عادت الحالات للزيادة، مما يدعو للقلق ويستوجب البحث عن المسببات المحتملة لها، ومن هذه الأسباب فترة الإجازة وإن كنت لا أميل لهذا التفسير، فتأثير الإجازة محدود، فالدراسة عن بعد أصلاً وأغلب المصالح كذلك، ولو أن لها تأثيرا لكانت وزارة الصحة وفريق إدارة الجائحة اتخذت احتياطاتها الاستباقية لمنع حدوثها أو تقليص آثارها بالتوعية بما يسمى التوعية المرحلية التي تتحدث عن واقع كل مرحلة، والظروف التي نعيشها مثل فترة الإجازات وما يصاحبها من كثرة المناسبات الاجتماعية والاستشهاد في تلك التوعية بما حدث من تزايد وارتفاع حالات الإصابة في المواسم السابقة ولم تكن عنا ببعيد.
ومن المبررات فصل الشتاء، نعم قد يكون له تأثير ولكن محدود، فكل عام يحل علينا فصل الشتاء، كما أن حكومتنا الرشيدة وفرت لقاح الانفلونزا الموسمية، وبذلت وزارة الصحة جهوداً جبارة في توزيعها وتأمينها والتوعية الموسعة للمجتمع وإيضاح فوائده العظيمة التي ستنعكس على كورونا بطريقة غير مباشرة، فهي تخفف الحمل على جهاز الإنسان المناعي، وكذلك يخفف العبء على المنشأة الصحية للتفرغ لحالات كورونا وغيرها من الأمراض وما يحدث في أوروبا وأمريكا ناتج عن انخفاض كبير في درجات الحرارة صاحبه إهمال ولا مبالاة بالاحترازات الصحية والتباعد الجسدي لدى مواطني تلك الدول، ولكني أرجح أن السبب في ذلك يعود لسببين رئيسيين؛ التراخي لطول المدة والسبب الأهم بدء لقاح كورونا، حيث أعتقد البعض أن ذلك يعني العصا السحرية لسرعة التخلي عن كل الإجراءات الاحترازية من تباعد ولبس الكمامة، فعادوا بنوع من العشوائية الفوضوية لممارسة حياتهم وحضور المناسبات الاجتماعية بل والدعوة إليها والمشاركة فيها وبدون أي احترازات. ويهدف لقاح كورونا الوصول للمناعة المجتمعية ضد الفايروس التي من المتوقع أن يتم تجاوز النسبة المطلوبة للوصول لها بنهاية العام الحالي بإذن الله، والتي يمكن بعدها تخفيف الإجراءات الاحترازية، وليس إلغاءها، كما أن تحديد حضور المناسبات الاجتماعية بخمسين شخصا قد يكون أسهم بطريقة أو بأخرى في هذا الارتفاع، فهذا الرقم كبير إلا إذا كانت المناسبة في الهواء الطلق، لذا يجب تقنين الأعداد بأقل عدد ممكن وبما يتناسب مع نوع المناسبة ومساحة المكان وتوفر الاشترطات الصحية.
الدور الآن علينا أنا وأنت وكل فرد في المجتمع لاستمرار مسيرة النجاح التي سرناها معا منذ بداية الجائحة، فحكومتنا الرشيدة واستمرارا لجهودها ومبادراتها السابقة وامتدادا لنجاحاتها التي أبهرت العالم وفرة اللقاح لكل من هو على تراب هذا الوطن العظيم دون تمييز أو تفرقة.
حقيقة يجب علينا استيعابها والاستعداد لها بأننا قد نضطر إلى العيش مع كورونا لشهور قد تطول، وللتعامل معها بوسطية كما أمرنا به ديننا الحنيف في جميع مناحي الحياة فلا ننكر وجود الوباء أو التهاون بآثاره وفي الوقت نفسه لا يتلبسنا الذعر والرعب. ويتحكم فينا الخوف فنجعل حياتنا عديمة الفائدة، فاقدة لرونقها وجمالها فنحن نتقلب في أنعم الله صباح مساء والحياة حلوة جميلة تستحق التمتع بها.
فالمطلوب منا أن نتعايش مع هذه الحقيقة، فالاحترازات نصت على المباعدة وليس المقاطعة، فنعيش حياتنا بأبسط تفاصيلها وأيسر أساليبها دون إفراط أو تفريط، فعلى سبيل المثال إن غسل اليدين وبالصابون العادي والمحافظة على مسافة التباعد الجسدي (مترين) هي أفضل طريقة للحماية من الوباء بمشيئة الله، وإذا لم يكن في المنزل مصاب بكورونا فلا حاجة للمبالغة في تطهير الأسطح.
والهواء عموما نظيف من الفايروسات، فبهذا المفهوم يمكن المشي والتنزه؛ شريطة المحافظة على التباعد الجسدي، كما أن ارتداء الكمامة لفترات طويلة يتعارض مع مستويات التنفس والأكسجين، ويقتصر لبسها على الأماكن العامة المغلقة أو المزدحمة أو سيئة التهوية.
والمناعة تضعف وتتلاشى إلى حد كبير نتيجة البقاء في بيئة معقمة دائما حتى مع تناول أطعمة تعزز المناعة فالخروج من المنزل بانتظام إلى أي حديقة/ شاطئ مهم للغاية، فالمناعة ترتفع من خلال التعرض للأمراض،
ويمكن إيجاز الحكاية في إشارة والرواية في عبارة:
احترم الفايروس يحترمك
احترامه بالالتزام بالاحترازات الصحية والتباعد الاجتماعي
اترك مسافة والبس كمامة
وأما احترامه لنا بألا يقترب منا أو يصيبنا بإذن الله.
drqahtani1 @
مستشار وخبير إدارة كوارث وأزمات
00:11 | 27-01-2021
في زمن كورونا حتى التفاؤل بحذر
بحمد الله وفضله ثم بتعاون المجتمع مع جهود الدولة باتباعهم تعليمات وزارة الصحة من التباعد الاجتماعي، ولبس الكمامات والحد من حضور أماكن التجمعات من مناسبات عامة أو عائلية إلا في أضيق الحدود، وبعد الأخذ بالإجراءات الاحترازية نلاحظ استمرار انخفاض عدد الإصابات وأعداد الوفيات والحالات الحرجة وثبات التعافي في مستويات أعلى من عدد الإصابات في أغلبها، وأن عدد الإصابات في تناقص مستمر حتى أن بعض المناطق لم تسجل فيها أي حالة في الكثير من الأيام الماضية ونسبة التعافي أكثر من ٩٦٪، وتميل المؤشرات إلى الثبات والوصول للمرحلة الصفرية، أي النزول لمرحلة الخروج بإذن الله، فالحمد لله كل ذلك على الرغم من استمرار المسح الموسع، بينما أغلب دول العالم تعاني من عودة ارتفاع عدد الإصابات اليومية بأرقام قياسية في بعض دول العالم، مما أجبرها أو سيجبرها للعودة لإجراءات الحظر مجددا، وآخرها أيرلندا أجبرتها زيادة أعداد الإصابات والوفيات لفرض الحظر الكامل على عكس التوجه الأممي باستمرار رفع الحظر لصالح الاقتصاد.
الوباء لم يختفِ والفايروس لم يتلاشَ، فعلى ماذا هذا التراخي واللامبالاة، فألفنا رؤية المخالفات ولم نعد نحرك ساكنا حتى لو بالنصح للمخالف، فأثره وضرره يتعدى نفسه للآخرين من أقارب، بل على المجتمع بالكامل، ويفسد منظومة عمل الدولة، ومن مظاهر هذه اللامبالاة عودة الحياة للأسف لما قبل كورونا، متناسين أن الوباء ما زال والفايروس يتوعد إن عدتم عدنا، حتى في برامج التلفزيون المباشر منها بالذات وأخبار ولقاءات المناسبات نجد أغلب الضيوف والمذيعين بدون كمامات، وإن وجدت فللزينة فلا تغطي الأنف والفم ومن مسافات قريبة.
الفايروس لم يتلاشَ والعلاج لم يكتشف، وقد يكون من أسباب التهاون والتراخي ما يتناقل عن تجارب بعض المصابين الناجين بأن الأعراض كانت خفيفة، فقدان حاسة الشم وارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم، مما ولد نوعا من الاستخفاف بالمرض، متناسين أن أغلب الحالات عانت الأمرين من شدة وطأة آلام لا تحتمل ووهن شديد، وهذه تجربة حقيقية لطبيب وزوجته أصيبا بالمرض ولكن الأعراض تفاوتت، فهو مكث في المستشفى لما يقارب أسبوعين، أما زوجته فدخلت في مضاعفات، منها نزيف في البطن نتيجة أدوية مضادة للتجلط وهبوط في الضغط، مما استدعى دخولها العناية المركزة، وتوقف عمل الكلى أدى لتجمع سوائل في الجسم نتج عنه تورم في الرئة ونجت من الموت بفضل الله.
الفايروس لم يتلاشَ ولكن الوعي يجب أن يرتفع. وكما أشرت في مقال سابق فإن الجوائح أو الكوارث الأممية تحكمها خطوط عريضة في التعامل معها للحفاظ على رتم وتناغم الجهود الأممي وجوائح الأوبئة تعتمد بدرجة كبيرة على الإنسان مواطنا ومقيما وقدرته على التفاعل مع تعليمات الجهات الصحية والأمنية المعنية بإدارة الأزمة، فمهما بذلت الدولة من جهود ووفرت من إمكانيات وصرفت من مبالغ لن تؤدي للنتائج المرجوة.
فعلى قدر فرحنا واستبشارنا ونحن نجني ثمار التزامنا بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية علينا الاستمرار وبشعار لا تهاون حتى نصل للتعافي التام، فإني أناشد القارئ الكريم بأخذ الحذر في ملبسه ومجلسه وتصرفاته ومن يخالط، فانخفاض عدد الحالات الملموس لا يعني زوال المرض، فالله الله بأنفسكم وأهليكم، فلكل منا عزيز وحبيب وغالٍ فلا تتهاونوا ولا تستهتروا بالإجراءات الاحترازية حتى لا نكون فاقدين ولا مفقودين بإذن الله.
كاتب سعودي
drqahtani1@
00:11 | 3-11-2020
كورونا تطلق أحد أهم رهائنها بشروطها
تشير التوقعات لقرب موعد استئناف الرحلات الجوية الدولية، فالاستعدادات لاستئناف الرحلات الجوية على قدم وساق فقد أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أن خطر الإصابة بالفايروس في الطائرات ضعيف جداً. ولا توجد لدى حكومات أكثر الدول وأغلبها الدول التي تعتمد على قطاع السياحة كمصدر رئيس من مصادر دخلها القومي تحفظات على عودة الحياة لهذا القطاع المهم وما يتبعه من أنشطة أخرى؛ مثل الفنادق وتأجير السيارات وحركة النقل العام و.... إلخ، حيث بدأت الكثير من الدول بوضع خططها الوطنية لاستقبال القادمين باشتراطات احترازية منها:
• استثناء ومنع مواطني الدول المرتفعة وتيرة تفشي المرض فيها من الدخول.
• الحصول على شهادة PCR صحية معتمدة تثبت سلبية الإصابة بفيروس كوفيد-19 بمدة صلاحية محددة.
• جميع الركاب القادمين سيخضعون للحجر المنزلي لمدة 14 يوما.
وغيرها من الاشتراطات والسلوكيات الصحية التي تقلص نسبة احتمالية نقل وتفشي الفايروس.
مع العلم بأن السلطات المعنية في المملكة لم تعلن عن اشتراطات الدخول، التي كالعادة تخضع لتقييم دقيق لوضع الوباء ودرجة تفشيه على المستوى الوطني والدولي قبل اتخاذ قرارها.
فلم يخلُ التأثير السلبي لجائحة كوفيد-19 على جميع مناحي الحياة من إيجابيات قال تعالى (... فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) وهذه من سنن الحياة ومن أبجديات فن وإدارة الكوارث البحث في طياتها والغوص في أعماقها، فلابد من وجود مكاسب وإيجابيات لمن بحث وعمل والمثل يقول «الخير في عُطف الشر» فمن المؤكد أن هناك فرقا تعمل على إيجاد حلول للوضع الراهن وآخرين لتحسين جودة الحياة في ظل مستجدات هذه الجائحة وقد تكون أكبر في العدد والنوعية من فرق مواجهة الكارثة.
فالحياة حركة والحركة حياة وانطلاق، وبالحركة تتكامل عوالم الطبيعة والفكر والمجتمع، ولكلّ شيء في هذا العالم ضده ونقيضُه، والصراع بين الأضداد والنقائض قانون كونيّ عام وسُنة من سُنن الوجود. ومظاهر الصراع تتجلّى في كلّ عوالم الخليقة ومفرداتها، فالشجر يصارع ليقاوم العواصف والرياح العاتية، وتيّار الماء يصارع ليشقّ طريقه في وجه الأرض والبشرية تسعى لترويض عوامل الطبيعة لمصلحتها أو على أقل تقدير الحد من مخاطرها وهذا قانون كونيّ عام وسُنة من سُنن الوجود.
ومن إيجابيات كورونا على قطاع النقل الجوي، إذ أدى إلى التعجيل في البحوث الرامية إلى جعل الطائرة فقاعة صحية، وهو ما أظهرته الوسائل الجديدة التي باتت تُستَخدَم لتعقيم الطائرات، كرش سحب المعقّمات، والتعقيم الحراري ورشّ مبيد للفايروسات يبقى مفعوله قائماً أياما عدة. والطلاءات الخاصة والأشعة ما فوق البنفسجية، (والتي تعتبر حلاً «لمشكلة الوقت» المتمثلة في تأمين سرعة تبديل الرحلات في الطائرة).. حيث سارعت كبرى شركات تصنيع الطائرات إلى استحداث خلية أزمة لمواجهة انهيار حركة السفر جواً، والمخاوف من تأثر المسافرين على المدى الطويل لجهة تراجع رغبتهم في السفر خشية التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد.
ويتمثل الهدف الأهم لهذه الشركات في استعادة «ثقة» المسافرين، في وقت تُلقي عودة أعداد الإصابات في بعض الدول إلى الارتفاع بثقلها على القطاع الذي يتوقع أن تبلغ حركة الطيران في 2020 نصف ما كانت عليه في العام 2019.
ومازالت، شركات صناعة الطائرات تعكف على درس وسائل تعقيم أخرى، بينها رش «غيمة» من المواد الكيميائية، واستخدام أنواع خاصة من الطلاء، واستعمال ماء الأوكسجين على شكل غاز، والتعقيم الحراري من خلال رفع درجة حرارة مقصورة الركاب إلى 60 درجة، وكذلك تأيُّن الهواء.
وكما أدت اعتداءات 11 سبتمبر إلى تحسين نظم الأمن في قطاع الطيران، فستقوم أزمة كوفيد-19 بالدور المحفّز نفسه على المستوى الصحي.
وحتى لو كانت معايير السلامة الصحية في الطائرات حاليا «عالية جداً»، فقد تؤدي هذه الأزمة إلى نشوء معايير جديدة، وتخضع كل هذه التقنيات لاختبارات عدة في الوقت نفسه لأن أي تقنية ينبغي أن تراعي عدداً من الشروط، بينها ألا تشكّل خطراً على أفراد الطاقم أو على الركاب، وأن تكون مقبولة في كل دول العالم، وأن يكون الوقت اللازم لاستخدامها ممكناً بين رحلتين، وألا تفسد المساحات وتؤدي إلى تدهور وضعها.
ويجب ألا نغفل عن البعد النفسي في كل هذه الأنظمة والتقنيات، فمما لا شك فيه أن الراكب سيكون مطمئناً أكثر إذا تولى بنفسه مسح الأشياء التي سيلمسها في الطائرة بمحرمة معقمة.
مستشار وخبير إدارة كوارث وأزمات
drqahtani1 @
00:19 | 15-09-2020
صفقة القرن بين كورونا والإنسانية
تجد الإنسانية نفسها مضطرة لعقد صفقة قد يكون تنفيذ بنودها صعبا في البداية، لكن مع التعايش السليم معها ووعي المجتمعات بأهميتها ستصبح جزءا من روتينه اليومي وستخف آثارها بالتدريج وبالتعود.
أشرت في عدة مقالات سابقة وأكدت على أهمية تكييف أنفسنا وتعليم أطفالنا الحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية، فقد نضطر للتعايش مع كورونا المستجد لفترة طويلة. وها هي منظمة الصحة العالمية ترجّح أن تكون جائحة كوفيد-19 «طويلة الأمد» وذلك خلال اجتماع عقدته لتقييم الأوضاع الصحية بعد ستة أشهر من إعلان فايروس كورونا المستجد وباء عالميا. وحذّرت من «مخاطر تراخي الاستجابة في سياق من الضغوط الاجتماعية-الاقتصادية»، لذا فقد دعت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى تزويد جميع البلدان بتوجيهات عملية حول كيفية الاستجابة للوباء.
ولصعوبة تحمل آثار الحجر على المجتمعات الإنسانية الاجتماعية بطبعها ومواجهة الحالات ورؤية أرقام الوفيات تتوالى يوما بعد يوم كتساقط أوراق أشجار الخريف وكذلك صعوبة تحمل الآثار الاجتماعية الناتجة عن طول فترة الحظر ولاستحالة استمرارية الحظر لفترة طويلة، لما سببه من تدهور الاقتصاد الدولي؛ فقد اتخذت معظم الدول قرار عودة الحياة ولكن بحذر مع استمرار تقييم ومراجعة الإجراءات لتحقيق التوازن الصعب بين العودة للحياة الطبيعية وبين الحد من عودة انتشار المرض فيما يشبه الكر والفر ولسان حاله يقول ولو عدتم عدنا، فالعودة بحذر هو سلاحنا لتحقيق التعايش وتوازن المعادلة.
لذلك أصبح لزاما على الإنسانية التعايش مع هذا الوباء كمرض، فكما تعود الإنسان التعايش مع كثير من الأمراض بحسن التعامل مع المرض وإعادة ترتيب عاداته وسلوكياته فإن انتشار المرض في الغالب تحت السيطرة، فالعالم يشهد مرحلة جديدة وخطيرة، ونحن جزء من هذا العالم.
والأصل في الحلول من عند رب البشر وليس عند البشر، ونحن في غفلة عنه برحمة رب العالمين، فهذا الوباء هو في حقيقته داهية ما لها من دون الله كاشفة بحيث يكشف الله تعالى عنا هذا الوباء ويرفع الداء بدون آثار مفزعة ولا آلام موجعة وفي مدة يسيرة أن يتم التعايش مع هذا المرض مهما كانت أسباب وقوع هذه الجائحه المحسوسة أو الملموسة، فمن المؤكد أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.
إن الله سبحانه وتعالى سبّب الأسباب وهيأها لتحدث هذه الجائحة، داؤنا الحقيقي في أنفسنا وفي خطئنا تجاه ربنا عزو جل:
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) الانفال)، لقد تمادت بنا الغفلة وعلينا العودة إلى الله سبحانه وتعالى وتصحيح الكثير من الأمور التي جرت على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدول، فقد تمادى الإنسان وبطر وعلينا التوبة والعودة إلى الله جل جلاله.
العوده للحياه الطبيعية قرار يترتب عليه اقتصاد الدول ولكنه ليس إعلانا عن انتهاء كورونا،
لذلك العودة بحذر شعارنا.
* مستشار وخبير إدارة كوارث وأزمات
drqahtani1 @
00:44 | 12-08-2020
كارثة كورونا وتقييم التجربة
drqahtani1 @
دخل العالم مرحلة جديدة في التعامل مع كارثة كورونا المستجد؛ سواء باكتشاف دواء أو لقاح أو بالتعايش معه من خلال التباعد الاجتماعي والالتزام بالإجراءات الاحترازية الأخرى.
وكنت قد تمنيت في مقال سابق أن تتبنى الأمانة العامة للمخاطر الوطنية ملف التنسيق لتحديد الأطر العامة لعقد ورش عمل لاستخلاص الدروس المستفادة من التجربة المريرة مع كارثة فايروس كورونا المستجد «كوفيد-19» ككارثة أممية من دروس وعبر للرجوع لها عند الحاجة إليها، والأهم كمرجع للجهات التعليمية ولوحدة المخاطر الوطنية والمراكز البحثية المختلفة من خلال مبادرة هذه القطاعات إحدى الجامعات عن قطاع التعليم والبحوث مثلاً وإحدى المؤسسات الصحفية ذات الإمكانات التقنية العالية عن قطاع الإعلام وهكذا، ليتم رفعها للجهات المختصة لاعتماد مخرجاتها وتوثيقها ووضعها حيز التنفيذ.
وها قد حان الوقت لعقد هذه الورش لمراجعة وتقييم الأداء ومراجعة الإجراءات منذ بداية الجائحة وتتبع الخطوات ونتائج القرارات وطرق وأساليب تنفيذها مع التركيز على السلبيات لتلافيها والإيجابيات لتعظيم الفائدة منها على مستوى إدارة القيادة والتحكم بوزارة الصحة وكل وزارة ومرفق حكومي وخاص بما فيها وزارة الصحة وبمؤسسات المجتمع المدني والجامعات ووسائل الإعلام الحديث والتقليدي من إذاعة وتلفزيون وصحف ورقية وإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والقطاع غير الربحي (الخيري) والاستشاريين وأصحاب الخبره ولا نغفل أداء وتفاعل المنظمات الأممية معها، وأتمنى أن يكون للمجتمع والإنسان مواطناً أو مقيماً رأي في هذا الموضوع من خلال إنشاء منصة إلكترونية تتيح له إبداء رأيه وملاحظاته، ويمكن من خلالها حتى للمشاركين في إدارة هذه الكارثة من طواقم صحية أو أمنية ومنسوبي الجهات الخدمية الأخرى من إبداء مرئياتهم الشخصية حيال ما حدث لكونهم الخط الأمامي لحماية البلاد والعباد بإذن الله من هذا الوباء، وستكون مشاركتهم هي الأهم لإثراء هذا الموضوع لمعايشتهم للحدث والتعامل المباشر معه وملامستهم للواقع لإبداء ما قد لا تتيحه لهم التقارير الرسمية.
خبير ومتخصص إدارة أزمات وكوارث
00:28 | 27-07-2020
العمل التطوعي في زمن الكوارث
الأعمال التطوعية سمة المجتمعات الحيوية، لدورها في تفعيل طاقات المجتمع، وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم. وما يحثنا عليه ديننا الحنيف والنخوة العربية المتأصلة في أبناء هذا الوطن المبارك في جميع الحالات والأحوال لكنه في وقت النوائب يصبح حقاً للوطن علينا.
وإدراكاً من المملكة لأهمية التطوع والأعمال التطوعية في أوقات الكوارث، فقد أصدرت منذ أكثر من عشرين عاما لائحة المتطوعين لأعمال الدفاع المدني لتنظيم أعمالهم وتوفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين كافة الجهات وإكسابها الغطاء القانوني لتعمل بشكل مؤسساتي وبموجب أنظمة وتعليمات تحكمها وإخراجها من رداء الفزعة والتي يهب كل من يشاهد حالة أو يتعرض لحادثة أو يصادف موقفاً بالتفاعل معه وقد يؤذي نفسه والآخرين أو يزيد الأمر سوءاً وذلك بموجب قرار سمو وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني رقم (12/ 2/ و/ 1/ دف) وتاريخ 15/1/1422هـ ولكن يبدو أنها لم تفعل بالشكل السليم (تشرف عليها شعبه من قسم مرتبط بإحدى الإدارات تنظيميا) فلم نلاحظ لهم دورا إلا بعض الفرق التطوعية وأغلبها إنقاذ إن لم تكن كلها تعمل تحت مظلة الدفاع المدني ويقومون بأدوار يشكرون عليها، ولكن في أوقات الكوارث وفي هذه الجائحة لم نلمس لهم أي دور في ما يخص المتطوعين في المجالات الأخرى. كما أن اللائحة بحاجة لإعادة نظر في العديد من موادها لتتلاءم مع المستجدات الحالية فبنظرة سريعة عليها فهي تحتاج للكثير من الجهود لتؤدي الأدوار والآمال المعلقة عليها والمهام المناطة بها وتحقق الأهداف المرجوة منها، حيث إنها وبحكم تبعيتها للدفاع المدني في ذلك الوقت فقد أعدت اللائحة من منظور الدفاع المدني ومهامه وأعماله وأغفل بقية الجوانب فلم تميز في الاشتراطات بين الأعمال الاستشارية والإدارية والفنية والتخصصية والأخرى الميدانية وكذلك أعمال الإنقاذ، فالتطوع وقت الكوارث شامل حسب الحاجة وما يتوفر لدى المتطوع من مهارات وخبرات.
ولتحقيق رؤية المملكة 2030 صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 87 وتاريخ 7/2/1440هـ بموافقته على إنشاء (مجلس المخاطر الوطنية) وتضمن القرار أيضا إلغاء مجلس الدفاع المدني، المنصوص عليه في نظام الدفاع المدني، وتعديلاته، وقيام وزارة الداخلية بالتنسيق مع وحدة المخاطر الوطنية، لإعادة النظر في نظام الدفاع المدني في ضوء إنشاء مجلس المخاطر الوطنية.
كما أن مبادرة الدعوة للتطوع شابها التخبط والخلط بين التطوع لخدمة المجتمع في الأوقات الطبيعية، فما نحتاجه الآن التطوع أثناء الكوارث ومن عدة جهات مختلفة وكل بطريقته؛ وزارة الصحة في بداية الكارثة من فتح رابط لاستقبال طلبات المتطوعين وكذلك على رقم وزارة الصحة 937، أمر جيد جاء متأخراً جدا ويشوبه بعض القصور لضيق الوقت وانشغال المسؤولين بمهام قد تكون أكثر أهمية في الوقت الذي تعرض عليهم هذه الملفات، فالتوقيت غير مناسب لأن أي إجراء غير صد المخاطر أو الحد من آثارها أثناء الكوارث سيشوبه الخلل والقصور.
من الطبيعي أن تكون الفئة المستهدفة في هذه الجائحة هم الكوادر الطبية والمعلومات المطلوبة من المفترض توفرها لدى الوزارة، كل ما يتطلبه الأمر تحديث لها من خلال مديريات الشؤون الصحية المنتشرة في كل منطقة من مناطق المملكة ترتبط بها إدارات في كل محافظة ومدينة أو مراكز صحية في القرى والهجر وكل ذلك مربوط إلكترونياً بضغطة زر.
كما قامت وللأسف بعض المواقع الإلكترونية، دون أي إشراف أو تفويض رسمي، بنشر قوائم بأسماء أطباء في تخصصات مختلفة متطوعين لتقديم الاستشارات عن بعد وحسب اختيارهم للأوقات، فقد تكون قصيرة أو فترات غير مناسبة، والأدهى إن لم يرد وإن أجاب فبعد مدة طويلة هذا عمل ارتجالي ولا يخلو من تسويق تجاري بطريقة أو أخرى.
ما زلت أتساءل أين وحدة المخاطر الوطنية أو مجلس الدفاع المدني الملغى إذا كان لا يزال يمارس هذه الأدوار.
فللمتطوعين أدوار مهمة في أوقات الكوارث المختلفة ووجود قاعدة بيانات لهم من البديهيات المسلم بها والواجب تحديثها باستمرار فالكثير من الشباب السعودي وممن هم فوق سن الشباب مسجلون في قوائم بعض المنظمات الدولية المتخصصة كمتطوعين في زمن الكوارث للمساهمة في الأعمال التي تتطلب وجودهم وتتناسب مع مهاراتهم وخبراتهم وفي أي مكان في العالم، فما متطلباتهم لنلمس جهودهم محلياً؟
أصبحت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنشاء هيئة وطنية للعمل التطوعي ترتبط بأمانة مجلس المخاطر الوطنية وتكون لها المرونة الكافية للعمل بعيداً عن تعقيدات روتين العمل الحكومي.
خبير و متخصص إدارة الكوارث والأزمات
drqahtani1@
00:57 | 1-07-2020
اقرأ المزيد