-A +A
علي محمد الحازمي
صباح الخير يا أهلنا الأعزاء في الجنوب عامة ومنطقة جازان خاصة..

إننا نعلم حجم الارتفاعات التي لا مبرر لها لفواتير الكهرباء والانقطاعات والأعطال المتكررة لتيارنا الكهربائي لديكم في فصل الصيف مقارنة بباقي مدن المملكة. نعترف لكم بأننا سئمنا من تكرار الاعتذارات (المغلفة) التي نجهزها لكم منذ الشتاء ونعلم يقيناً أنها باتت لا تقدم ولا تؤخر لديكم وتقابلونها بالسخرية في مجالسكم، وعلى الرغم من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في المنطقة الجنوبية على وجه العموم وجازان على وجه الخصوص مما تسبب في إتلاف أجهزتكم الكهربائية وفساد أطعمتكم إلا أنكم أكرمتمونا بعظيم صبركم وتحملكم طيلة عقدين من السنوات الماضية.


لهذا قررنا، اليوم، أن نعترف لكم عن أسباب ارتفاع فواتيركم والانقطاعات المتكررة للكهرباء، ولكم أن تسموا اعترافنا هذا ما تشاؤون: سمّوه، مثلاً، يوم الاعترافات العالمي، أو يوم المصارحة العالمي، أو يوم الإقرار بالذنب لعلنا نحظى بقليل من صفحكم. لن نقول لكم العبارة المشهورة «نسعد بمراجعة السلوك الاستهلاكي لعدادكم»، بل سنقول الحقيقة وليس غير الحقيقة.

أولاً: لا يوجد لدينا تنوع في محفظة الطاقة التشغيلية، مما انعكس سلباً على ارتفاع التكاليف التشغيلية.

ثانياً: ضعف كفاءة الشبكة الكهربائية في المنطقة الجنوبية بشكل عام، ولا تزال الدراسات الفنية حبيسة الأدراج لتغيير الشبكة من هوائية إلى أرضية حتى تتناسب مع جغرافية المنطقة والأحوال الجوية هناك.

ثالثاً: ضعف أنظمة التحكم المعمول بها، ما أدّى إلى ضعف التحول من نظام الشبكة العامة إلى نظام الشبكة الفرعية في حالات الطوارئ.

رابعاً: عدم جاهزية المحطات الفرعية لأخذ أحمال إضافية خاصة في فصل الصيف.

خامساً: عدم وجود قطع غيار في المحطات الفرعية، مما يجعلها غير جاهزة لأخذ أحمال إضافية وخاصة في أوقات الذروة.

سادساً: لا نزال نحتاج إلى مزيد من الوقت لتدريب كوادرنا البشرية على سرعة التجاوب للأعطال، وتساؤلات المواطنين.

سابعاً: إلى الآن لم نستفد بشكل جيد من المحطة البخارية التي كلفت خزينتنا 12 مليار ريال وبطاقة توليد 2640 ميجاوات حتى على الأقل لم نصل إلى 40% من كفاءتها التشغيلية، مع العلم أنها تصنف كأفضل محطة كهربائية في الشرق الأوسط من حيث الكفاءة.

ثامناً: نعلن لكم عرضاً جديداً وهو أنه من سيستطيع الإجابة على السؤال التالي سيحصل على خصم 20% للفاتورة القادمة:

شركة حجم خسائرها للربع الأول من عام 2020 أكثر بـ63% عما كانت عليه في نفس الفترة من عام 2019 فكم تبلغ خسائر هذه الشركة بالأرقام؟

ومع أننا لمّا نبلغ منتصف الصيف بعد، إلاّ أنني كنت أحلم برسالة (شفافة)، كما تخيلتها أعلاه، من شركة الكهرباء تعترف فيها بتردي أحوالها وتخبطاتها وخساراتها الفادحة والتي جعلت الجنوب، وعلى الأخص منطقة جازان، ضحية مكشوفة لكل هذا السوء المقيم!

كاتب سعودي

Alhazmi_A@