لقرية ذي عين التراثية في محافظة المخواة التابعة لمنطقة الباحة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 004 سنة، تاريخ حافل يرويه الجدود، وتتناقله الأجيال شفهيا، استقوه من الينابيع الدافقة التي جعلت منها وجهة لمن يرغب في التمتع بجمل الخالق، إذ يكفي للرائي أن يمد نظره في ملكوت المكان ويتأمل مساحات الجمال، والدفء الذي يمنحه للزائر، فهو منخفض استراتيجي يقع إلى الجنوب الغربي من منطقة الباحة، بينها وبين سهل تهامة على مسافة 02 كلم عبر (عقبة الملك فهد)، وترتفع عن مستوى سطح البحر 5891 مترا.
ولعبت القرية دورا سياحيا لما تتمتع به من مناظر خلابة ومقومات جذب، دعمت حركة السياحة في المنطقة، فأصبحت مقصدا يهفو إليه السائح من داخل المملكة وخارجها.
المكان: لذي عين المكان نصيب من التسمية الواردة على الألسنة بشأنه، إذ سميت كذلك نتيجة الماء الدافق المتسرب من بين الصخور، ويقوم الأهالي بتوزيع الماء على المزارعين كل حسب قطعة الأرض التي يملكها والكمية التي يحتاجها.
وتشير المصادر إلى أن التسمية تعود إلى نضوب الماء في القرية بعدما أصيبوا بقحط شديد، على إثره رأى زائر إمكانية تدفقه في مكان ما، فغار الماء في الأرض. والمكان هو التلة البيضاء المرتفعة التي تمترست حولها البيوت بطرازها المتراص المهذب والشرفات المرمرية والسقوف العرعرية.
الإنسان: أما ذي عين الإنسان، فيشكل السواد الأعظم من ملامح المكان، هو الرجل الذي نذر وقته لتلميع المكان ودحر رياح التغيير عنه مهما تطاول الزمان وانحنت هامات نخيل الموز وغاباتها الكثيفة.
واستغل إنسان ذي عين المكان ليزرع فيه محصول الموز الذائع الصيت الذي يتسم بصغر حجمه ونكهته الخاصة، فنرى الرجل المسن رغم انحنائه وعكازه، افترش الأرض ولزم جانب الطريق حتى يروج لبضاعته، ويشاركه أولاده في ذلك.
الزمان : توارث الأجيال بطولات الأهالي مع أبناء عمومتهم من غامد وزهران في صد الزحف التركي العثماني، على يد قوات محمد علي باشا، قبل توحيد شتات المملكة تحت إمرة الملك عبد العزيز العام 1351هـ - 1932م، وكان النصر حليف الـ(ذي عينيين) من بني عمر، وإخوانهم غامد وزهران، فانتصروا عليهم في رابعة النهار وسحقوهم حتى أن مقابرهم (مقابر الأتراك) لا تزال موجودة في القرية.
فانوس ذي عين
فانوس ذي عين هو المعلم الأبرز الدال على تمسك الأهالي بموروثاتهم التاريخية التي تطل على الذاكرة بزيتها الفواح بعرض الطريق للمستقبلين، والمستدبرين إلى الباحة أو العكس، وتمتاز ذبالة القناديل بأنها لا تأفل، كما أن الفوانيس استبدلت للتو بمنارات شديدة الوهج تشبه مصابيح النيون.
الفردوس المفقود
تتمتع القرية بطقوس أخذت بها منذ عقود، في المناسبات الاجتماعية والدينية، كأن يذهب ثلة من الرجال إلى الباحة معتلين جمالهم وأحيانا يكونون مردفين؛ لبيع ما تنتجه أرضهم وإلقاء التحايا على جيرانهم بأرض السراة، ما يعني أن الانتماء كان معمقا وتجاوز الأسرة الممتدة إلى مجتمع أرحب صنعوا من التجارة علاقات بعيدة المدى. وكان هؤلاء الزوار يحظون بكرم الضيافة من قبل إخوانهم في السراة.
وحين طغى المد العمراني على المنطقة بفضل عقبة الملك فهد، انحسرت تلك العلاقات بين الطرفين وتحددت في أطر ضيقة تقوم على التجارة والعمل والدراسة بعيدا عن كونها تأخذ نسقا اجتماعيا عما كانت عليه.
تعيش قرية ذي عين عصرها الذهبي حيث أصبحت بيئة استثمارية جاذبة بفضل جهود صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، الذي أخذ بيدها لتصبح من أشهر القرى التراثية على مستوى المملكة، خصوصا يوم وجه بسرعة إنفاذ ربطها بمنطقة الباحة، بالتلفريك لتختصر المسافات بما يدعم الحركة السياحية باعتبارها موردا مهما في صناعة السياحة، وقد أمر بدراسة المشروع وقال: «إذا اكتملت كل جوانبه سنعمل على إنشائه بنقل مشروع تلفريك أثريب السياحي الواقع في منتزه القمع بمحافظة بلجرشي لعدم جدوى عمله هناك». فيما شدد الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان على ضرورة الإسراع في إقامة مشاريع القرية التطويرية، وعدم المساس بمرافقها من خلال ربطها بأمانة المنطقة عندما زارها في عامي 2008م و 2010م.
وظائف موطنة
بدأ العمل على تهيئة مبان جديدة في نطاق القرية تخدم شرائح الزوار لمن يفد إليها، تتضمن منتجعا سياحيا ضخما يغذيها بالمطاعم والألعاب الترفيهية والمساجد ذات الطراز المعماري التقليدي يتماهى مع جو القرية القديم، علما أن القرية يقوم على حراستها شباب القرية الذين استفادوا من وظائف (موطنة) بالقرب من ذويهم.
ولعبت القرية دورا سياحيا لما تتمتع به من مناظر خلابة ومقومات جذب، دعمت حركة السياحة في المنطقة، فأصبحت مقصدا يهفو إليه السائح من داخل المملكة وخارجها.
المكان: لذي عين المكان نصيب من التسمية الواردة على الألسنة بشأنه، إذ سميت كذلك نتيجة الماء الدافق المتسرب من بين الصخور، ويقوم الأهالي بتوزيع الماء على المزارعين كل حسب قطعة الأرض التي يملكها والكمية التي يحتاجها.
وتشير المصادر إلى أن التسمية تعود إلى نضوب الماء في القرية بعدما أصيبوا بقحط شديد، على إثره رأى زائر إمكانية تدفقه في مكان ما، فغار الماء في الأرض. والمكان هو التلة البيضاء المرتفعة التي تمترست حولها البيوت بطرازها المتراص المهذب والشرفات المرمرية والسقوف العرعرية.
الإنسان: أما ذي عين الإنسان، فيشكل السواد الأعظم من ملامح المكان، هو الرجل الذي نذر وقته لتلميع المكان ودحر رياح التغيير عنه مهما تطاول الزمان وانحنت هامات نخيل الموز وغاباتها الكثيفة.
واستغل إنسان ذي عين المكان ليزرع فيه محصول الموز الذائع الصيت الذي يتسم بصغر حجمه ونكهته الخاصة، فنرى الرجل المسن رغم انحنائه وعكازه، افترش الأرض ولزم جانب الطريق حتى يروج لبضاعته، ويشاركه أولاده في ذلك.
الزمان : توارث الأجيال بطولات الأهالي مع أبناء عمومتهم من غامد وزهران في صد الزحف التركي العثماني، على يد قوات محمد علي باشا، قبل توحيد شتات المملكة تحت إمرة الملك عبد العزيز العام 1351هـ - 1932م، وكان النصر حليف الـ(ذي عينيين) من بني عمر، وإخوانهم غامد وزهران، فانتصروا عليهم في رابعة النهار وسحقوهم حتى أن مقابرهم (مقابر الأتراك) لا تزال موجودة في القرية.
فانوس ذي عين
فانوس ذي عين هو المعلم الأبرز الدال على تمسك الأهالي بموروثاتهم التاريخية التي تطل على الذاكرة بزيتها الفواح بعرض الطريق للمستقبلين، والمستدبرين إلى الباحة أو العكس، وتمتاز ذبالة القناديل بأنها لا تأفل، كما أن الفوانيس استبدلت للتو بمنارات شديدة الوهج تشبه مصابيح النيون.
الفردوس المفقود
تتمتع القرية بطقوس أخذت بها منذ عقود، في المناسبات الاجتماعية والدينية، كأن يذهب ثلة من الرجال إلى الباحة معتلين جمالهم وأحيانا يكونون مردفين؛ لبيع ما تنتجه أرضهم وإلقاء التحايا على جيرانهم بأرض السراة، ما يعني أن الانتماء كان معمقا وتجاوز الأسرة الممتدة إلى مجتمع أرحب صنعوا من التجارة علاقات بعيدة المدى. وكان هؤلاء الزوار يحظون بكرم الضيافة من قبل إخوانهم في السراة.
وحين طغى المد العمراني على المنطقة بفضل عقبة الملك فهد، انحسرت تلك العلاقات بين الطرفين وتحددت في أطر ضيقة تقوم على التجارة والعمل والدراسة بعيدا عن كونها تأخذ نسقا اجتماعيا عما كانت عليه.
تعيش قرية ذي عين عصرها الذهبي حيث أصبحت بيئة استثمارية جاذبة بفضل جهود صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، الذي أخذ بيدها لتصبح من أشهر القرى التراثية على مستوى المملكة، خصوصا يوم وجه بسرعة إنفاذ ربطها بمنطقة الباحة، بالتلفريك لتختصر المسافات بما يدعم الحركة السياحية باعتبارها موردا مهما في صناعة السياحة، وقد أمر بدراسة المشروع وقال: «إذا اكتملت كل جوانبه سنعمل على إنشائه بنقل مشروع تلفريك أثريب السياحي الواقع في منتزه القمع بمحافظة بلجرشي لعدم جدوى عمله هناك». فيما شدد الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان على ضرورة الإسراع في إقامة مشاريع القرية التطويرية، وعدم المساس بمرافقها من خلال ربطها بأمانة المنطقة عندما زارها في عامي 2008م و 2010م.
وظائف موطنة
بدأ العمل على تهيئة مبان جديدة في نطاق القرية تخدم شرائح الزوار لمن يفد إليها، تتضمن منتجعا سياحيا ضخما يغذيها بالمطاعم والألعاب الترفيهية والمساجد ذات الطراز المعماري التقليدي يتماهى مع جو القرية القديم، علما أن القرية يقوم على حراستها شباب القرية الذين استفادوا من وظائف (موطنة) بالقرب من ذويهم.
أخبار ذات صلة