أحيانا تضطر إلى ضرب «كف بكف»، وأنت تعيش حالات تشابه الاسم وتنافر أيما تنافر بين فعلين، فمحمد مثلا اسم لسيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام، وهو نفس الاسم الذي يحمله آخر من الممكن أن يكون رئيس عصابة أو (قتال قتلاء) كما تقول جدتي.
أيضا في الفن، فإنك عندما تسمع بـ «دويتو» فني، فإنك تتوقع عطاء مبدعين لعمل يسكن الوجدان، كان ذلك في الأمس، أما اليوم فالدويتو لايعدو كونه (أي كلام)، فالعمل الفني المشترك في الغناء والموسيقى (الدويتو) ليس جديدا على الحياة الفنية العربية، فمنذ فيلم الموسيقار محمد عبد الوهاب مع نجاة علي (دموع الحب)، كان ذلك الدويتو الشهير بينهما من أشعار أحمد رامي (محلا الحبيب.. بين المية وبين الأغصان)، ثم دويتو (مجنون ليلى) عام 1939 بصوته وصوت أسمهان في فيلم (يوم سعيد) الذي صوره النجمان أحمد علام وروحية خالد وشاركت فيه فاتن حمامة وكانت طفلة وقتذاك. أيضا هناك دويتو شهير بين محمد عبد الوهاب ورجاء عبده في فيلم ممنوع الحب.
ومن الدويتوهات الغنائية الشهيرة، تلك الإبداعات لسفيرة لبنان إلى النجوم فيروز عند ظهورها في ساحة الفن لأول مرة في ثنائي شهير (فيروز وحنان)، وكانت هذه هي البداية الحقيقية لفيروز حيث قدم الثنائي الكثير من الدويتوهات الشهيرة والناجحة مثل دويتو (سمرا مها.. والقلب لها.. ما أجملها مها)، كذلك دويتو (تعالا.. تعال.. كفاك دلال كفاك زهوا بتاج الجمال) من الحان زوج الثانية (حنان) فيلمون وهبي الذي طلقها بعد قرارها الهجرة نهائيا للبرازيل وهو الأمر الذي أتاح الفرصة لفيروز بالانطلاق للنجومية منفردة.. بينما نسمع نحن اليوم دويتوهات تملأ حياتنا بعلامات التعجب، وليس فيها أول شروط الدويتو وهو الحوار الغنائي (الديالوج)، ومقتصرة فقط على ترديد الطرفين للنص نفسه.
كانت كل هذه الأعمال الكبيرة من انتاج إذاعة (الشرق الأدنى) التي أنشأتها بريطانيا في العهد الاستعماري للوطن العربي، وتحديدا في العاصمة الأردنية عمان التي أغلقتها بريطانيا العظمى يومها عام 1956 سنة العدوان الثلاثي، عندما كانت الإذاعة قد آزرت المجهود العسكري العربي والمقاومة وعندما قدم فنانو العرب مناهضة فنية كبيرة. ويذكر أن أرشيف هذه الإذاعة يضم أحد أعمال عبد الحليم في بدايته من ألحان مدحت عاصم (الحلوة الصغيرة.. ذات الخطى المثيرة.. مرت عند المساء فانطلق الغناء).

فاصلة ثلاثية:
يقول فيلسوف: لا يمكن للمرآة أن تستحوذ على قلب الرجل بالحب وحده.
ويقول آخر: الحب ضرب من الجوع...
ويقول ثالث: الحب قبل الزواج رواية وبعد الزواج تاريخ.