لست مع الذين يمتهنون نبش القبور.. أولئك الذين يجسدهم المصطلح الدارج في السوق (إذا فلس التاجر فتش في دفاتره القديمة).. هاتفني الابن الزميل الصديق عبدالله الضويحي (أبو بدر ) قائلا: أين أنت من هذه الزوبعة التي أثيرت في هذه الأيام وكنت فيها الغائب الحاضر والتي شغلت الرياضيين والجماهير والمسؤولين على الواتس أب والوسائط الاجتماعية.. إذ في هذا الوقت الحرج نشر موضوع تحت عنوان فوز الأهلى على الهلال 12/ صفر.. والمصدر صحيفة العام (جريدة البلاد) والعام هو الذي كان لي شرف الفوز بجائزة الدولة كأحسن صحفي رياضي.. وبعث لي على الواتب ساب النص الذي نشر في الصفحة الرياضية لجريدة البلاد.. والتي كنت أشرف فيها برئاسة القسم الرياضي.. وكان العدد رقم 2815 بتاريخ 22 صفر 1388هـ أي منذ نحو 46 عاما.. وبقدر سعادتي أن تكون البلاد مصدر معلومات.. بقدر ما استأت من التعليق الذي سبق التحليل الرياضي.. كتب زميل إعلامي أطلق على نفسه اسم أبو مروان تحليلا للقاء الاهلي والهلال.. ولست أدري كيف أن المحرر وقد بذل جهدا كبيرا للوصول إلى هذه الحقيقة لتخدم هدفه (والذي أثار زوبعة كبيرة) فيما يبدو أنه أراد به الإثارة والغمز من قناة الهلال.. كيف أنه لم يعرف من هو أبو مروان.
الانفلات الكلامي غير المسؤول :
ومن أبرز ما نعانيه في هذه الأيام هو الانفلات الكلامي سواء أمام الميكرفون أو على الورق.. مما يعني الخروج عن قواعد المنطق والتقاليد المتعارف عليها.. وأقل ما يقال في حق هؤلاء هو أن الشهوانية وحدها هي التي تتملكهم إذ يتكلمون في الفاضي وفي المليان.. وهذه وصمة عار في جبين الرياضة.. إذ إننا نقفز فوق الحقائق لنصل إلى أغراض شخصية تحكمها الأنا العليا لتخرجها من قاعدة المبادئ السامية للرياضة وأهدافها وصدق التنافس.. فاللاعبون في الملعب وبمجرد أن تنتهي المباراة أصدقاء وحبايب.. مما يعني أن الروح الرياضية هي القاسم المشترك الاعظم.
ولعل فوز الهلال الاخير بكاس ولي العهد رقم 33.. جاء ليرصد لتاريخ هذا النادي الكبير العدد النموذجي وغير المسبوق بالفوز بالبطولات.. وذلك في يقينى يعزز الثقة في مكانة النادي العملاق.. والذي يستحق بحق زعامة الكرة السعودية.. وأود أن أسجل هنا استغرابي في الزج بجمهور النادي الاهلي وإلصاق تهمة الكذب به.. إذ إن الواقع يؤكد بجلاء أنه ليس له في هذا الموضوع ناقة ولا جمل.
الشيء بالشيء يـذكر :
أعادني هذا الموضوع للأيام الجميلة والذكريات الرائعة عندما كان الزملاء تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض الان والاستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة الان.. والاستاذ عثمان العمير صاحب إيلاف وسليمان العيسى (يرحمه الله) ومحمد عبدالرحمن رمضان وراشد الحمدان ومحمد الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم.. عندما كانت الطائرة التي تقلنا تحط في مطار الرياض لحضور نهائي كأس الملك أو كأس ولي العهد نجد هؤلاء النخبة في استقبالنا نحن هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ الحالي وكان المسؤول عن الرياضة في جريدة المدينة والزميل عبدالله باجبير وكان مسؤولا عن الرياضة في جريدة عكاظ والزميل فايز حسين وكان المسؤول عن القسم الرياضي في جريدة الندوة وكاتب هذه السطور وكان رئيس القسم الرياضي في جريدة البلاد.. واذكر بكل فخر واعتزاز عندما تولى صاحب السمو الملكى الامير فيصل بن فهد (يرحمه الله) رعاية الشباب دعوناه إلى حفلة شاي في فندق صحارى بلس بالرياض حفاوة بسموه الكريم.. كان الزميل الكبير تركي السديري أول من طوق عنقي بأن قدمني لأتكلم أمام الأمير بالنيابة عن الزملاء على اعتبار أني عميد الصحفيين الرياضيين.. تلك الروح الكبيرة كانت هي السائدة يعمرها كثير من اليقين ومن الثقة بالذات ومن معرفة المسؤولية وحدودها واحترام الحرية.. حرية الاخرين.. كل ذلك يأتي في خلفية ثقافية مسؤولة جعلت المحررين الرياضيين في تلك الايام في مستوى من الرقي والشفافية والوضوح بعيدا عن همجية الانصراف إلى التعصب الأعمى الذي كثيرا ما يغمط الواقع ويطمس الحقائق ويشعل نار الفتنة بين الأسرة الواحدة.. كم أتمنى أن تعود هذه الروح التي كانت سائدة .. وحسبي الله ونعم الوكيل.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة