-A +A
عبده خال
كل عام وانتم بخير.
الزمن أداة قاطعة، ليس له مدى.
ولأننا نتف صغيرة في هذا السجاد اللامتناهي نفرح كثيرا حين تمضي السنة ونحن لانزال عالقين في خيوط الايام.
إن التأمل في حركية الزمن تجعل المرء يخرج أحكاما لايستطيع اثبات حقيقتها كون عمره القصير يجعل الحكم مبتسرا.
وثمة تأمل يفضي الى رؤية ربما لاتكون صائبة على المدى البعيد لكن المرء يستند على المقولات الدينية التي تساعده في مواصلة هذا التصور.
ونحن كمسلمين لم نتنبه للنظرية الهندسية القائلة بأن الدائرة هي أكمل الاشكال، لم نتنبه لهذه النظرية الا عندما جاءتنا من النظريات الهندسية التي أفرزها الفكر الغربي بينما عباداتنا كلها دائرية، والزمن دائري وحياتنا دائرية، فعلى مستوى العبادات سنجد أن الطواف دائري، والصلاة دائرية، والزكاة دائرية، والحج حتى النطق بالشهادتين دائري، وسريان الافلاك، والدورة الدموية، واكتمال الغذاء، وحساب الوقت، واكتمال المزاج، وتوعك المزاج، والزواج، والحب، والصحة، والمرض، دوائر لا تنتهي كلها في منظومة فلكية، تكبر لتصل الى الكواكب والمجرات وتصغر الى لحظة فقس حشرة متناهية الصغر وتتضاءل الى أصغر وحدة سواء كانت الخلية أو الذرة.
هذه الدائرة هي مبعث اللذة فينا جميعا..وهاهو رمضان يأتي بشكل دائري.
هذه الدائرية هي التي تبقي الاشياء في صيرورتها وتجعل الانسان يتجدد كلما وقف على نقطة بدايته لينطلق في محيطة الدائري حتى إذا انهى دورته تهللت أساريره وتمنى أن يواصل دورانه كي لايخرج خارج الدائرة المحسوسة بالرغم من بقائه في دائرة اخرى نحن لانخضع لمنطقيتها.
وأجمل تعبير يمكن للمرء أن يقف عليه هو جملة : (دوائر الزمن)، فهذه الجملة رغم مرورنا بها على عجالة لانقف بتاتا لتفكيكها ومعرفة، في أي دائرة نحن، وماهي الدوائر التي نحن متصلون بها.
ولا أريد ان أدخل في عبثية السفسطة الرياضية حين تلغي الوجود كاملا لأن النقطة فرضية وكل ماتمدد من هذه النقطة يصبح حالة فرضية أيضا.
ربما سيجد بعض القراء لهذه المقالة عسر هضم أو عسر فهم الا أنني أقول حتى الفهم هو حالة دائرية تصيب الافراد كما تصيب الجماعات، فإذا لم تستكمل الدائرة يكون الفهم عصيا..ولأننا لم نكتشف أهمية الدائرة من خلال عباداتنا التي نؤديها من مئات السنين فبالضرورة أن نبقى أسرى المقولات الميتة التي لاتبتعد كثيرا عن فترة زمنية قصيرة جدا تؤسس للسقوط والتراجع والخور.
رمضان كريم، متمنيا أن يوقظ أرواحنا النائمة.

abdookhal@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة