الاغنيات الهجين في وطننا العربي سجلت نجاحات كبيرة على المستويين الفني والجماهيري فكثيرة هي الاغنيات التي تنسب كلماتها لبلد ولحنها مثلاً لبلد آخر وغالباً ما يكون صوتها لبلد ثالث وكثيرة هي التلاقيات «ان صح التعبير».. كان منها اغنية كاظم الساهر «غالية» من كلمات الشاعر محمد بن عبود العمودي والحان واداء كاظم الذي حلق بها خلال عامي 2002/2003 في كثير من حفلاته في موسمين وهي من الاغنيات القلائل التي عاشت على المسرح مطلوبة لموسمين سياحيين بنفس القوة حيث تطلب في حفل واحد لأكثر من مرة..
اما عن قصة هذه الاغنية فيقول شاعرها الدكتور العمودي.. بطبيعة الحال كان لها قصة حيث كنت اقضي 5 ايام اجازة في بيتي بالقاهرة ومعي صديقي القديم الجديد كاظم الساهر.. كنا يومها نلعب البلياردو ونتحادث حول الجديد من الافكار الغنائية التي من الممكن ان تقدم للمتلقي في هذه الايام .. وفيما لو ان الخروج من عباءة الفصحى والاغنية القصيدة اصبح مطلباً.. سكت لحظة ثم قال:
اذا لاحظت انني احرص على تقديم من اغنيتين الى ثلاث اغانٍ شعبية او عامية في كل ألبوم لي لعلمي ان هذه الوجبة اكثر من هامة لشريحة كبيرة وهامة من جمهوري وانا بالنسبة لي ولدت في الاصل كمغن ومطرب من خلال الاغنيات الشعبية مثل «عبرت الشط» و«غزال» وغيرها لذا اعي تماماً اهمية الموضوع.
كانت هذه الكلمات او هذا الحوار يقول الشاعر العمودي منطلق فكرة الاغنية ولم تكن تنتهى لقاءاتنا طوال ذلك الاسبوع الذي كان شريكنا فيه الابناء فهد وخالد صالح بن اسحاق الصيعري حتى اكملت كتابة نص غالية الذي كان يلحنه كاظم في نفس تلك الجلسات المتعاقبة .. والذي كان يتعرض بيت منه او مفردة للتغيير والتبديل لاعطائه صفة الشعبية البحته في الاغنية والغريب ان هذه الاغنية على عكس غيرها من كثير من اغنياتي التي كتبتها في مشواري مع الكلمة كانت هي التي سجلت نجاحها منذ جلسات صناعتها.
ومن ناحية يقول كاظم الساهر هذه الاغنية فأل خير بالنسبة لي في علاقتي مع جمهور الحفلات فأنا مثلاً عندما انتهيت منها في جلساتي المتكررة مع شاعرها ابن عبود كانت لي حفلات في القاهرة والساحل الشمالي في مصر الامر الذي جعلني اقوم بغنائها كجديدة ولم افاجأ بالتجاذب الجماهيري معها لاني اعرف معنى اغنية شعبية من المفترض ان تقدم ايقاعية واقدمها بشكل رومانسي ،،، كنت سعيداً وانا استمع الى طلب الجمهور وهو يطالب بإعادة الاغنية مرتين في كل حفل وفي احدى الحفلات على وجه التحديد كنت قد قدمتها ثلاث مرات بطلب من جمهور الاغنية.
ثم انها «الاغنية» كانت محظوظة في تعطيل طرحها في كاسيت لسبب خارج عن ارادتي جعل الاغنية اغنية كل حفلاتي طوال موسمين ثم طرحت كاسيت.. لكن كل هذا لا يعني ان مهمتي الاولى هي التعامل مع الاغنية القصيدة التي تقدم للمتلقي النخبوي ومع الشيخ الدكتور العمودي كان لي تجربة شعبية لاحقه في اغنية «اش دعوى اش صار» التي كان لها وقعاً لا يقل تأثيره عن سابقتها وايضاً هناك عمل فصيح «خفقات قلب» الذي قمت باختياره من ديوانه.