-A +A
حسين شبكشي
تلقيت خبر وفاة رجل الأعمال والكاتب المعروف نجيب الزامل وأنا خارج المملكة، وأصابني الخبر بالحزن الشديد، وعادت بي الذاكرة إلى آخر لقاء جمعني بالراحل، حيث تلاقينا في غداء رسمي بالرياض، وكنا نجلس متجاورين، وبأسلوبه الفريد وروحه الجميلة وابتسامته التي لا تغيب، كان يتنقل من موضوع إلى آخر برشاقة الشباب ولياقة الأطفال ولباقة الحكماء. حدثني عن «سواليفه» في الدين والمجتمع والاقتصاد والأدب والكتابة، كان مليئاً بالعطاء ومشعاً بروح التسامح، فهو ابن المنطقة الشرقية، تلك الواحة الجميلة الحاضنة للجميع بلا عنصرية ولا تمييز. كان قارئاً نهماً منفتحاً على الثقافات والحضارات، مبادراً لإقامة جسور العلاقات مع الآخرين. من الصعب أن تقابل أحداً في السعودية ليس له «حكاية» مباشرة أو غير مباشرة مع نجيب الزامل. كان كريماً ومعطاءً وحنوناً. تعب صحيّاً في الفترة الأخيرة، وخاف الناس على قلبه الكبير الذي اتسع للكثير، كان يبادر كل من يسأله عن صحته بالمقاطعة والقول: «المهم صحتك أنت».

نجيب الزامل هو نوع فريد من الرجال، رجل عاش كما يحب، لا كما يفرضه عليه الناس؛ ولذلك أحبه الناس ولقي القبول «الرباني» في قلوبهم لا بالجاه ولا بالسلطة ولا بالمال. رحم الله الراحل نجيب الزامل رحمة واسعة، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.


حجم الحزن الحقيقي في قلوب محبي نجيب الزامل هو نتاج قدر حقيقي من المكانة التي اكتسبها عبر السنوات بأسلوبه وشخصيته وأفعاله، فوحدها التي تبقى بعد الرحيل. كل من عرفك سيفتقدك، وكل من سمع بك سيشتاق إليك. وداعاً نجيب الزامل.

* كاتب سعودي

hashobokshi@gmail.com