التلوث البصري هو تشويه لأي منظر تقع عليه عين الانسان يحس عند النظر اليه بعدم ارتياح نفسي. ويمكننا وصفه ايضا بأنه نوع من انواع انعدام التذوق الفني، او اختفاء الصورة الجمالية لكل شيء يحيط بنا من أبنية، الى طرقات أو أرصفة وغيرها، والتلوث المرئي هو أحد أنواع التلوث البيئي وهو ما وصلت اليه عروس البحر. ومن ما تراه العين في جدة اليوم على سبيل المثال لا الحصر سوء التخطيط العمراني لبعض الأبنية سواء من حيث الفراغات او من شكل بنائها، أعمدة الانارة في الشوارع ذات ارتفاعات عالية لا تتناسب مع الشوارع وعلى مدى كورنيش جدة نجد أعمدة الانارة مدلاة منها خيوط العنكبوت من بقايا زينة الأعياد. هل من تلوث البصر أشد من هذه الخيوط، صناديق القمامة بأشكالها التي تبعث على التشاؤم، اختلاف دهان واجهات المباني، اجهزة التكييف الرديئة في واجهات العمائر والمخلفات من القمامة في الاراضي الفضاء وحول صناديق القمائم، انتشار المساكن في مناطق المقابر، هذه ليس الا بعضا من الأمثال الكثيرة التي تشبعت بها مدينة جدة خلال السنوات الماضية علاوة على التلوث الهوائي والمائي والتربة بأصنافها والتلوث السمعي وأنواع كثيرة من مضرات البيئة. ومن هنا فإن علينا النظر والاهتمام بهذه الملوثات لبصرنا ونترك ما ليس له أهمية فالأهم قبل المهم. حيث ان بعضنا يشغل نفسه في أمور تافهة لا علاقة له من مسؤوليته ولا ضمن ادارته ويصر على السعي وراءها رغم تفاهتها وبهذا تتضرر المصالح الخاصة والعامة. على سبيل المثال البعض منا يهتم ويصرح ويعادي ويطالب ويفرض نظامه على غيره في أمور صغيرة لا أهمية لها مقارنة بما هو أكثر شيوعا وضررا بالتلوث المرئي على سكان مدينة جدة. في نظام الادارات العامة يسمى هذا النوع من الاهتمام بما هو صغير ويهمل ما أكبر «نظام المايكرومانيجمانت» MICRO-MANAGEMENT ادارة الصغار مقارنة بنظام «نظام الماكرومانجمانت MACRO-MANAGEMENT ادارة الكبار. والله الموفق.
* استشاري الباطنية والسكري
فاكس: 6721108