تحت دوي هذا الهتاف الجماعي، شيع يوم الاثنين 28/ 7/2008، جنازة المخرج المصري (اللبناني الأصل) والعالمي الكبير يوسف شاهين، والذي يعتبر من قبل صناعة الفن السابع بحق، آخر عمالقة السينما المصرية، وذلك إلى مثواه الأخير في مقابر عائلته في مدينة الإسكندرية، التي ولد ودرس وترعرع فيها ، حيث توفي عن 82 عاما، واللافت هو المشاركة الشعبية المحدودة (حوالى1500 مشيع) رغم شهرته الواسعة في داخل وخارج مصر، كمخرج ومثقف كبير، وبمواقفه الصلبة والشجاعة في الدفاع عن قيم الحرية والعدالة والمساواة، وتبنيه لقضايا وهموم ملايين الناس (الغلابة) في مصر والعالم العربي، والتي عكسها في إنتاجه الفني، على مدى عمره الفني المديد وغزارة إنتاجه. هذا الغياب الشعبي عوضه الحضور القوي لقادة وممثلي أحزاب المعارضة (الوفد، التجمع، الكرامة) ، ومشاركة وفد رسمي مكون من وزيرين يمثلان رئاسة الجمهورية والحكومة المصرية بالأضافة ألى المحافظ ، إلى جانب بعض السفراء الأجانب كما شارك في التشييع المئات من المثقفين والإعلاميين والفنانين المصريين تقديراً منهم للدور الكبير والريادي الذي لعبه الراحل على صعيد تطوير السينما المصرية من حيث الشكل (التقنيات الفنية)، والمضمون (الإنساني) الرفيع، حيث أخرج ما يقارب من 37 فيلماً طويلاً وخمسة أفلام قصار حصيلة حياته المهنية على مدى أكثر من نصف قرن، العديد منها (12 فيلماً) اعتبرت ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ونال عدة أفلام منها جوائز دولية في مختلف دول العالم، أهمها جائزة الانجاز العام (الذهبية) من مهرجان كان السينمائي (1997) بمناسبة مرور خمسين عاما على انبثاقه. وقد نعاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قائلا «فقد الفن السابع لتوه أحد أشهر المساهمين فيه، يوسف شاهين المتعلق بمصر المنفتح على العالم، مخرج ملتزم ومدافع عن الحريات الفردية والجماعية».
وتضمنت أعماله العديد من المواضيع (الاجتماعية والسياسية والتاريخية والفكرية) ذات الأبعاد الوطنية والقومية، التي أثارت ردود فعل (ايجابية) واسعة بين الأوساط الشعبية، والنخب الثقافية المصرية والعربية في الآن معا، غير أنها في الوقت نفسه ألبت عليه السلطات السياسية، وذلك بسبب آرائه النقدية ألتي تضمنتها أعماله الفنية والذي اضطرته إلى العيش في الخارج فترة طويلة غير أنه عاد إلى مصر، كما لم يخف معارضته في ما بعد، وفي الوقت نفسه تعرض إلى هجوم حاد من قبل الجماعات الأصولية في السنوات الأخيرة ، ومن أهم أفلامه المبكرة التي تحدثت عن الصراع الطبقي/ الاجتماعي، وتعرية وإدانة وحشية الإقطاع والرأسمالية في مصر نذكر «الأرض» و«صراع في الوادي» و«صراع في الميناء» و«باب الحديد».


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 147 مسافة ثم الرسالة