-A +A
أوصاف الفارس Awsaf_alfares@
حياتنا لا تنتهي عند سن أو رقم معين، العمر ينتهي عند انتهاء الإبداع والطموح، وعند التوقف عن خلق الأفكار. في الوطن العربي يكون السن مشكلة ونحن في عز شبابنا، ومشكلة أكبر ونحن في خريف العمر، وإذا ما فكرنا جلياً نجد أننا نعقّد حياتنا بأمور تافهة. عندما نكون في عمر الورود نتشوق للكبر ونحلم بسن الرشد الذي يخولنا اختبار مغامرات كثيرة، ويجعلنا نستقل براينا وعيشنا وعندما نكبر في أجواء غير مريحة مليئة بالحساسية تجاه العمر نصبح سجناء لعقارب الزمن.

قائمة الأسماء التي وصلت إلى العالمية وطرقت باب النجاح في مرحلة متقدمة من العمر قائمة كبيرة وطويلة، ولا يمكن أن نحصيها في عجالة، إنما المغزى السعي للنجاح والإبداع اللذين لا يعترفان بعمر أو رقم وما يسميه البعض بالحظ، بل أعتقد أنه من الأصح تسميته بالفرص، ففي كثير من الأحيان تأتي الفرص ولا نغتنمها ونلقي باللوم على الحظ ونبكي على أطلال وهمية.


لا يزال أمامك الكثير من الوقت للعودة إلى طفولتك، فالقلوب لا تشيخ، اجعل لنفسك مساحة خاصة تكون فيها بعيداً عن الصخب والضوضاء المحيطة بك.

اعلم أن عدد سنيّن عُمرك هي مجرد أرقام زمنية مرت وتمر عليك في حياتك، وتلك الأرقام لا تحتاجها إلا لتنمو في المؤسسات بدءاً من الأسرة وحتى المجتمع الكبير، وذلك الرقم الموجود في وثيقة ميلادك يحدد لك موعد التحاقك بالمدرسة أو دخولك العمل وغيرها من الأمور الدنيوية، وتلك الأرقام يحددها الآخرون ولا دور لك فيها، لكنّ هنالك أرقاماً يحددها القلب بأمر منك، فاحرص على عدم رفع سقفها الرقمي، فكم من شخص يبدو في عز شبابه وهو في الستين، وكم من شاب حكم على نفسه دخول عالم الشيخوخة مبكراً.

المرء لا يعيش مرة، إنما يعيش كل يوم، ويموت مرة.