-A +A
تحليل : علي الدويحي
يدخل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اليوم السبت تعاملاته بنفسية أقل ارتياحا من الأيام السابقة وذلك لعدة أسباب من أبرزها الحالات الفنية، وفي مقدمتها انتهاء محفز نتائج أرباح الفصل الثالث إضافة إلى تشابك المؤشرات الفنية بسبب حدة القلق والخوف لدى المتعاملين وعدم استقرار السوق وإن كان ساهمت الفترة الطويلة لعدم استقراره في جعلها ميزه يتفرد بها عن باقي الأسواق المجاورة الناشئة بغض النظر عن تأثيرها على عدم اعطاء السيولة الاستثمارية فرصة بالدخول والاستثمار، وذلك لكثرة الدورات العنيفة بين الهبوط والصعود التي لا تنسجم مع رؤية السيولة المؤسساتية التي تبحث دائما على مؤشر عام معتدل ومتوازن في تحركه وعن هبوط وارتفاع أسهم أكثر منطقية.
من الناحية الفنية انحصرت الحالة النفسية في السوق المحلي مؤخرا في تتبع تداعيات الأزمة الحالية ومدى تأثيرها على الأسواق الاخرى فعلى سبيل المثال مدى تأثير الإغلاق الأسبوعي لاغلب الاسواق المالية و في كثير من البلدان على السوق المحلي حيث اصبح يتتبع ويدقق في تلك الاغلاقات قبل الشروع في الاستئناف أو إغلاق تعاملاته كما حدث في تعاملات الفترة الأخيرة من جلسة يومي الثلاثاء و الأربعاء الماضيين ونتوقع أن يكون لها تأثير مع بداية استئناف تعاملات السوق السعودي اليوم إضافه إلى سير المؤشر العام للسوق المحلي والقائد الحقيقي له سهم سابك في اتجاه واحد .

ووفقا للمؤشرات الفنية التي اشارت أغلبها إلى أن المؤشر العام يبحث عن قاع جديد بالتزامن مع سهم سابك الذي يبحث عن قاع جديد ، ويمكن معرفة والتأكد من ذلك خلال تعاملات اليوم وغدا الأحد أثناء قضاء الإجازة الأسبوعية لتلك الاسواق ، فالمؤشر العام في السوق المحلي جاء آخر اغلاق له في منطقه سلبية، و مازال يقع داخل قناة هابطة نتيجة اصطدامه ولأكثر من مرة بالسقف العلوي لهذه القناة حيث انحصر بين مستويات 6995 نقطة كسقف علوي وبين 5639 نقطة كسقف سفلي ، في حين انحصر سهم سابك ما بين سعر 85 ريالا ودعم 77 ريالا ، حيث يتطلب من المؤشر العام أن يغلق اليوم بين مستوى 6294 نقطة وخط 6345 نقطة وذلك في أسوأ الظروف وأن لا يكسر خط القاع السابق في حال الهبوط والمحدد عند مستوى 6121 نقطة ، مع ملاحظة أن حجم الكميات يلعب دورا مهما وكذلك السيولة ، فعلى سبيل المثال كان سهم سابك كسر سعر 85 بكميات ضعيفة نوعا ما، وكذلك ارتفاع أو انخفاض حجم السيولة له دوره البارز في تحديد اتجاه السهم فمن أبرز الأسباب المؤدية الى عدم ثبات السيولة اليومية في الفترة الماضية أنها كانت ومازالت عبارة عن سيولة مضاربين تتركز في شركات معينة ، جاء القطاع البتر وكيماوي من أبرز تلك الأسهم وذلك على حساب تجاهل باقي الأسهم وفي مختلف القطاعات فقد تجاوزت في أوقات نحو 10 مليارات وسجلت أقل قاع في يوم اخر عند مستوى 1،4 مليار ريال ، ويمكن تفسير ذلك خروج تلك السيولة من القطاعات التي كانت ترتكز فيها ويدعم هذا التفسير التوقعات بهبوط قطاع البتروكيماويات نتيجة تأثره بالأزمة وما يجري حاليا هو اجراء استباقي لتغيير الإستراتيجية في الفترة القادمة بالنسبة للمضاربين في هذا القطاع ، مع ملاحظة أن الأسعار لم تعد هي من يحدد عملية البيع والشراء بدليل أن الأسعار مغرية للسيولة الاستثمارية ونلاحظ عدم الشراء أو البيع وهذا يمكن تكون فرصة في القريب حيث هناك عدة أشكال ونماذج فنية إيجابية في طور تشكيلها ولكن يستحسن عدم التطرق اليها حاليا ومن الافضل تركها حتى تتضح الرؤية بشكل عام حيث لايحتمل الوضع مزيدا من المغامرة فمن المهم تتبع المعلومة والأخبار الاقتصادية فهي الأكثر تأثيرا.
ومن المنتظر أن يدخل المؤشر العام للسوق وهو يملك العديد من نقاط الدعم والمقاومة حيث يملك نقطة ارتكاز عند مستوى 6226 نقطة وهي نقطة متحركة، ويملك خط دعم أول عند مستوى 6056،58 نقطة وخط دعم ثان عند مستوى 5780،77 نقطة ، ويملك خط مقاومة أولى عند مستوى 6331 وخط مقاومه ثانية عند مستوى 6501 نقطة، وهذه مستويات دعم ومقاومة للمضارب اللحظي واليومي حيث من الصعب حاليا التعامل مع السوق نتيجة المتغيرات المتسارعة بسبب طغيان الأخبار سواء الإيجابية أو السلبية على حركة المؤشرات الفنية.