-A +A
فواز الشريف
اليوم نعود لمواصلة الركض الكتابي بعد إجازة إجبارية فرضتها الظروف الكونية حين تصبح الكلمة الأهم لرجل الصحة ولا أحد سواه، وفي حالات نادرة يجد بعض كتاب الرياضة والمهتمين بشؤونها أنفسهم على هامش الحدث، خاصة وأنهم في كل الأوقات يعيشون على صدر الصفحات ويتصدرون المشهد بالذات في الظروف الطبيعية والأيام الاعتيادية.

صحيح أن كتاب الرأي في الرياضة تغيروا مع المتغيرات العامة حين أصبح بمقدورهم جمع «كومة» من الشتائم في تغريدات متناثرة، الأمر الذي جعل من تركيبة المقالة الكلاسيكية أمرا ثقيلا ومزعجا وبالذات حينما تكون هذه المقالات منمقة بالعبارات المهذبة مثل شكرا أو لوسمحت ومن فضلك وغيرها من الجمل المركبة لخلق جو مثالي وانطباعات مفضلة.


جمهور كرة القدم والسادة قادة الرياضة في الاتحادات المختلفة ومجالس الإدارات أيضا لم يعد يهمهم سوى الانجذاب للمعارك اللفظية إن وجدت سواء في برنامج أو في تغريدة، ومع هذا الانجذاب لديهم قدرة على تجنيب اتحادهم النقد أو الإشارة إليه، ولو لا مشروع «الأولمبياد السعودي» الذي توقف مع انتشار «كورونا» لاستمر في الغياب و«النوم في العسل»؛ لأنهم وخلال سنوات طوال ظهر عجزهم في إثبات وجودهم رغم أن معالي وزير الإسكان ماجد الحقيل قال ذات يوم: «مشكلة الإسكان مشكلة فكر» ثم قامت عليه الدنيا ولم تقعد، ولولا ثقة القيادة في مشروع الدولة «ذهب مع الريح» لكنه ومع مرور الوقت أثبت بما لايدع مجالا للشك نجاح مقولته حين نشرت الأفكار المتفوقة الإسكان على كامل رقعة الشطرنج فهذه الاتحادات ورغم الأسماء اللامعة بشهادة (C.V) إلا أنها لم تستطع الخروج عن المألوف، وعلى سبيل المثال بخلق يوم مفتوح لمباريات السلة مثلا أو الطائرة أو اليد وغيرها من الفرديات واجتذاب المكان والناس والترفيه كأن يخلقون مثلا «السبت الممتاز في إنجلترا».

سنوات طوال نفس «الكراسات» والدراسات والمعسكرات والحصيلة صفر مكعب، ولأن سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل قد أعلن سابقا عن تحديث منتظر لهذه الاتحادات مع إضافة اتحادات جديدة وجدت أنه من المعقول المرور على هذا الحديث كجزء من إجازة إجبارية فرضتها الظروف الكونية مع تعطل الحياة الرياضية على المستوى المحلي والدولي، وها نحن نعود اليوم لركض جديد نسعى من خلاله تسول قراء الرياضة في زمن «الشتيمة».