مع إيماني الكامل بقضاء الله وقدره، إلا أن خبـر وفاة ابنة صديقي ذات الأحد عشر عاما وقع علي كالصاعقة عندها جالت بمخيلتي ملامح عفويتها وابتسامتها البريئة وهي تجري وتلعب مع أبنائي الصغار هنا وهناك، نعم كان من الواجب علي الوقوف إلى جانبه في هذه المحنة، لكن.. قدماي لم تحملاني للمشاركة في مراسم دفنها، في الحقيقة لم أستوعب فكرة النظر إلى عينيه الحزينتين ورؤيته وهو يحمل بين ذراعيه (فلذة كبده) ثم يضعها في القبر ويقبل جبينها ويودعها الوداع الأخير ويتركها وحيدة في ذلك المكان الموحش !؟.
إلى اليوم وأنا أشعر بمرارة فقدان صديقي (لحبيبة قلبه الصغيرة) مع أنها توفيت دون أن يتسبب أحد في وفاتها.. وأتساءل كيف كان إذن شعور والد (تالا) أو (لميس) أو
(إسراء) وقد قتلت ابنة كل منهم غدرا وبطريقة تقشعر لها الأبدان، لاشك أن المصيبة أجل وأعظم، وقد اجتمع فيها الحزن والقهر والغبينة، ومع أنه يتم التعرف على (القاتلة) والقبض عليها في ذات الليلة التي وقعت فيها الحادثة وما تلبث أن تصادق الخادمة على اعترافاتها وتقوم بتمثيل الجريمة، إلا أنني أرى بأنه من المفترض أن يظل ملف القضية في الحق العام مفتوحا حتى نتعرف على المؤثرات والممارسات التي دفعت وحرضت الخادمة ؟!.
هذه الجـرائم لم تعد غريبة على مجتمعنا، ولم تعد حالة فردية أو عابـرة، بل باتت مشكلة مستعصية ومصيرية وحتى نواجهها، علينا أن نكون صريحين مع
أنفسنا، فربما كانت عاداتنا وطريقة تعاملنا وفوقيتنا أكبر محرض فنحن كمجتمع سعودي نصوب نظرات الشك وسوء الظن إلى الخادمة بمجرد أن تحط رجلها بأرض المطار !! نأخذها ونضعها في البيت لأشهر ونقفل عليها الأبواب والنوافذ بإحكام، نجبرها على خدمتنا ورعايتنا ليل نهار ثم ندعي بأننا نعاملها مثل بقية أهلنا ونقاسمها الطعام، ننكر تأخير أجرها، ونصور بثقة شغفها الزائد بالأولاد ونخفي حقيقة أننا لا نهتم بها ولا بالتغيير الحاصل في سلوكها خاصة مع الأخبار السيئة التي تصلها من بلدها ؟!.
لأن صراحتنا مع أنفسنا هي المحك الحقيقي الذي يمكننا من خلاله إيقاف مسببات مثل هذه الجرائم الفظيعة فقد أقر مجلس الوزراء يوم الاثنين المنصرم
(لائحة عمال الخدمة المنزلية) بعد أن ظل (خدم المنازل) دون تنظيم قانوني لسنوات طويلة، الأمر الذي أسهم في تفاقم النظرة الدونية لهم والإمعان في ظلمهم واستعبادهم ولكي نبدأ صفحة جديدة مع العمالة المنزلية يجب الإسراع في تنفيذ العقوبة الشرعية بحق من أدينوا بفعل الجريمة ومنح من هم على رأس العمل فرصة تقديم شكاواهم تليفونيا والاستجابة الفورية للبلاغات الواردة منهم ومن الأسر وتحديد ساعات عملهم اليومية مع راحة أسبوعية، بهذا سيشعرون بإنسانيتهم ويذهب الغل وحب التشفي من قلوبهم، لتنعدم مع الوقت جرائم قتل الغيلة والسرقة والهروب قفزا من الأدوار العلوية !!.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة
ajib2013@yahoo.com
من حـرض الخادمـة ؟!
18 يوليو 2013 - 19:43
|
آخر تحديث 18 يوليو 2013 - 19:43
تابع قناة عكاظ على الواتساب