-A +A
خالد السليمان
بلغ الدعم السعودي للبنان خلال الفترة من ١٩٩٠-٢٠١٥م أكثر من ٧٠ مليار دولار، ساهمت في إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب الأهلية ودعم الاقتصاد اللبناني خلال الأزمات التي مر بها لبنان، وفي جميع المراحل كانت المساعدات السعودية تستخدم لتضميد جراح لبنان في كل مرة تنزف فيها بسبب سياسات وحروب حزب الله !

هذه المرة كان للسعودية موقف مختلف، موقف صريح وشفاف للبنان الداخل وللمجتمع الدولي، السعودية لن تستمر في دفع فواتير حزب الله، وعلى اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه بلادهم، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه عبث حزب الله داخليا وإقليميا !


لم يعد ممكنا أن تستمر السعودية في دفع المليارات للبنان صباحا وتلقى الشتائم على شاشاته ليلا، هذا الوضع لم يعد يتناسب مع المرحلة الجديدة للسياسة الخارجية السعودية، فالمال السعودي لا يهبط من السماء ولا ينبت في الصحراء، وأولى به التنمية الوطنية من لصوص وبارونات وزعران السياسة في دولة يسيطر عليها حزب إرهابي يجاهر بعدوانيته للسعودية ويعمل سرا وعلانية على ضرب مصالحها واستهداف أمنها ومس سلامة شعبها !

لا شيء يجبر السعودية على تحمل نفاق السياسة اللبنانية وانفصام شخصيتها بين الصداقة والعداوة، وما لم يتحرر لبنان من هيمنة حزب الله وحلفائه المتاجرين بسيادة لبنان وقوت اللبنانيين وتعود الكلمة فيه للعقلاء والشرفاء، فإن المياه السعودية الثمينة لن تهدر في سقي الأشواك !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com