وحيد حامد
وحيد حامد
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@

أبى الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد أن يودع الدنيا في 2020 عام الكورونا، وظل صامداً، ليضيف أولية جديدة لتاريخه العامر بالأوليات، بشكل مختلف هذه المرة، مسجلاً أول فقد في الوسط الأدبي والفني في العام الجديد 2021، إذ رحل عن عالمنا فجر اليوم (السبت) 2 يناير، إثر أزمة صحية عن 77 عاماً. فيما أكد أطباؤه أنه يعاني منذ فترة من مشاكل في الرئة وضعف في عضلة القلب، بينما تدهورت صحته عقب المجهود الكبير الذي بذله خلال الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي.

ولد حامد، في قرية بني قريش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية في 1 يوليو 1944، وأتم بها تعليمه حتى المرحلة الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1963 لدراسة الآداب قسم اجتماع، وعمل على تثقيف نفسه لسنوات مطلعاً على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائراً للمكتبات والسينما والمسارح ليحقق حلمه أن يصبح كاتباً مميزاً للقصة القصيرة والمسرح الذي تعرف عليه عبر بوابة شكسبير، ثم خاض أطول تجاربه الصحفية بالكتابة في العديد من الصحف اليومية والمطبوعات، إلى أن ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب بعنوان «القمر يقتل عاشقه»، متتلمذا على يد الكاتب الكبير نجيب محفوظ والمفكر عبدالرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس الذي اعتبره صاقل موهبته وفكره، وموجهه الأول للكتابة في مجال الدراما، وهو ما نجح فيه بامتياز، إذ كتب عشرات الأفلام التي أثرت في حياة الشعوب العربية.

حين اتجه حامد للكتابة للإذاعة المصرية، نجح في تقديم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات وصلت إلى 35 عملاً، إضافة إلى 4 سباعيات وخماسيات، و3 مسرحيات، ثم انتقل إلى السينما ليملأ الدنيا ضجيجاً بأكثر من 40 فيلماً روائياً طويلاً حصد من ورائها أكثر من 27 جائزة محلية ودولية، آخرها قبل 20 يوماً من نهاية 2020، إذ حصد جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42 الذي اختتم أعماله في 10 ديسمبر الماضي.

شكل حامد مع الزعيم عادل إمام ثنائية فنية حققت نجاحاً كبيراً، إذ قدما معاً عدداً من الأفلام، أهمها، الهلفوت، الإرهاب والكباب، المنسي، اللعب مع الكبار، طيور الظلام، النوم في العسل، وعمارة يعقوبيان. كما لم يمل طوال حياته من تقديم الأعمال الاجتماعية ذات البعد السياسي، إذ غاص بقلمه في عمق قضايا المجتمع، ليضع بصمته الخاصة على صفحات التاريخ الدرامي، فحظي بشعبية واسعة ما أهله للقب أفضل كتاب السيناريو المعاصرين، ومن أبرز أعماله السياسية الاجتماعية: غريب في بيتي، البريء، الراقصة والسياسي، الغول، معالي الوزير، بنات إبليس، التخشيبة، آخر الرجال المحترمين، رغبة متوحشة، والأولة في الغرام وأخيراً قط وفار.