-A +A
أسامة يماني
الجائحة أو الوباء الذي يُطلق عليها اسم كورونا كوفيد ١٩ أظهر العديد والكثير من الملفات والوقائع والشواهد التي يجب التوقف أمامها ودراستها والتعلم وأخذ العبر والدروس منها، واستنباط الحلول لهذه الملفات والوقائع والشواهد.

لقد أظهرت الجائحة أن حقوق الإنسان لا يجوز أن تُختزل في شكليات ومظاهر قد تكون بعيدة عن الجوهر الحقيقي لحقوق الإنسان؛ فقد تنادى الغرب بحقوق الإنسان خارج بلادهم ولم يطبقوا ذلك في سياساتهم وتصرفاتهم خارج نطاق حدودهم. وخير مثال على ذلك ما فعلوه في العراق، وكيف صنعوا دستوراً طائفياً وعنصرياً، مما يظهر إزدواجية المفاهيم وتوظيفها لصالح اقتصادهم.


اليوم يحتاج العالم أن يُعيد النظر في جوانب ضعفه، وأن يُعيد البناء والتشييد على ما حققه من إنجازات لكي لا ينتكس إلى الخلف. كما أنه مُطالب بتصحيح المفاهيم وإعادة الحياة والحيوية للغايات التي ترجو الإنسانية تحقيقها.

حقوق الإنسان بالضرورة تقتضي حمايته وسلامته، وتقتضي أمن وصحة الإنسان وكل حقوقه الأساسية. وهذا الملف ظهر جلياً للعالم من خلال كيف تعاملت السعودية مع مواطنيها والمقيمين والزائرين؛ حيث لم تضحِ السعودية بكبار السن ولا بالأجانب عند مواجهتها للجائحة، وقدمت الإنسان وصحته على الاقتصاد.

كشفت هذه الجائحة أن الإنسانية لا يصح أن تُجزأ، لهذا امتدت الحماية لكل من يعيش على تراب الوطن. وقد أماطت الأحداث وأظهرت أن ملف سكن العمالة الأجنبية خطير ويُشكل تهديداً مجتمعياً؛ فالسكن الذي لا تتوافر فيه شروط السلامة والصحة والنظافة، يُشكل خطورة على العمال الذين يسكنون فيه، وتصبح هذه المساكن قنبلة موقوته قابلة للانفجار.

هناك العديد من الحلول التي يتعين دراستها مثل أن تَلزم الدولة كل طالب تأشيرة عامل بتوفير سكن مناسب تتوفر فيه شروط الصحة والسلامة، والتحقق من السكن المناسب عند التعاقد على المشاريع الحكومية والعامة.

المناطق العشوائية أحد الملفات الساخنة التي تحتاج معالجة أمنية وإنسانية واجتماعية، ووضع برامج ثقافية وتوعية مناسبة لها.

ملف الأمن الزراعي والغذائي ملف هام ولا يجب أن يجعل النجاح الذي حققته الدولة في توفير الغذاء والدواء سواء قبل أو أثناء الجائحة سبباً لإبعاد هذا الملف عن الملفات الكبرى الموضوعة على طاولة الدراسة والبحث.

إن الاستفادة من التجربة الهولندية في الزراعة، وتكوين شركة مساهمة عامة أو أكثر يدخل في ملكيتها الأراضي الزراعية ويشارك ويعمل فيها المزارعون في المنطقة الجنوبية التي تعتبر منطقة تتوفر فيها المياه. ومن الممكن أن تكون هناك أكثر من ثلاث شركات مساهمة عامة.

إن أحد عوامل القوة الحقيقية التي تجعل منا قوة مؤثرة عالمياً وإقليمياً، تكمن في المراكز البحثية والمعاهد العلمية المتخصصة.

إن تخصيص ميزانية تشكل نسبة من الدخل القومي لإنشاء مراكز للبحوث ودعم الجامعات والهيئات العلمية وما إلى ذلك يعد أمراً ضرورياً. ولا يفوتنا التنويه على أهمية إعادة النظر في طرق الصرف على البحوث في الجامعات والمردود المادي منها والنتائج والمخرجات التي تمخضت عنها.

دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لأنها الشرايين الحقيقية للاقتصاد والقوة الفعالة للنمو والازدهار.

إن ملف تطوير الأنظمة والقوانين ورعاية كرامة الإنسان الذي تقوم به الدولة، ملف يُعتبر جوهريا، وهو السر لنجاح التنمية وتحقيق الازدهار، وانتعاش الفنون والعلوم والآدب، وهو الطريق للاستقرار والتطور والنجاح على كافة الأصعدة وفي كل النواحي.

* كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com