-A +A
خالد الجارالله
لا أعلم لماذا يحتقن بعض المحسوبين على الوسط الرياضي من سياط السخرية والتندر، التي تطالهم بين فينة وأخرى إزاء طرحهم الغريب ومعلوماتهم «المهترئة» وتناقضهم الذي يفضح ضعف طرحهم وأهدافه!

الذي يحيك القصص غير المحبوكة ويتحدث بالمعلومات الكاذبة ويتناقض بلا احترام لعقلية المشاهد ولمن معه على طاولة النقاش، لا يستحق أكثر من ذلك، إذ يفرض الواقع نفسه بكل تجرد وبعيداً عن الميول.


كيف لمن يحترم نفسه وعقله، أن يصدق الذي يستميت بالأمس لإقناعه بأن عدد بطولات فريقه «٣٧ بطولة نقية» ثم يعود ليستميت لإقناعه بأنها ٤٣ ثم ١٤١ وهكذا.. أليس هذا كذباً أو جهلاً أو تضليلا؟!

كيف يمكن القبول بمعلومة الرئيس الذي يتحدث عن بطولات الدوري لفريقه عياناً بياناً بأنها ٦ بطولات دوري، ثم فجأة يتحدث عن ١٧؟!

كيف يؤخذ برأي أصوات «تصيح» ليلاً نهاراً لتشكك وتقلل من أهم إنجازات أساطير رياضتنا الآسيوية ومشاركاتها المونديالية المشهودة والموثقة، ليعظم شأن لاعب لم يركل الكرة في المونديال إلا دقائق معدودة؟

بل كيف للمتلقي ألا «يستخف» بحديث إعلاميين وغيرهم، يصفون فريقاً بكبير آسيا، وهو لم يحقق لقباً قارياً في دوري الأبطال، وصاحب الرصيد الأقل بين كبار العاصمة في البطولات الخارجية والإنجازات؟!

كيف نقتنع بحجج من يصف أحد أهم النجوم التاريخيين العرب الذي يحتفي به «الفيفا» بالأسطورة الورقية، ثم ينبش عن إثبات تاريخ ناديه في القصاصات الورقية لا المنصات؟

تلك التساؤلات والتناقضات، تدفعنا للفت انتباه الأجيال الواعدة من المشجعين، أن يحذروا من تصديق أي شيء دون تمحيص، وأن يعلموا بأن مقياس التباكي والتشكيك في الخصوم، واختلاق الأكاذيب و«الضجيج» سلاح الضعيف دائماً، ولا تحقق بطولات فعلية، وأن البطل الذي يعتلي القمة كل عام مرة أو اثنتين على الأقل محلياً وخارجياً، لا يمكن أن يكون كما يدعون ويفترون.

أذكّر من تتشابه أوصافهم مع تلك الفئات، بأن التعصب في التشجيع شيء، والتناقض والتأليف شيء آخر.

وأخيراً: أذكّركم جميعاً بأن «أشد أنواع التعصب» في كرة القدم يبقى «تشجيعاً»، يجب ألا يزرع في قلبك الحقد على أحد مهما كانت حدة النقاش و«الاستفزاز»، ولا يحرضك على الكراهية أو التأليب أو الأذى لخصومك، وألا يتعدى حدود «لعبة» كرة القدم!

kjarallah@