معاناة مرضى الفشل الكلوي مع جلسات الغسيل «البريتوني» والعيون المتلهفة لبلوغ الصحة والاجسام المرتعشة من المرض بانتظار زراعة كلية وقوائم الانتظار الطويلة والتقصير في تكريس التوعية بأهمية التبرع بالاعضاء كل هذه المفردات «المجروحة» واجهنا بها الدكتور فيصل شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الاعضاء.
قبل ان التقي الدكتور شاهين كانت ترتسم في ذاكرتي صورة الطفل نواف تركي البالغ من العمر «4» سنوات والذي يعيش بلا كلى .. بعد اصابته بالفشل في كليتيه .. طفولة اطفأ المرض ابتسامتها وحالته تستنهض الدمع من العيون فجسمه الضئيل يخضع للغسيل «البريتوني» لمدة «10» ساعات يوميا وتعتبر هذه الحالة واحدة من آلاف الحالات على قائمة انتظار التبرع بالاعضاء وحول مآسي مرضى الفشل.
يقول الدكتور شاهين يتم زراعة 365 كلية على مستوى المملكة سنويا اي ما يعادل زراعة كلية واحدة يوميا وهذه الزراعة اما ان تكون من متبرع من ذوي المريض او من متوفى دماغيا.
واضاف ان هناك 500 مريض بالفشل الكلوي سنويا يدخلون في قوائم الانتظار التي وصلت الى سبعة آلاف مريض في المركز السعودي لزراعة الاعضاء اي ان نسبة الزيادة في عدد المرضى بلغت 12% فيما يتوقع ان يصل عدد المرضى عام 2013 الى اكثر من 17الف مريض وبمعدل 120 حالة فشل كلوي سنويا لكل مليون نسمة بالمملكة.. وابان انه يتم في جدة على سبيل المثال من 280-300 عملية غسيل كلوي بمتوسط 750 مريضا يوميا يتم توزيعهم على خمس ورديات ويتم الغسيل مجانا للمرضى في حين تصل تكلفة الغسيل الكلوي للمريض سنويا الى 98 الف ريال. واضاف ان هناك قصورا في البرامج التوعوية والتثقيفية بالمرض واحوال مرضى الفشل الكلوي.
وكشف د. شاهين ان بالمملكة ما يقارب ثلاثة ملايين بطاقة تبرع بالاعضاء لكنها غير ملزمة لاصحابها بمعنى انها «حبر على ورق» مشيرا الى برامج لتحفيز وتشجيع التبرع بالاعضاء وعن الاجهزة المستخدمة في غسيل الكلى قال انه يتم احلال 10% من الموجود منها سنويا كون العمر الافتراضي لهذه الاجهزة من 6-10سنوات مؤملا رفع نسبة الاحلال خاصة في جدة وجازان والرياض كون هذه المدن الثلاث تحتل المراتب الاولى تباعا في نقص اجهزة الفشل الكلوي مشيرا الى ان لديهم دراسة توضح ان جهازا واحدا للغسيل الكلوي يخدم »7« مرضى في جدة وجهازا واحدا يخدم »5« مرضى في الرياض وفي جازان وهذه نسبة خطيرة جدا اذ من المفترض ان كل جهاز غسيل فشل كلوي يخدم ما متوسطه من 1-3 مرضى على الاكثر حيث ان هناك نقصا حادا في الاجهزة.
واستطرد ان مراكز الكلى بشكل عام ومركز الكلى بجدة بشكل «خاص» تشهد اقبالا كبيرا حتى انه بات اليوم من الصعب قبول اي حالة فشل كلوي جديدة لاجراء الغسيل كون الاجهزة مشغولة جميعها على مدار الـ 24ساعة وخلال ايام الاسبوع بدون توقف ناهيك عن النقص الحاد في اعداد هيئة التمريض والاطباء الذين يخدمون مرضى الفشل الكلوي.. مؤكدا ان الحاجة ملحة للتوسع في مراكز الكلى وامدادها بالامكانات حتى لا يأتي اليوم الذي يموت مريض الفشل الكلوي ونحن نتفرج ولا نستطيع انقاذه مشددا على اهمية تفعيل برامج التبرع باعضاء المتوفين دماغيا .
وعن فترات الانتظار الطوية التي يظل المريض فيها على قائمة الانتظار تصل الى سنتين للحصول على كلى قال الدكتور شاهين حول ذلك : الحقيقة ان اطول فترة انتظار للمريض المصاب بالفشل الكلوي حتى يحصل على كلية من المركز وبالتالي زراعتها له تعتبر مشكلة عالمية وليس في المملكة فحسب .وبين ان المركز يقوم بتحديد اولوية الزراعة حسب الحالة الصحية للمرضى مع اعطاء الاولوية للاطفال والحالات الطبية الخاصة. ولدينا قائمة انتظار عاجلة يتم على اساسها توزيع الكلى المتبرع بها لمختلف مناطق المملكة.
وعن الظاهرة المتمثلة في السفر للعلاج والحصول على كلية من الخارج قال : الحقيقة بدأت الظاهرة تنتشر في السنوات الاخيرة ولكن لهذه الظاهرة عواقب كثيرة طبية واقتصادية يمكن تفاديها في حال تفهم عائلة المريض من خلال التبرع بكلية من الاحياء الاقارب حيث تتفوق نتائج ونجاح العمليات المجراة بالتبرع من الاقارب الاحياء على تلك العمليات المجراة بالخارج بواسطة الشراء بصورة كبيرة جدا.
مدير عام مركز زراعة الاعضاء كاشفا أوجه القصور:
يموت مرضى الفشل ونحن نتفرج
30 مارس 2006 - 18:53
|
آخر تحديث 30 مارس 2006 - 18:53
يموت مرضى الفشل ونحن نتفرج
تابع قناة عكاظ على الواتساب
عدنان الشبراوي (جدة)تصوير: مديني عسيري