-A +A
أريج الجهني
اقترب شهر رمضان والناس يعيشون بين حالة ترقب وبين حالة قلق مع هذا الوباء الذي نسأل الله أن يرفعه عنا وعن البشرية جمعاء، ولعلنا نقدم أو نتشارك في إستراتيجيات لطيفة لتجنب الاستهلاك الجائر أو حتى نفاد المخزون المنزلي، يجب أن لا ننسى قبل أن نكمل المقال أن هناك من العوائل التي لا تجد قوت يومها والبعض رواتبهم ومدخلاتهم ضعيفة تفقدوهم وتواصلوا مع الجهات المعتمدة في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والأهم استشعروا أهل الحاجة فهم دائما لا يكشفون حاجتهم لعفتهم وخجلهم، وكما نقول لا تبقى في الماضي ولا يخيفك المستقبل، لكن ركز كل تفكيرك على اللحظة الحالية وفكر كيف تتوقع من نفسك الكثير وتتوقف عن التوقعات والاحتمالات الوردية، فقط اعمل كل ما يمكنك فعله لترفع إنتاجيتك وتقوي مناعتك النفسية والجسدية، فالأصعب من استهلاك الموارد المادية هو استهلاك الموارد المعنوية وخيبة الشعور ويا له من فقر ما بعده فقر.

نعود لتعريف مفهوم الاستهلاك الجائر بحسب ما ورد في موقع وزارة التجارة: «هو شراء السلع والمواد الغذائية بشكل مفرط والاستحواذ عليها بما يفوق الحاجة ويهدد توازن العرض والطلب فتقل وفرة السلع والمواد»، حسنا كيف لنا أن نتجنب هذا النوع من الاستهلاك؟ حتى نكون عمليين فهذه طريقة مجانية وبسيطة لا تحتاج منك سوى جهازك المحمول وبرنامج إكسل، قم بإنشاء جدول يحمل الخانات التالية (المنتج، الكمية المتوفرة، تاريخ الشراء، عدد الأيام للاستهلاك، عدد أيام توفير المنتج، تاريخ إعادة الطلب وتكون بطريقة تصاعدية، وأخيرا مكان الطلب)، هكذا اعتمد إستراتيجيات الموردين بمعنى يصبح لديك (المخزون الأساسي، مخزون الأمان، ونقطة إعادة الطلب)، لنفترض أنك ستشتري لتر حليب طازج في تاريخ ١ وأنت ستستهلكه في ٦ أيام فاجعل تاريخ إعادة الطلب اليوم الرابع من تاريخ الشراء لتتفادى ازدحام التطبيقات مع الحجر وحتى في الأوقات العادية، اجعل ترتيب تاريخ إعادة الطلب تصاعديا، ما أهمية الفصل بين المخزون الأساسي ومخزون الأمان أن تتفادى نفاد السلعة كالأرز والزيت والسكر على سبيل المثال، فمجرد أن تصل مخزون الأمان تقوم بإعادة الطلب، وهكذا ستجد أنك مع الوقت تحسنت مهارات (المقاضي).


هل هو مهم أن نتقن المهارات التسويقية، نعم فلك أن تعلم بحسب تقرير مميز نشر في صحيفة أرقام أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى عالميا في الهدر الغذائي؛ ما يقارب ٤٩ مليار ريال سنويا و ٨ أطنان كما ورد في التقرير، الذي أشار في ثناياه لإستراتيجة فرنسا التي تحتل المرتبة الأولى عالميا أيضا لكن في الأمن الغذائي، كيف قفزت فرنسا لهذه المرتبة؟ وكيف حققت المعجزة في منع الهدر؟ إنها أدارت لغة اليورو بمعنى أنها وضعت غرامات على بقايا الأطعمة، وشجعت الصناعات والمنتجات الفردية، والأهم أن ثقافة الفرد التغذوية مختلفة، بحيث تعتمد على الخضار والفواكه بشكل كبير، ولا يوجد هنا مقارنة (أفضل أو أسوأ ولا صح أو خطأ)، الهدف أن ننظر لما يفيدنا الآن في ظل الحجر، مهم أن نقنن المشتريات وأن لا نصاب بالهلع الشرائي.

الخير كثير ولله الحمد، لكن استدامة هذا المخزون نحن شركاء به، لنعيد هيكلة وجباتنا لتصبح أكثر صحة ونتخلص من العادات الغذائية المسرفة، معالجة الهدر الغذائي تبدأ من معالجة الهدر النفسي، بمعنى الإسراف والمبالغة في الأصناف لكسب رضا الآخر لن تضيف لك قيمة اجتماعية بعد الآن، حتى بعد ما يسمونه المجتمع (ما بعد الكورونا) يفترض أن تتغير سلوكياتنا الغذائية وألا نرى هياط الأعراس مرة أخرى والبذخ وفوائض الأطعمة تذهب للمهملات!، هي أفكار وخواطر قد تشغل أذهان الكثيرين ولكن نرسم خطة طريق ونتخذ المسار الآمن فلا وقت للمخاطرات.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com