لا تزال الشكوك تطل برأسها حول ارتكاب محمود سيد عبدالحفيظ عيساوي (20 عاما) جريمة قتل ابنة ليلى غفران وصديقتها، رغم أن محكمة جنايات الجيزة أحالت أوراقه إلى مفتي مصر للتصديق على الحكم بإعدامه شنقا. وتنطلق الشكوك من سرعة تحديد الجاني وسرعة الفصل فيها مقارنة بجرائم أخرى تظل لسنوات حتى يتمكن رجال المباحث من كشف ألغازها، إلى جانب شكوك أخرى يستند إليها محامي المتهم، مستندا على أخطاء عدة وقعت في الجلسة الأخيرة التي صدر فيها الحكم، وبموجب هذه الملابسات فإن محامي المتهم قرر الطعن على الحكم مستثمرا في ذلك فترة تبدو كافية قبل النطق بالحكم وهو 17 يونيو ليقدم خلالها أدلة وبراهين جديدة يحاول بها إثبات براءة موكله محمود عيساوي من قتل هبة إبراهيم العقاد ـ ابنة ليلي غفران ـ وصديقتها نادين خالد جمال الدين.
ولعله مما أثار دهشة البعض خلال جلسة الأربعاء الماضي، ترديد اسم المتهم بالخطأ من جانب حاجب المحكمة، حيث ذكر جمال بدلا من محمود مما أحدث نوعا من الاضطراب، وفور صدور الحكم أعلن محامي المتهم أحمد جمعة أنه سيطعن بالنقض على الحكم بعد الاطلاع على أسبابه ومعرفة رد المحكمة على الدفوع التي أبداها أمامها ومن بينها الطعن بالتزوير على المعاينة التصويرية التي أجرتها النيابة العامة للمتهم والتي مثل فيها كيفية ارتكابه الجريمة، مشيرا إلى براءة موكله.
وكان لافتا للنظر أيضا خلال هذه الجلسة انخراط المتهم داخل قفص الاتهام في بكاء هيستيري، قد يرتبط ذلك باصابته بنوبات صرع، وترديده شتائم وسباب لرجال الشرطة والنيابة. وأكد أنهم طالما جعلوا منه سفاحا فإنه سيقتلهم إذا تمكن من ذلك، وأثار لغزا بقوله: "أنا هاموته خالص"، وهو التعبير الذي أثار دهشة الفنانة ليلى غفران، متساءلة "هو يقصد مين بكده؟"، بينما أكد المتهم أنه قد تعرض لتعذيب شديد لإجباره على الاعتراف بارتكاب الجريمة.
وأكدت تحقيقات النيابة أن المتهم عيساوي قد اختبأ للضحيتين ثم دخل إلى الفيلا التي كانتا متواجدتين فيها في حي الندى في مدينة الشيخ زايد في السادس من أكتوبر, حيث قام بقتلهما وسرقة تليفون محمول ومبلغ 400 جنيه.
وأبرزت التحقيقات أنه من بين الأدلة المادية على ارتكاب المتهم للجريمة، أن النيابة في بدء التحقيق مع المتهم تبين لها وجود دماء على ملابسه فقامت بتحريزها وإرسالها إلى الطب الشرعي الذي أثبت وجود تلوثات دموية بها تطابقت مع البصمة الوراثية للمجني عليهما هبة ونادين، وكذلك تلوثات دموية من الخلف تطابقت مع البصمة الوراثية للمتهم، وهو ما أكد أن هذه الملابس خاصة به وأنه ارتداها أثناء ارتكابه للجريمة.
كما كشف المعمل الجنائي أن عينة الدماء التي عثر عليها على السور الداخلي للحديقة المطلة على الفيلا "مسرح الجريمة" وعلى فرع الشجرة المجاورة للفيلا هي دماء المتهم وليس سواه. ومن بين هذه الأدلة أيضا أن والد نادين كان قد أبلغ النيابة أن الهاتف المفقود الخاص بابنته ماركة (نوكيا 1200) فضي اللون، وأن نادين كانت تستخدمه على خط اتصالات "زين" السعودي وأعطي للنيابة رقم التسلسل الخاص بالهاتف، الذي تم من خلاله تتبع الهاتف حيث تم الكشف عن أن مستخدمه شخص يدعى محمد ضرغام، وأنه استخدم الشريحة الخاصة برقمه من داخله، حيث تم القبض عليه واعترف بأنه أخذ الموبايل من المتهم محمود عيساوي مساء يوم 27 نوفمبر الماضي، وهو يوم ارتكاب الجريمة.
أما مرافعة دفاع المتهم فقد طالب فيها ببراءته، مشيرا إلى أن المتهم أجبر على الاعتراف، وهذا يتضح من المعاينة التصويرية التي قدمها للمحكمة في الجلسة الماضية، مقررا أنه ظهر بها عدد من رجال المباحث يخاطبون المتهم.
واتهم دفاع المتهم النيابة العامة بتزوير محاضر التحقيقات بالاشتراك مع رجال المباحث أثناء وجودهم بجوار المتهم في المعاينة التصويرية.
يذكر أن الفنانة ليلى غفران غادرت جدة أمس الأول بعد ادائها العمرة والزيارة فور صدور الحكم.
قاتل هبة ونادين يتحول إلى لغز .. وليلى تؤدي العمرة
شكوك الصرع تعزز الطعن في قضية ابنة غفران
19 أبريل 2009 - 22:26
|
آخر تحديث 19 أبريل 2009 - 22:26
تابع قناة عكاظ على الواتساب
هناء البنهاوي ـ القاهرة