-A +A
أريج الجهني
«إن الأمن السيبراني ليس مجرد تقنيات بل هو نمط حياة»، هكذا قال مات قرانيارد مدير عام المنظمة العالمية للاتصالات البريطانية خلال المنتدى الدولي للأمن السيبراني في مدينة الرياض في الرابع من فبراير ٢٠٢٠، الذي ضم أكثر من ١٢٠٠ ضيف، و١٠٠ متحدث، وأكثر من ٥٠ جلسة نقاش بعناوين وعقول مبدعة، الحديث هنا حول هذا المفهوم والمنتدى كرؤية اجتماعية، فالمنتدى شهد الكثير من قبل المتحدثين على التطور المدهش التي تشهده المملكة العربية السعودية بل وصفوه بأنه محور أساس الأمن على مستوى العالم وأثنوا على التعاون الدولي الذي تبديه المملكة دائما عن الحوار، حيث قال المتحدث الأمريكي روبرت إم لي «بدون المملكة لم نكن لننجح في صد العديد من التهديدات السيبرانية الخطيرة»، وصفق له الجمهور بحرارة.

المنتدى قدم منصة كاملة عن إسهامات المرأة في الأمن السيبراني، ومنصة خاصة للتأثير الأمني على الأطفال، تنوع المتحدثين وتخصصاتهم أمر يستحق الثناء، والتنظيم بالمجمل احترافي، كانت طواقم متميزة ومشرفة من الشابات والشباب تدير الحدث بمهنية عالية وبشاشة وترحيب ومرونة، لم أواجه أي مشكلة حقيقية في التجول واختيار القاعات، وهذه نقطة يجب الإشارة لها خاصة في وجود وفود عالمية، شدد المتحدثون حول الثقة وحقيقة وجود التهديدات السيبرانية، ولعل كلمة ترافيس ريز التي كانت بعنوان الأمل والحقيقة انتهت بعبارة عظيمة جدا «الهدف الحقيقي من التقنية هو كيف نجمع العالم مع بعضهم البعض»، هذه العبارة هي التي نحتاج أن ترسخ بالأذهان ونعمل جميعنا لأجلها.


المواطنة الرقمية كانت حاضرة أيضا، وهي إحدى ركائز رؤية ٢٠٣٠ التي يعمل صناع القرار لهيكلتها وتدعيمها بالشكل المناسب والمأمول، وحتى نصل للتطبيق، مهم أن نكون قريبين من المشهد الأمني السيبراني فهو يمس حياتنا جميعا، تحدث الخبراء عن تهديدات حقيقية لعل أصعبها ما يتعرض له الناس من سرقات واختلاسات وأسوأها ما يحدث من فضائح ومشكلات أخلاقية، وكيف تكون خطورة السطو على معلومات الناس وملفاتهم، لعل أهم ما نوه له بشكل عام أغلب المتحدثين هو المحافظة على الخصوصية، وأيضا عدم تصديق أي معلومات أو ما سماها روبرت إم لي المعلومات الخاطئة والمضللة.

الآن لنفكر في ما بعد هذه المرحلة، وكيف يمكن أن يكون لكل شخص منا تأثير واعٍ في معالجة المعلومات، فأقول لا تتعاطى مع كل ما يصلك على أنه مسلمات، ولا تتداول المعلومة إلا من مصدرها المباشر، لا تترك حساباتك رهن حسن النية أو الأجهزة سهلة الوصول، الأمن أسلوب حياة، وليس مجرد صناعة خارجية، أنت تمنح نفسك الأمن بتوظيف عقلك، وتمنح الآخرين مساحة آمنة بعدم التطفل على خصوصياتهم أو ترويعهم أو التجاوز على معلوماتهم، السطو المعرفي الذي يعده البعض فهلوة ويمارسه بوقاحة سيتلاشى حينما يدرك أن هذا تهديد يضر بصاحب المعرفة، وستعود القوة لرؤوس الفكر ليبني كل فرد بيت أفكاره ويعلي سقف قيمه لتصل للعالم.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com