-A +A
ريهام زامكه
بحكم أنني كاتبة أو -هكذا أبدو- أُسأل كثيراً؛ هل لديكِ مؤلفات أو كُتب ؟ (فاستزرف) دائماً وأقول:

(كتاب حياتي يا عين، ما شفت زيه كتاب) فهل هذا لا يكفي ؟! فيغسل السائلون أيديهم مني ويصلهم الجواب.


تُرى هل التأليف دليل على الثقافة؟ وهل ليكتمل (برستيج الكاتب) لا بد أن يكون في حصيلته مؤلفات وكُتب وروايات ؟!

نحن (معشر الكُتاب) نكذب، عفواً نكتب ونؤلف كل يوم على رؤوسكم، فهل هذا لا يكفي يا أحبة ؟

يبدو أنه لا يكفي بالفعل، فحتى تُصبح (مثقف كامل الدسم) لا بد أن تنشر لك أي دار نشر (تَرللي) لا يهمها رصيدك الفكري ولا الثقافي أي ورق حتى ولو كان (ورق عنب) !

فاليوم أصبح كل من (هَب ودَب) مؤلفاً عظيماً له كُتب على أرفف المعارض والمكاتب وهو لم يكتب في حياته سوى اسمه !

لذا عَزمت وقررت أن أبحث عن النجاح وأطور من ذاتي أكثر لأصبح (مؤلفة) يُشار إليها بالبنان، ففُلان وعِلان وفيحان وحديجان ليسوا أحسن مني.

بدأت أبحث وأقرأ في كتب (تطوير الذات) ومجال التنمية البشرية، ليس لشيء إلا لأن جميع المحسوبين على (السَقافة) دائماً ما (يهايطون) على الآخرين بقراءاتهم الغزيرة في تطوير الذات، بل وبعضهم قد ألّف كتباً في هذا المجال !

قرأت أول درس وهو لصديقي الدكتور «ستيفن كوفي» يقول:

«إن تطوير الذات مثل البنزين بالنسبة للسيارة، فهل في مرة وجدت شخصاً يسير بسيارته دون أن يملأها بالبنزين؟».

فأقنعني، ولكن لأني إنسانة عَملية ولا أحب التعقيد ولا (الفلسفة) الزائدة لأن (تانكي) البنزين في مُخي فارغ تماماً، قلت لنفسي سأترك السيارة بلا بنزين وأطلب سيارة من (أوبر) وكان الله يحُب المُحسنين يا (ستيفن).

ثم انتقلت للدرس الثاني وكان يتحدث عن طريق الإنسان الذي يسعى للطموح والتطوير والتميز والنجاح، فقلت لذاتي هذا هو الطريق الذي تبحثين عنه مُنذ زمن يا بنت، فنسيت الدرس ودندنت لا شعورياً بأغنية للفنان عبادي الجوهر تقول:

«سكة طويلة والبراري قفار» وأعتقد أنه حين غناها كان يقرأ في نفس الكتاب، ثم عدت لهدفي وكتابي (المُمل).

فوصلت إلى الدرس الثالث وكان: «لن تستطيع أن تكون مؤلفاً بارعاً وأنت تُشبه الطاهي المحترف «الشيف» الذي لا يأكل !

فكيف لك أن تطوّر مهاراتك في الطهي وأنت لم تُجرب أطعمة جديدة؟»، فقلت لذاتي المُتطورة نعم صحيح هذه هي الدروس العظيمة وأغلقت الكتاب وطلبت (سوشي).

أعتقد أن موهبة التأليف ليست بحاجة إلى كُتب تطوير الذات (الخربوطية)، فالمؤلفون (على قفى من يشيل) والكتابات متفاوتة، وكما قال العم «عباس العقاد» عن رأيه في الكتب التافهة:

«ليس هناك كتاب أقرأه ولا أستفيد منه شيئاً، فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته أني تعلمت شيئاً جديداً هو: ما التفاهة؟ وكيف يكتب الكتاب التافهون؟ وفيم يفكرون؟

ما علينا؛ أبشركم من بعد كتابي (مين اللي طفى النور)،

ترقبوا كتابي (الصادم) عفواً القادم الذي سوف يعلنون عنه قريباً ويكسر الدنيا وسيكون بعنوان: (بس يا واد بلا بهلله) !

Rehamzamkah@yahoo.com