أينما اتجهت أنظارنا على ظهر هذا الكوكب، نجد أنه لا يوجد من لا يبحث عن الشهرة، فهي ساحرة جذابة بكل المعاني وتعني كل شيء جيد في البداية، لكن كثيرين حينما يجدونها تضطرب حياتهم، فلا يعرفون كيف يتخلصون من هذا النمط الحياتي الجديد.
وفي الغالب يعود الأمر وراء ذلك إلى كل السلبيات التي تحملها الشهرة لأنها في معظم الأحيان تنتهك خصوصية الإنسان لأبعد حد، وتجعله عاريا أمام شريحة كبيرة من المجتمع، بل وربما في المجتمعات الأخرى حول العالم. وكثير ممن يضعون أقدامهم في عالم الشهرة نجدهم يغترون بشخصية ما ويجعلونها قدوة لهم، وحينها تصبح المصيبة أكبر، لأن كل حركة وكل كلمة تصبح محسوبة عليه وقد يخسر برستيجه ووضعه الخاص بسبب ذلك.
ولعل أبرز مثال على ما تقدم هم مشاهير هوليود الذين تلاحقهم الكاميرات، في كل مكان، وتحضر أحزانهم، قبل أفراحهم، خصوصا لو كانت الأحزان تتضمن فضائح كالطلاق أو الخيانة، ولا ننسى بالطبع النزاعات على الأملاك أو حضانة الأطفال، وحينها لا تعود لهم حياة خاصة، بل العالم كله يشاركهم فيها، وكل فرد يسمح لنفسه بالتدخل بطرح الرأي (وهو أضعف ما يمكن) دون مراعاة أن هذه حياة شخصية وأنه لا يبرر كون الفرد يشكل شخصية بارزة في مجتمعه المحلي أو في العالم أن تكون حياته عرضة للتعليقات والأحكام المسبقة.
والواقع أنه يغيب عن عقولنا أن الممثلين أو المغنين هم شريحة من المجتمع تصنع نوعية من الفن لتسلية الجمهور وإمتاعه، وأحيانا لتكوين ثروة، وفي أغلب الأحيان لاستغلال موهبة..
ويجب علينا معرفة أنهم إذا كانوا مميزين بإبداعهم فإنهم ليسوا ملائكة بالطبع، فهم معرضون لارتكاب أي خطأ كغيرهم من البشر، وليس من المفترض أن نحملهم فوق طاقتهم بالملاحقة، والنميمة، وإطلاق الأحكام الظالمة، فالحياة الشخصية لأي فرد هي ملكه وحده لكن فنه أو إبداعه ملك العالم بأسره.
أخبار ذات صلة