ذهبت في نزهة بصحبة زوجتي إلى منطقة أبحر الشمالية التي تقع شرق برج المملكة بجدة ليقع نظرنا على العديد من العمائر والمنازل، فأشرت لها أن تلك المنطقة هي جدة الجديدة ومستقبلها.. وعندما اقتربنا من تلك المباني أصطدمت زوجتي بما شاهدناه من منظر يغيب عنه الذوق العمراني والتنسيق الهندسي.
فهل هذا ما أسميناه جدة الجديدة الشمالية التي وضعت لها حكومة البلاد الرشيدة الميزانيات الضخمة لتحقق كامل الرفاهية والراحة لأبنائها من شعب الوطن ولم تبخل عليه بالغالي والنفيس.
فيجب أن يكون عمران جدة الجديدة كما يحدث في العديد من المدن التي لها معايير مشروطة وهندسة راقية بروح معينة جامعة للمنطقة مثل ما حدث في مراكش المغرب الساحرة بألوانها الحمراء والمنازل الأندلسية أو مثل اليونان الزاهية بألوانها البيضاء وأسقفها الزرقاء أو تقارب الهندسة المبهرة التي شيدت دبي عن طريق شركات تطويرية متعاونة .. نعم تمنينا ذلك وهذا ما يجب أن تكون عليه جدة الجديدة، فالعبرة نأخذها من قديمنا وأذكركم بجدة القديمة التاريخية وفيها حارة الشام خير دليل ونتلمس ما أبدعه الأجداد من تحف معمارية ذات طابع منسق ولها طابع خاص.. ولا نقصد بالشرط محاكاة الماضي ولكن يمكننا أن نبتكر مباني ذات طابع يتفق عليه الجميع.
واقترح على وزارة الشؤون البلدية والقروية وضع نظم ومعايير صارمة تشترط ألوانا محددة للأحياء بأن تقوم بعمل «استبيانات» لهذا الأمر للتعرف على ما يحتاجه المواطنون من أشكال وألوان وبعدها تقر البلديات تصاميم هندسية للارتقاء بالمستوى ومواكبة العولمة وأيضا لتتمكن جدة من مقارنة نفسها بالمدن العالمية.
هذا المظهر الذي نرغب تحقيقه على أرض الواقع ليس من مأخذ الرفاهية والترف لا ولكن لكي يكون بنية متميزة بمثابة عامل جذب لشتى أنواع السياحة والاستثمار الأجنبي لما له من فائدة عظيمة على مؤشر اقتصاديات البلدان، فالمطلوب «منتج» استثماري له ثقله ومنافس لأقرانه وكرصيد لاقتصاد متين رصين في المستقبل، فالتصميم الهندسي يؤثر على السياحة.
ولذا أقترح أن تكون «الهيئة العليا للسياحة» لها إضافة في هذا الأمر الهام وأن تعطي تصورها للشكل المطلوب. فهم كمتخصصين لهم رؤية ويجب أن تكون بصماتهم واضحة في التصاميم التي يتم اختيارها.
كما أُوضح أن الأمر لا يجب أن يترك على حسب أهواء المواطنين كل يصمم كما يشاء، فمتوسط الذوق للفرد بالسعودية كما ترون بأعينكم ضعيف خاصة في الوقت الحالي ولكن مستقبلا يمكن أن تقل الشروط مع تطور الأجيال وزيادة التعليم .. إلا أنه لابد وأن يكون هناك استثناءات لبعض المنشآت مثل المراكز التجارية التي ستخدم تلك المناطق لتتميز بشكلها الخاص ويعطي شكلا جماليا وسط تلك الأحياء المميزة.
هذا المقترح من واجبنا كمواطنين فلا يمكن أن نرمي باللوم كله على الحكومة، فمعظمنا سافر للخارج وشاهد التطور وكان يجب على الكثيرين أن ينقلوا تلك الصورة للاستفادة منها ولكن للأسف قلما نجد أحدا يطرح ذلك .. وأنا بدوري كمواطن محب لوطني وجدت نفسي ملزما بأن يكون لي دور مساهم، فكان هذا الطرح بمثابة رؤية أحب أن يكون عليها المجتمع ويستفيد منها الجميع في الوطن الغالي في ظل القيادة الرشيدة.
أخبار ذات صلة