-A +A
عبده خال
هل حن العالم الغربي للاستبداد؟

هذا السؤال ليس ساذجا، بل عودة إلى طبيعة التسلط، فالاستبداد سمة جوهرية في تركيبة السيطرة، ومنع أي معارضة تنشأ بين المجاميع.


والعالم الغربي وصل إلى المرحلة المتقدمة في إنشاء أنظمة ديمقراطية تمكن الفائز في الانتخابات باعتلاء سدة الحكم، إلا أن هذا الانتخاب يمكن أن تشوبه مغالطات كثيرة، ومع ذلك ثمة ارتضاء بالنتائج.

وجوهر الاستبداد يظل قائما سواء لدى الفائز أو المهزوم.

ويمكن وضع الرئيسين ترمب وبايدن في الواجهة، فالفرد منهما تحركه رغبتان: رغبته الخاصة، ورغبة حزبه للوصول إلى السلطة، والسلطة في ذاتها هي مستبدة.

ومناقرة الرئيسين (وحزبهما) شكل من أشكال الصراع المتحضر الناعم، ومهما كانت نعومته فالمستخلص منه بحث الطرفين عن السلطة للسيطرة (الاستبداد)..

والرئيس ترمب كشف أنه بالإمكان نزع ورقة التوت، وظهوره بمظهر المستبد غير الراضي بالتخلي عن السلطة، بغض النظر عن الإجراءات المتخذة في نقلها سلميا، وفي تصرفه كشف عن حقيقة أن السلطة مستبدة حتى لو ادعت أنها سمت، وتخلصت من شوائب العهد البربري..

وصورة أخرى تؤكد أن السلطة مستبدة في جوهرها، ما حدثه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تجريم تصوير رجال الشرطة، فهذا التجريم أو القرار وعقوبته (سجن سنة وغرامة مالية مرتفعة) ما هو إلا استبداد مخفٍ، وأن يصدر قرار مثل هذا هو يؤكد اختلاف المفاهيم حول النقطة الواحدة، فالرئيس الفرنسي صرح أنه لا يستطيع منع حرية الرأي في قضية الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي قرار تجريم تصوير رجال الشرطة هو تدخل سافر في حرية الصحافة، إذ إن الصورة دليل جازم للصحفي لما يحدثه رجل الشرطة من انتهاكات.

فهل يكون جوهر الاستبداد ناقضا للدمقراطية الغربية؟

وبتبسيط مخل يمكن التأكيد أن السلطة -في أي مكان- ما هي إلا البحث عن السيطرة بغض النظر عن القيم والمبادئ التي تحاول جذبها إلى ميزان العدل.

abdookhal2@yahoo.com

كاتب سعودي