كان مؤدب أبناء الخليفة في عصور الخلفاء صانع خلفاء، فقد كان المؤثر الأساس في تشكيل اللبنة الأولى عقليا وتربويا وأخلاقيا للخليفة الصغير!!
و المؤدب هو المعلم في تلك العصور، فالتأديب والتعليم وجهان لعملة واحدة ولم يزالا كذلك حتى أخضع التعليم للعصرنة!!
المربي الأستاذ عثمان الصالح كان أحد العلامات الفارقة في تاريخ التعليم في نجد، فهو كان محور التحول بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث ونجح في أن يجعل هذا التحول من السلاسة بحيث يكون دافعا لانطلاقة تعليمية ناجحة انتهت الى ولادة معهد الأنجال ذلك المدرسة العصرية المفخرة التي ضمت أبناء الأمراء وضمت أيضا أبناء المواطنين من غير الأمراء، وهي المدرسة التي تخرج منها معظم رجال الصف الأول من الأمراء والمواطنين الذين تسنموا مسئوليات الدولة!!
أهم ما ميز الشيخ عثمان الصالح وبشهادة الأمراء أنفسهم هو حزمه الشديد في كل ما يتعلق بالرسالة التي يؤديها، فقد كان التعليم بالنسبة له جهادا لا يتسامح مع التقصير فيه، وهذا الحزم لم يسلم منه أي طالب في مدرسته مهما كانت مكانته أو صفته، وله مواقف شهيرة في معاقبة العديد من التلاميذ الأمراء أمام آبائهم، ويصل العقاب أحيانا الى الضرب والحرمان من الحضور الى المدرسة!!
و لو دون تاريخ معهد الأنجال «العاصمة النموذجي لاحقا» بكل شفافية لوجدنا أنفسنا أمام تجربة تعليمية فريدة لا مثيل لها، بل ان سيرة حياة الشيخ عثمان التربوية نفسها لو دونت بالحبر الأخضر الذي كان يحب الكتابة به ودون أن تفسده أي قطرات من الحبر الأحمر لوجدناها سيرة مدهشة تعكس روح القتال والمجاهدة عند هذا الرجل واصراره على عبور محطات الألم وصولا الى سعادة النجاح بتحقيق أهدافه وخدمة غاياته!!
و لا عجب أن تجد عند عثمان الصالح كل هذه التجربة التربوية الغنية فهو ابن مدرسة أخيه رائد التعليم صالح الصالح الرجل الذي أسس أول مدرسة أهلية في عنيزة عروس نجد الثقافية في ذلك الوقت!!
رحم الله الخال عثمان الصالح وأسكنه فسيح جناته بما قدمه لدينه ووطنه ورسالته التعليمية التربوية.. تلك الرسالة التي عاش بها ولأجلها!!
Jehat5@yahoo.com
أخبار ذات صلة