أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط ومساعده السفير حسام زكي.
أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط ومساعده السفير حسام زكي.
-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
حسمت الجامعة العربية على لسان الأمين العام المساعد السفير حسام زكي ما حاول معسكر «الإخوان وتركيا» ترديده بزعمهما شرعية حكومة الوفاق، وقانونية التدخل العسكري التركي في ليبيا وهو المدان والمرفوض عربيا ودوليا.

وحاول أنصار هذا المعسكر المتآمر من خلال وكالة أنباء «الأناضول» التي تعيش على الفبركات والتزوير، ترديد استنتاجات خاطئة مفادها أن الجامعة العربية غيرت موقفها السابق وأنها تقترب من الاعتراف بالأمر الواقع في طرابلس، الذي يميل لصالح أنقرة وحليفتها الوفاق بدعم عناصر مسلحة من المليشيات والمرتزقة، وهو طبعا محض خيال وافتراء، إذ إن مواقف الجامعة على كل المستويات تندد بالتدخل التركي ليس في ليبيا فحسب بل وفي وسورية والعراق أيضا.


وهذه ليست المرة الأولى وربما لن تكون الأخيرة، التي تجتزئ فيها وسائل إعلام تركية تصريحات مسؤولين عرب بهدف خدمة أجندة نظام أردوغان، وهي محاولة هدفها التشويش على المبادرة المصرية التي لاقت ردود فعل إقليمية ودولية مرحبة ومؤيدة الأمر الذي أزعج أنقرة وحشرها في زاوية ضيقة، إذ دعت القاهرة وعواصم عربية ودولية عدة إلى وقف إطلاق النار، فيما رفضتها تركيا وتابعتها حكومة السراج وتمسكتا بتأجيج الحرب واستمرارها، بل وإذكائها عبر استمرار تدفق المرتزقة السوريين الذين تنقلهم أنقرة إلى طرابلس.

وجاء الرد على هذه المهاترات والأكاذيب من الجامعة العربية نفسها التي جددت إدانتها ورفضها التدخل التركي في ليبيا واستجلاب المقاتلين الإرهابيين الأجانب. وشددت على أن موقفها ثابت وواضح ولم يتغير من التدخلات التركية في الدول العربية سواءً في ليبيا أو سورية أو العراق.

وقال السفير حسام زكي في تصريح له أمس، إن هناك قراراً وزارياً يرفض ويدين تلك التدخلات التركية.

وجدد التأكيد على أن موقف الجامعة العربية واضح ضد التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية ولا لبس فيه وصادر بأغلبية كبيرة من الدول.

ودعا أنقرة إلى إيقاف تدخلاتها في دول المنطقة، متهما تركيا وإيران بأنهما لا تراعيان مبادئ حسن الجوار مع الدول العربية، وتذكيان نار الفتنة والخلاف. وشدد في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، على أن تدخل تركيا وإيران في الشأن العربي يجب أن يتوقف. واعتبر أن تركيا تختبئ وراء اتفاقها مع حكومة الوفاق الليبية لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية وعسكرية، مضيفا أن طهران وأنقرة تستغلان الأزمات لدعم المليشيات.

وفيما تتصاعد المواقف الدولية مطالبة بوقف التدخلات التركية في ليبيا ونقل السلاح والمرتزقة، ما يذكي الخلاف بين الأطراف المتصارعة ويعيق فرص العودة إلى طاولة المفاوضات، تواصل أنقرة نقل المرتزقة والسلاح إلى ليبيا.

فقد أعلن مصدر في مطار مصراتة في وقت سابق أمس، وصول طائرة من تركيا على متنها 134 مرتزقا سوريا، وبذلك يبلغ عدد المرتزقة الذين نقلتهم تركيا إلى طرابلس أكثر من 11 ألف مقاتل.