سبحان من لا يخطئ.. بل إن الخطأ والنسيان من صفات المخلوقات وخصوصا بني آدم. ولكن الذي يصحح خطأه أو يعتذر عنه هو الذي يعطي كل ذي حق حقه بدءا من التعامل مع الإله سبحانه وتعالى (لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه أجرا عظيما).
والأستاذ عبد الله بن أحمد شباط صحفي وأديب ورجل أعمال كان له علي فضل قد لا يتذكره ولكنني لن أنساه وذلك حينما جمعتني به الصدفة المحضة في شارع دخنة في وسط الرياض. ذلك الشارع الذي يصل سوق الصفاة بسوق دخنة والذي تحول فيما بعد إلى شارع الإمام محمد بن عبد الوهاب.
لقد زرع في طموحاتي حب الصحافة حينما عهد إلي بالإشراف على طباعة مجلته العتيدة «الخليج العربي» التي صدرت في الأحساء وتم نقل مقرها إلى الدمام للتغلب على مشكلات الطباعة ومن ثم التوزيع.
الأستاذ الأديب الطموح عبد الله شباط كان رائدا في مجالات كثيرة لكن في مجال الصحافة كان هو الأبرز في نظري.
بعد لقائنا (صدفة) الذي تم في السبعينيات الهجرية كان نقطة تغير في اتجاهي الدراسي إذ إن الأخ الشباط شكا لي ورطته في عدم وجود إمكانات طباعية مريحة في المنطقة الشرقية آنذاك أوحت إليه بأن يجرب ما يوجد من إمكانات طباعية في الرياض، وبما أن ذلك يتطلب من يشرف على مجلته أثناء طباعتها في مطابع الرياض. ومن ثم فقد كانت شكواه تمثل عرضا جذابا بالنسبة لي حيث كنت يومها أدرس في السنة الأولى في كلية اللغة العربية (إحدى عمد جامعة الإمام فيما بعد) ولكن وهج الصحافة كان يلازمني.
وما أن انتهى من وصف معاناته (التي كان يصفها بأسلوب يعبر عن معاناته وحرصه على ألا يفشل مشروعه) حتى فاجأته بتخصصي واستعدادي لمساعدته للإشراف على تلك المجلة التي سبق أن اطلعت على أحد أعدادها السابقة.
وتمت الاتفاقية شفويا ونحن نسير في الشارع. ثم تبادلنا العناوين (حيث لا توجد هواتف آنذاك).
بدأنا عملية التعاون. فكان يبعث لي بالمواد وأتولى الإشراف على طباعتها ثم أقوم بإرسالها بواسطة القطار. وكانت مجلة شهرية ثم تحولت فيما بعد إلى جريدة أسبوعية.
عودة إلى لقائي مع الأستاذ عبد الله الذي كان نقطة انطلاق نحو تحولي إلى دراسة الصحافة حيث ذللت كل الصعاب التي اعترضت حصولي على بعثة للقاهرة. إذ اضطررت إلى الالتحاق بالمعهد العلمي في مكة المكرمة والذي كان يعد الطلاب للتخصصات الشرعية والعربية ولكنه كان يتبع لوزارة المعارف. وبمجرد تخرجي من ذلك المعهد بعد دراسة مدتها نصف السنة الدراسية المعتادة وكان ترتيبي الثالث بين الزملاء حصلت على بعثة للدراسة في جامعة القاهرة.
لكن الصلة مع الأستاذ الشباط استمرت إلى عهد قريب ولا زلت أذكر أسلوبه المتميز في التعامل مع المستجدات في مجالي الإعلام والأدب.
ولا زال إلى عهد قريب حاضرا في كل مناسبة على مستوى المنطقة الشرقية وغيرها.
لكن المهم بالنسبة لي أن لقاءنا (غير المخطط له) كان عونا لي على أن أتحول إلى دراسة الإعلام والعلاقات العامة. ومن ثم الإسهام في علاج بعض المشكلات الاجتماعية والتطويرية من خلال وسائل الإعلام المحلية والعربية لذا أتقدم بشكري وتقديري لمن أتاح لي هذه الفرصة التي أعتبرها هدية قيمة. راجيا له ولمن كان عونا لنا لأداء واجب التعاون في تحقيق طموحات الوطن..
وبالمناسبة فإن الأخ عبد الله الشباط لم يعاتبني وإنما عاتبني شخص يعرف مدى صلتنا الأخوية والإعلامية. فجزاه الله خيرا أن ذكرني بدور صديقنا في تحقيق طموحاتي.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة
لك العتبى حتى ترضى
5 سبتمبر 2009 - 21:12
|
آخر تحديث 5 سبتمبر 2009 - 21:12
تابع قناة عكاظ على الواتساب