-A +A
فوز بنت جماح الغامدي fauz_g@
في تصريح واضح قدمته أخصائية نفسية في برنامج فضائي على الشاشة وصفت اتجاه الأطفال للألعاب الإلكترونية وبعدهم عن القراءة والاطلاع بـ«الإدمان الذهني»، وربطت الإدمان الإلكتروني بخطر يهدد أطفال العالم، وإصابة الطفل بالتوحد والعزلة، والفشل، وصعوبة التواصل مع المجتمع، والتأثير الضار على الذاكرة على المدى الطويل، والانطواء والكآبة، والإصابة بخمول الدماغ وإجهاده، وضعف الذاكرة طويلة المدى، وقد تتسبب في الإصابة بالصداع، والإجهاد العصبي والإحساس بالإرهاق، ناهيك عن التأثير الضار على العينين وضعف النظر، والخمول، والهذيان الذهني، وميل الأطفال للعدوانية المفرطة.

هذه التأثيرات السلبية على الأطفال تطرح استفهامات مهمة؛ أبرزها: هل أصبحت القراءة هي الدخيلة على عالم الإلكترونيات و«الميديا» المتنوعة؟، وهل ضعف التحصيل العلمي والرسوب والفشل الدراسي عند بعض الأطفال سببه الرئيسي الإدمان الإلكتروني؟.


وهذا يجعلنا نتساءل: ما دور القراءة في حياة الأطفال؟، وإلى أي مدى تسهم في نموهم وتكوين مستقبلهم؟، وما دور الأسرة في تنمية ميول الأطفال في القراءة وتشجيعهم عليها؟.

كل طفل لديه احتياجات نفسية وذهنية، وعندما توفر له كتب وقصص تلبي احتياجاته، خصوصاً كتب المعلومات التي تقف في مقدمة الوسائل التي يمكن عن طريقها إشباع هذه الحاجة.

لابد أن يدرك الطفل العالم من حوله لتنشأ لديه حاجة مهمة من حاجاته العقلية، وهي الحاجة إلى الاستطلاع، ويجب أن يتعرف على أشياء كثيرة تحيط به، يؤثر فيها أحياناً وتؤثر فيه أحياناً أخرى، وهو في كل موقف يطرح أسئلة كثيرة ينشد الإجابة عليها.

أخيراً..

وهنا مسؤولية الأسرة: كتاب يشترى كل أسبوع ويقرأ على مدى عشرة أسابيع متصلة، خير من شراء عشرة كتب مرة واحدة لا يقرأ منها شيئاً، ومما يؤسف له أن ثقافة الطفل لم تدخل بعد في حياة كثير من الأسر العربية؛ سواء كان ذلك في برنامج حياتها أم في ميزانيتها.. فما أجمل أن يكون الكتاب جزءاً أساسياً من الحياة العادية للأسرة.