تعد الدائرة العربية من أهم دوائر السياسة الخارجية السعودية إلى جانب الدوائر الثلاث الاخرى وهي الخليجية ، والإسلامية والعالمية . والتحرك الدبلوماسي السعودي في الدائرة العربية هو تحرك دائب ومستمر في كل الأوقات والظروف ، إلا أنه يتسم بأنه يكون صمام أمان في أوقات الأزمات ، لأنه يزيل الاحتقان ، ويخفف من أي تداعيات سلبية لهذه الأزمات على النظام العربي برمته .فالتحرك الدبلوماسي السعودي يكون إما لجمع كلمة العرب وتقريب وجهات النظر بينهم ، وإما لحشد دعم دولي للحق العربي ، وإما لتقديم مبادرات تحظى بالإجماع العربي وفي نفس الوقت تحفظ الحق العربي وتصونه. خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز معروف باهتمامه بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وفي قلبها قضية القدس الشريف ، والقضية اللبنانية ، ولكن هذا الاهتمام يرتدي دائما ثوب الجرأة في الطرح ، والاستهانة بالمصاعب طالما تنطلق من الحق العربي والإيمان العميق بنبل الهدف . ولأجل تحقيق ذلك قام بكثير من المحاولات لاحتواء الخلافات العربية – العربية ، وتقريب وجهات النظر، فلم يترك دولة عربية إلا زارها، وتميز الملك عبد الله بصراحته ورغبته في تعزيز العلاقات العربية ـ العربية، وإصلاح البيت العربي، كما عمل على محاربة الإرهاب، وكانت مشاركاته ومبادراته في القمم العربية بمثابة نقاط تحول في العمل العربي .
قمة الأقصى تتبنى دعوة الملك عبد الله :
كان الوضع العربي قد شهد تدهورا وانقسامات منذ بدايات التسعينيات الميلادية من القرن الماضي بسبب غزو العراق للكويت ، واستطاع تحرك سعودي مصري سوري عبر قمة ثلاثية في الإسكندرية أواخر عام 1994 من الحد من الآثار السلبية لهذا الانقسام . ومهدت القمة الثلاثية لمصالحة عربية نسبية وعقد قمة القاهرة عام 1996 . ورغم تبني القمة فكرة السلام الاستراتيجي لم يمنع ذلك من استمرار غطرسة الحكومات الإسرائيلية والتي انتهت باقتحام شارون وجنوده للمسجد الأقصى في 28 سبتمبر 2000 ، وتسبب ذلك في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي سميت بانتفاضة الأقصى . كما تسبب ذلك في حالة غليان عربي وإسلامي . وفي هذه الظروف عقدت القمة العربية في الفترة من 21-22 أكتوبر 2000 م بالقاهرة .
وفي القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة ، والتي أطلق عليها (قمة الأقصى) أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية تحمل في طياتها الكثير من النذر التي تهدد باحتمالات التفجير والانزلاق في دوامة العنف وعدم الاستقرار. وقال - يحفظه الله :
(إن الخيار أمامنا هو خيار صعب ودقيق وهو خيار الوقوف بثبات وصمود متمسكين بمبادئنا وحقوقنا المشروعة.. إنه خيار الذي يرفض الرضوخ لأي ضغوط سياسية كانت أو عسكرية.. إنه خيار الاستقلالية في العمل). وحدد الملك عبد الله بن عبد العزيز جوانب الموقف الذي يجب الخروج من المؤتمر، وهي الا تنحصر مناصرة الشعب الفلسطيني في إطار الدعم المعنوي والسياسي بل يجب أن تكون المساندة لهم بكل الوسائل.
وقد اقترح الملك عبد الله بن عبد العزيز (ولي العهد حينذاك ) إنشاء صندوق يحمل اسم (صندوق انتفاضة القدس) برأس مال قدره مائتا مليون دولار ويخصص للإنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة وتهيئة السبل لرعاية وتعليم أبنائهم، كما اقترح إنشاء صندوق يحمل اسم صندوق الأقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها وتمكين الإخوة الفلسطينيين من الفكاك من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي.
وقد أعلن - حفظه الله - باسم خادم الحرمين الشريفين وباسم الشعب السعودي بأن المملكة العربية السعودية ستسهم بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين، كما أعلن أن شعب المملكة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين سيتكفل بدعم ألف أسرة فلسطينية من أسر شهداء وجرحى انتفاضة الأقصى.
وحول القدس أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة أن :
(القدس الشرقية قضية عربية غير قابلة للتنازل والمساومة ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنها ونعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة التي تسري عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأن المسؤولية في الحفاظ على القدس وتحرير الأراضي المحتلة تقع علينا جميعاً وليس هناك من أمل للاضطلاع بهذا الدور ما لم نقف صفاً واحداً ونتجاوز الخلافات ونقف في وجه من يحاول أن يضعف تضامننا وينشر بذور الفتنة بيننا).
وقد اختتمت القمة العربية بإقرار مقترح المملكة العربية السعودية في دعم الانتفاضة والحفاظ على الهوية العربية للقدس.
قمة بيروت تتبنى مبادرة الملك عبدالله:
اتفق القادة العرب في قمة القاهرة 2000 على دورية القمة العربية وعقدت قمة في العاصمة الأردنية في العام التالي ، ثم جاء موعد عقد قمة بيروت في مارس 2002 . وكان قد سبق انعقاد هذه القمة أجواء متوترة بفعل جملة من القضايا، أولها مشكلة عدم حضور الرئيس عرفات قمة بيروت، حيث رفضت إسرائيل إعطاء ضمان بعودته للأراضي الفلسطينية في حال مغادرته، وذلك في ضوء الحصار الذي فرضته عليه منذ ديسمبر 2001.
و كان من أبرز المسائل على جدول أعمالها إلى جانب القضية الفلسطينية، إقرار مبادرة الملك عبد الله (عندما كان وليا للعهد) التي طرحها قبل أسابيع من انعقاد القمة، وتضمنت انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 إلى حدود الرابع من حزيران، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس مقابل قيام دول الجامعة العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقد صادق المؤتمر بالإجماع على المبادرة السعودية، التي أصبحت بعد تلك المصادقة مبادرة السلام العربية تلخصت في الشروط التالية:
1- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري، وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان.
2- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
3- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 4 يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية (1) .
4- عندئذٍ تقوم الدول العربية بما يلي:
أ- اعتبار النزاع العربي -الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.
ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.
ج- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص بالبلدان العربية.
د- يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم المبادرة.
هـ- يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء والأمين العام، لإجراء الاتصالات اللازمة لهذه المبادرة، والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات في مقدمتها مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وقد خطف لقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز ( ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي حينذاك ) ونائب الرئيس العراقي عزة إبراهيم الدوري الأضواء السياسية والإعلامية في اليوم الثاني والختامي لمؤتمر القمة.
ومن المظاهر اللافتة للأنظار في هذه القمة بدء الحديث عن الحالة العراقية الكويتية تمهيدا للمصالحة العربية الشاملة .
ودعت القمة الى تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول العربية لاجراء الاتصالات اللازمة لتنفيذ افكار السلام التي طرحتها السعودية على ان تشمل الامم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة وروسيا والدول .
قمة تونس ومبادرة الإصلاح:
اعتمدت القمة العربية السادسة عشرة التي استضافتها تونس يوم 23 مايو 2004 وثيقة “مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح”، والتي أكد من خلالها القادة الاستمرار في بذل الجهود وتكثيفها لمواصلة مسيرة التطوير في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية تحقيقًا لتقدم المجتمعات العربية النابع من إرادتها الحرة وما يتفق مع قيمها ومفاهيمها الثقافية والدينية والحضارية وظروف كل دولة وإمكانياتها.
وتنص “وثيقة العهد” التي قدمتها المملكة على الالتزام بتطوير العمل العربي المشترك في كافة المجالات وإصلاح آليات عمل الجامعة العربية. وتؤكد الوثيقة على عزم القادة العرب على مواصلة خطوات الإصلاح الشامل التي بدأتها الدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، وتحصين تضامننا عن طريق تعزيز روح المواطنة والمساواة وتوسيع مجال المشاركة في الشأن العام ودعم سبل حرية التعبير المسئول، ورعاية حقوق الإنسان وفقا للميثاق العربي لحقوق الإنسان، ومختلف العهود والمواثيق الدولية، والعمل على تعزيز دور المرأة العربية في بناء المجتمع، وهو ما يتوافق مع عقيدتنا وقيمنا وتقاليدنا الحضارية، وإقامة الهياكل اللازمة وتهيئة الظروف الضرورية لإرساء التكامل الاقتصادي فيما بيننا على نحو يمكننا من المشاركة الفاعلة في الاقتصاد العالمي وإنماء الحضارة الإنسانية والاستجابة لمتطلبات الحياة المعاصرة، على أسس من التفاهم والتسامح والحوار. نقر بمقتضى هذا العهد تفعيل، أو عند الاقتضاء إنشاء، الآليات اللازمة لما يلي: تحقيق أهداف ميثاق جامعة الدول العربية، ووضع الخطط المناسبة لتنفيذ السياسات المشتركة. تطوير الأجهزة والهيئات الإقليمية العربية المتخصصة وبرامج وخطط عملها لضمان أداء دورها وفقا لمتطلبات واحتياجات الدول العربية. ضمان تنفيذ الدول الأعضاء لالتزاماتها، واتخاذ الإجراءات المناسبة في حال عدم تنفيذ تلك الالتزامات، وفقا لما جاء في ميثاق الجامعة. دعم العلاقات العربية البينية. دعم التشاور والتنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء في مجالات الأمن والدفاع والشؤون الخارجية ذات الاهتمام المشترك. استكمال إنجاز منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإقامة اتحاد جمركي عربي بما يساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، وتكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بتذليل العقبات التي تعترض بلوغ ذلك الهدف ووضع الجدول الزمني لذلك. وضع إستراتيجية اقتصادية عربية شاملة يكلف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بدراستها، تستهدف الجوانب الاستثمارية والتجارية البينية، كما تستهدف تأهيل اقتصاديات الدول العربية الأقل نموا، وتطوير منظومتها التنموية الاقتصادية والبشرية. وتوطئة لتوفير الشروط والمقومات اللازمة لمواصلة عملية الإصلاح الشاملة الجارية في الدول العربية، ولضمان تنفيذ وثيقة العهد، نقرر اتخاذ الخطوات العملية المطلوبة بما في ذلك: إدخال التعديلات اللازمة على ميثاق جامعة الدول العربية طبقا للمادة (19) من الميثاق. يكلف مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بإعداد هذه التعديلات وصياغتها بناء على المشاريع المقدمة من الأمين العام خلال ثلاثة أشهر. تقديمها في صيغتها النهائية إلى الدورة العادية (17) لمجلس الجامعة على مستوى القمة برئاسة الجزائر لإقرارها.
تحرك لحشد التأييد الدولي للقضايا العربية :
وجاءت جولة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين واليابان وكوريا الجنوبية وباكستان في عام 2004م لدعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية وبخاصة القضية الفلسطينية والقدس الشريف، حيث أكد في لقائه مع قادة هذه الدول على رفض المملكة العربية السعودية التام لأي إجراءات أو سياسات أو أعمال تمس مدينة القدس وتغيير هويتها العربية وأن ما تقوم به إسرائيل في مدينة القدس من أعمال لتهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها وتوسيع حدودها وتوسيع سلطات بلديتها بالاستيلاء على مزيد من الأراضي بالقهر هو امتداد للعمل الإجرامي والمشين المتمثل بالمحاولة الصهيونية بحرق المسجد الأقصى، ومؤكداً في الوقت نفسه على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب فلسطين أرضاً وشعباً لاسترداد كامل حقوقها وفي طليعتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
وكان موقفه - يحفظه الله - في واشنطن يؤكد من جديد أن الخطاب السياسي والإسلامي للمملكة تجاه فلسطين والقضية والمقدسات الإسلامية في القدس ثابت لا يتغير، حيث شدد الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد اطلاعه على صيغة البيان السعودي - الأمريكي المشترك وخلوه من ذكر القدس وعودتها للفلسطينيين أجاب بحزم بأنه لا يوقع بياناً لا يذكر فيه القدس، وبالفعل تم وضع اسم القدس في البيان.
اتفاق مكة انجاز تاريخي لنصرة القضية الفلسطينية:
ومع استمرار الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني والذي عاش الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة انعكاساته المؤلمة والدامية، منذ بدايات عام 2006 حيث نزف الدم الفلسطيني مرة أخرى، ولكن هذه المرة بأيدي فلسطينية. فقد وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نداءً عاجلاً لأشقائه من الشعب الفلسطيني دعاهم فيه إلى تحكيم العقل وتغليب لغة الحوار على لغة السلاح. ودعا قادتهم إلى لقاء عاجل في مكة المكرمة لبحث حل يوقف الاقتتال فيما بينهم.
وقال - حفظه الله -: (أدعوهم جميعاً لا فرق بين طرف وآخر إلى لقاء عاجل في وطنهم الشقيق المملكة العربية السعودية وفي رحاب بيت الله الحرام لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية دون تدخل من أي طرف آخر لنحقق لأمتنا العربية والإسلامية أحقيتها في قضيتها ولنصل إلى حل يرضي الله سبحانه وتعالى ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق والشعوب الإسلامية والعربية وكل من آزر القضية ودعمها).
وأكد أن ما يحدث على ثرى فلسطين الطاهر وصمة عار لطخت تاريخ الكفاح الوطني المشرف لأبناء الشعب الفلسطيني الذين استشهدوا في سبيل الله لتحرير وطنهم من براثن الاحتلال.
كما أكد - حفظه الله - أن المملكة حكومةً وشعباً لا تقبل أن تقف صامتة متفرجة لتنظر بحزن وألم عميقين لما يدور على الساحة الفلسطينية من اقتتال بين الأشقاء أصحاب القضية الواحدة دون أن تتصدى لدورها الإسلامي والعروبي والأخلاقي تجاه أمانة الكلمة والفعل.
وبحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أعلن في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام اتفاق مكة المكرمة بين حركتي (فتح) و(حماس) كما أعلنت صيغة تكليف الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لاسماعيل هنية برئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني وذلك تتويجا لنتائج اللقاء الذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين أشقاءه قادة الشعب الفلسطيني في مكة المكرمة وبدأت فعالياته في 7 فبراير 2007 .
بعد ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية..
ايها الاخوة الأعزاء قادة الشعب الفلسطيني الشقيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحمد الله الذي استجاب للدعاء وحقق الرجاء وجمع هذا الجمع الكريم في رحاب بيته العتيق ويسر الوصول الى اتفاق يشرف ويثلج صدور الشعب الفلسطيني الشقيق والأمتين العربية والاسلامية ويغيظ الأعداء وأتوجه بالتهنئة الخالصة الى اخواني قادة فلسطين فقد ارتفعوا الى مستوى المسؤولية وأثبتوا انهم جديرون بالثقة وتمكنوا من حقن الدماء وتحقيق الوحدة الوطنية لقد توصل الاخوة الى اتفاقهم التاريخي بارادتهم الحرة المستقلة وانني لواثق أنهم باذن الله سيحافظون عليه بارادتهم الحرة المستقلة..
اخواني وأشقائي الشعب الفلسطيني الحر الأبي أتمنى للإخوة الأعزاء النجاح والتوفيق وادعو الله ان يمن على الشعب الفلسطيني الشقيق بالفرج بعد الشدة والاستقلال بعد الاحتلال انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
المملكة ولبنان دعم دائم:
اذا كانت العلاقات بين الدول والشعوب تبنى على المصالح المشتركة فان ما بين المملكة ولبنان ليست جسورا من التعاون الاقتصادي فقط، وإنما قبل ذلك جسور من المحبة والإخاء.
وقد أعطت المملكة ، بلا منة، وقدمت دون طلب لشكر او عرفان، وكان حرص المسؤولين السعوديين على مصالح لبنان لا يوازيه سوى حرص لبنان على مصالح المملكة العزيزة، فنشأت نتيجة ذلك علاقة تخطت المصلحة الى المحبة والمودة التي اضفت على العلاقات الاقتصادية طابعا انسانيا عمق جذورها ورسخ مكانتها.
وفي 26 مارس 2002م قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز بزيارة لبنان للمشاركة في مؤتمر القمة العربية الرابعة عشرة حيث كانت المبادرة السعودية الموضوع الاساسي للقمة .
ولعبت المملكة العربية السعودية دوراً كبيراً في وقف نزيف الدم العربي في لبنان، ووقف مخاطر الحرب الاهلية التي دامت سنوات طوال.. وتمكنت المملكة بدبلوماسيتها المعروفة والمقبولة من دعوة جميع أطراف الحرب الاهلية في لبنان إلى المملكة، وتوجت كل تلك الجهود باتفاق الطائف، الذي كان الاساس العملي والفعلي لمولد لبنان الجديد.. ومنذ اندلاع الحرب كانت المملكة تتحرك دون كلل أو ملل.. لإطفاء نار الفتنة ورأب الصدع وكانت منحازة إلى لبنان الأوحد الموحد، لبنان السلام والاستقرار.
ويجمع المراقبون ان المملكة قد لعبت أكبر الأدوار في سبيل انجاح اتفاق الطائف، وفي تكريسه للواقع السياسي، وفي اعادة الاستقرار والأمان إلى لبنان.. فزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبنان وهو أرفع مسؤول سعودي يزور لبنان منذ زيارة الملك الراحل فيصل من العام 1971م، جاءت لتعكس اهتمام المملكة بلبنان وعودة الأمن والاستقرار له، وتعزيز مسيرة السلم في ربوعه، وترسيخ وحدته الوطنية وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي.
والزيارة التي قام بها الملك عبدالله لها مدلولاتها لتأكيد البقاء إلى جانب لبنان في مواقفه وكذلك تأكيد على الثوابت العربية في بذل المجهود الكبير لدعم نضال لبنان حكومة وشعباً لتحرير الأرض في الجنوب والبقاع وأيضاً مباركة سعودية لانجازات الوفاق الوطني.
القمم العربية السابقة توثق دعم المليك للم الشّمل وإرساء أسس المصالحة
الملك عبدالله.. الصراحة في الطرح.. والجرأة في الدفاع عن قضايا الأمة
27 مارس 2007 - 19:43
|
آخر تحديث 27 مارس 2007 - 19:43
تابع قناة عكاظ على الواتساب
فتحي عطوة (القاهرة)