أوضح الدكتور ضياء الحاج حسين استشاري الروماتيزم في جدة أن التهاب المفصل التنكسي أو الفصال العظمي، هو أكثر أنواع الروماتيزم شيوعا، وتزداد الشكوى في هذا الجانب بالخشونة الثانوية التي ليس لها سبب وراثي، ولكن لها عدة أسباب، منها تعرض المفصل للمرض أو زيادة الوزن أو حدوث كسر سابق بالمفصل، حيث إن حمل التأثير المتكرر يؤدي إلى قصور المفصل، وهو ما يعتبر مسؤولا عن الانتشار الكبير للمرض في مواضع معينة، مثل: الكتف والمرفق عند قاذف كرة البيسبول، ومفاصل اليد عند الملاكمين، والركبة عند لاعبي كرة السلة، وعند الذين يتطلب عملهم ثني الركبة، ويعتبر أكثر عند الرجال. ويضيف د.ضياء الحاج: أن تقدم السن والاستخدام المتكرر للمفصل والبدانة من عوامل الخطر لهذا المرض، وفي أكثر الأحيان تكون الخشونة نتيجة لضعف العضلات الناتج عن قلة التمارين الرياضية، ونجد في الواقع أن أكثر المشاكل المرتبطة بهذا المرض، قد يكون مردها إلى ظروف الكسل التي نحياها أو نوع الأحذية، خصوصا لدى الإناث، ولا ننسى دور العوامل النفسية والاجتماعية في الألم المفصلي. ويكشف د.ضياء الحاج أن هناك تلازما بين البدانة وخشونة الركبة، وأن زيادة الوزن هي أكثر العوامل مصادفة في خشونة الركبة، حيث تؤدي زيادة الوزن للتأثير على الركبة أكثر من الورك أو عنق القدم. وتفرض البدانة إجهادا إضافيا، ليس فقط نتيجة زيادة الوزن، ولكن بسبب عيوب الوضعية أيضا، ذلك عندما يحمل البطن المتدلي والفخذان المكنزتان الركبتين إجهادا خارجيا، سواء في أثناء الوقوف أو المشي، كما أن زيادة الوزن بمقدار كيلو غرام واحد عن الوزن المثالي، يزيد من احتمال الإصابة بخشونة الركب بنسبة 14-33 % بحسب مكان الخشونة، فلنتخيل ما هي نسبة الإصابة بالخشونة عندما يتجاوز الوزن 10 كغ عن الوزن المثالي، وأما العوامل الأخرى، فهي: كسر سابق أدى الى عدم انتظام السطوح المفصلية واحتكاك مستمر بالغضروف أو مرض سابق أدى إلى تأذي السطوح المفصلية، خاصة (الروماتويد)، أو عدم تمادي محور الفخذ والساق بشكل طبيعي، كما في الساق المقوسة أو ما يسمى بالركبة الروحاء.
وعن الأعراض، يواصل د.ضياء الحاج: تتمثل الأعراض والعلامات بالألم والتيبس ويزداد هذا الألم مع استعمال المفصل، بينما يخف كثيرا بالراحة، ولكنه مع تطور المرض قد يصبح دائما. ويكون هبوط الدرج أكثر إيلاما من صعوده، فقد ثبت بأن نزول الدرج يزيد الحمل على المفصل ثلاثة أضعاف الوزن، وقد يحدث الألم بعد الجلوس لفترة طويلة.
وينصح د.ضياء الحاج البدينين المصابين بهذا المرض، أن يخففوا من وزنهم، وأن يتجنبوا الوقوف المديد واستعمال الدرج، وبالرغم من إزالة الأعراض، إلا أن التبدلات العضوية داخل المفصل غير قابلة للتراجع وإعادة أنسجة الغضاريف لأصلها، أمر غير ممكن، كما أن عدم استعمال المفصل المصاب، بسبب الألم يؤدي إلى الضمور العضلي، لذلك فإن أفضل الطرق هي إجراء تمارين فعالة لتقوية العضلة مربعة الرؤوس الضامرة، كما يمكن للمعالجة الحرارية الموضعية أن تخفف الألم والتيبس، ويعتبر استخدام الدش الحراري أو الاستحمام من أقل الطرق كلفة وأكثرها ملاءمة لتخفيف الأعراض.
ويؤكد د.ضياء الحاج أنه يوجد حاليا في الأسواق مادة هلامية تدعى الهيالورونات، تعطى على شكل إبر في الركبة، وسعرها يعتبر غاليا جدا، وقد لا يستفيد منها أكثر من 20-30%، ولكنها لا تفيد في الحالات الشديدة، بل يمكن التفكير بالتدخل الجراحي، وأنصح المرضى بالابتعاد عن حقن الكورتيزون في الركبة، بالرغم من أنها تشعرهم بالراحة لفترة قصيرة، وذلك لأن تكرارها قد يؤدي إلى تحطم المفصل، كما توجد في الأسواق بعض المواد التي تساعد على الحفاظ على الغضروف، وبالرغم من قلة تأثيراتها الجانبية، لكن لابد من إجراء المزيد من الدراسات لإثبات فوائدها، كما لا ننسى دور العلاج الطبيعي والإبر الصينية مع إعطاء نظام غذائي معين للمساعدة في علاج بعض الحالات التي لا تستجيب إلى العلاجات التقليدية، ولا ترغب في التدخل الجراحي، ولابد من الطبيب العام أو المختص بالروماتيزم، تحويل الحالات الشديدة من الخشونة، إلى الطبيب المختص بالعظام، لاستبدال المفصل، الذي يعتبر الحل النهائي للخشونة الشديدة.
تحذير طبي من تكرار حقن الكورتيزون في الركبة
1 مارس 2009 - 21:03
|
آخر تحديث 1 مارس 2009 - 21:03
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ليلى عوض - جدة