-A +A
ريهام زامكه
قال أحد العُقلاء بارك الله في (أمخاخهم) :

بالعَربي «لا تصنعوا من الحمقى مشاهير» !


و(بالعنقليزي) Stop Making Stupid People Famous.

وبالشعبي أقول أنا؛ بارك الله في قلمي وعُمري وشخصي غير المتواضع «صاجّك ما يقلِي، وكَفتِيّرتك ما تِغلي وأنا جيتك من قلة عقلي».

وما يُستفاد من هذا الكلام هوّ زبدته، والزبدة تقول لا تنفخ في (مشاهير الفَلس) الذين ليس لديهم إلا الإعلانات والاستعراضات والتفاهات والكلام الفاضي!

فنحنُ من نفَخهُم وأعطاهم أكبر من حجمهم، لأننا نُتابعهم وننشر سخافاتهم ومقاطعهم المثيرة للاشمئزاز والشفقة، ثم نلوم أنفسنا اذا اشتهروا ونردد لا تجعلوا من الحمقى مشاهير، لا تجعلوا من الحمقى مشاهير....!!

يتبادر إلى ذهني سؤال؛ ما وضع (فقاعات الصابون) تلك والمنتشرة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الظروف تحديداً؟

تُرى ماذا قدموا للمجتمع غير السخافة وتدليس الحقائق والكذب والهياط ومُزاحمة الإعلاميّين المُخولين بحكم التخصص لنقل الأخبار والحقائق؟

تُرى بماذا ساعدوا العالم وهل اخترعوا علاجاً يقضي على فايروس كورونا؟ أم بادروا باكتشاف لقاحاً يحمي منه؟ أم كفوا الناس شرهم وجلسوا في بيوتهم؟

للأسف لم نشاهد ونسمع منهم غير السخافات والتصرفات غير المعقولة ولا المقبولة على الإطلاق!

شخص يشرب ديتول ويُصور نفسه (بظرافة) وينشر هذا الفيديو للناس، وآخر (قذر) يُمازح زوجته ويسقيها كوب شاي مخصوص ومعمول بماء الخلاء (أعزكم الله) وكرمكم عنه.

وآخر نذل يتطاول على رجال الأمن وكأنه بمنأى عن المحاسبة، وآخر يحمل شهادة ابتدائية ولا يملك من العِلم والثقافة حتى مثقال ذرة وتجده يحاضر على الصغار والكبار بطرق الوقاية من فايروس كورونا!!

وفاشينيستا جاهلة تخترع وصفات وخلطات سحرية تساعد على القضاء عليه!

قديماً كان مفهوم الشهرة مُختلفاً تماماً، فلم يكن يشتهر إلا من كان يستحق الشهرة والمكانة العِلمية أو العَملية أو الرياضية أو الفنية، وربما لتعدد وسائل التواصل والظهور بين الزمانين دور كبير في ذلك.

ولكن في وقتنا الحاضر؛ أغلب مشاهير السوشل ميديا (فارغون)، ليس لديهم أي شيءٍ ليقدموه إلا من رحم ربي منهم، ومن يدافع عنهم ويقول لماذا تحسدونهم ولا تتمنون لهم الخير أرد عليه بالمثل الحجازي البليغ:

«الحُر من غمزة، والحِمار من رفسة».

فهذه الأزمة تحديداً قد كشفت الحقائق، ووضحت للعالم الفرق الشاسع بين الذي يستحق والذي لا يستحق!

بارك الله في الأطباء والعلماء ورجال الأمن الشرفاء، وأنت يا عزيزي المُتابع بارك الله في عقلك، بالطبع من أبسط حقوقك أن تختار من تود متابعته، لكن لا تغضب إذا انفجر البالون في وجهك ذات يوم، فأنت من نفخه وأعطاه أكبر من حجمه، وصدقني مصيره في يوم يعمل (بوووم)!

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com