-A +A
نايف بن مرزوق الفهادي
لا تخطئ عين مراقب محايد ما تفتتح به المملكة عامها الجديد في منطقة تتزايد فيها حدة بؤر التوتر المقلقة، ومخاوف انتشار عناصر الإرهاب العابر للحدود، إذ تواصل العمل في ما تجيدهُ عبر تاريخها الطويل: البناء والاستقرار وحدهما، عبر دبلوماسية صحية ذراعاها مؤسسات منظمة، وحلفاء فاعلون.

عندما حطت رحال السيد شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، في العاصمة الرياض، في زيارة إقليمية تشمل الشقيقتين الإمارات وعمان، فإن محوراً جديداً من محاور الاستقرار العالمي، بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والإنسانية، يضع يده مجدداً بيد المملكة العربية السعودية، الفاعل الإستراتيجي وعامل الاستقرار التاريخي في المنطقة، ويواصل العمل في ملفات عدة ظل النقاش حولها مثرياً ومتصفاً بالإنجاز الفعال، إنها شراكة سياسية وإستراتيجية عميقة يحل فيها الاستقرار المستدام مكان المكاسب الآنية.


لقد شهدتُ، خلال تشرفي العميق بالعمل سفيراً لخادم الحرمين في دولة اليابان، ما أصبحت عليه العلاقات الحيوية للمملكة العربية السعودية بحلفائها وأصدقائها بشكل عام، وبدولة اليابان بشكل خاص، لقد تقاربت المساحة الشاسعة بين شرق القارة وغربها، في رحلات مستمرة حملت فرق عمل من الجانبين، ومن كل المشارب والأعمار، في مجالات الطاقة والتجارة والثقافة والرياضة والإعلام، كان الفخر العظيم يتملكني أمام رؤية ما يجسده وطني عبر مسؤوليه وكل أبنائه، من أهبة الاستعداد أمام فرص النمو التي لا يزال يختزنها العالم، ومكامن العلاقات الحيوية، ومستقبل المجتمعات.

يحمل لقاء مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله ورعاهما، بدولة رئيس الوزراء السيد شينزو آبي، ما تم إقراره مسبقاً، وما تم العمل عليه، وما سيكون عامنا الجديد حافلاً بنتائجه بإذن الله، أعني بذلك المظلة الطموحة للرؤية السعودية اليابانية 2030، واستضافة المملكة لأعمال مجموعة العشرين 2020، وما استجد من تفاصيل تهم الجانبين، وتساند وتؤمن عملهما المشترك المستدام، أعني بذلك أمن الإنسان، وسلامة موارده وتنقلاته في الجو وأعالي البحار. إن ما يبحثه الجانبان، وما يدفعان به الأوطان إلى المستقبل، هو المثال للخير المطلق، الذي يمكن أن تعنيه الدبلوماسية الحرة الحيوية لمستقبل الدول، وبالتالي لإنسان العالم: عامل استقرار مستدام وقابل للانتشار، تحمله المملكة لأصدقائها حول العالم في وجه الفوضى.

* سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان