قناع الوجه قد يلازم البشر طويلاً.
قناع الوجه قد يلازم البشر طويلاً.




أنطوني فوتشي
أنطوني فوتشي




ألان بين
ألان بين
-A +A
ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (بروكسل، واشنطن) OKAZ_online@
يثير تضارب أقوال وتحليلات العلماء الغربيين لمستقبل الإنسانية في أتون جائحة كورونا أسئلة قد لا تجد إجابة مطلقاً. وهي نتيجة يمكن استخلاصها بسهولة من عجز العلماء عن توفير الإجابات المطلوبة، بل الحلول الكفيلة باقتياد البشر إلى بر الأمان من هذه النازلة. وتكمن المشكلة بحسب تعبير أسوشيتد برس في «المجهولات الكبيرة». ومنها: من هو القادر على نقل عدوى فايروس كورونا الجديد؟ هل هو المصاب المؤكدة إصابته أم المصاب الذي لا يعاني أعراضاً لمرض كوفيد-19؟ ومن هو المحصّن ضد كوفيد-19؟ من يصاب ويتعافى؟ وإلى متى سيطول أمد حصانته إذا صح أنه بات محصناً؟ ومن هو الأكثر عُرضة للإصابة بالفايروس القاتل: المسن؟ الأطفال؟ المصاب بمرض مزمن؟ لقد أثبتت الأشهر الماضية من عمر الجائحة أن كوفيد-19 لا يستثني أحداً. وربما لذلك كله صحّ القول إن الأمر يبدو بالنسبة لبعض العلماء مجرد تكهن، أو هو من قبيل ما يمكن تسميته «خبط عشواء». ولهذا قالت مديرة وحدة الأمراض المُعدية بمستشفى ماساشوسيتس العام الدكتورة روشيل والنسكي، في حديث إذاعي (بودكاست) بثه موقع مجلة الجمعية الطبية الأمريكية: «سيتحتم علينا جميعاً أن نرتدي أقنعة الوجوه فترة طويلة». ومؤدَّى حديثها أن الوباء يتم القضاء عليه باللقاح، أو العلاج الناجع. ولا أثر لكليهما حتى الآن. وأقرت منسقة البيت الأبيض لمحاربة كوفيد-19 الدكتورة ديبورا بيركس بأن «المجهول الحقيقي -لكي أكون شفافة حقاً- هو التفشي الناجم عن المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض» (Asymptomatic). وقال مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي إن ما بين 25% و50% من المصابين بالفايروس قد لا تظهر لديهم أعراض. ورداً على من يقولون إن إجراء الفحوصات هو المفتاح إلى إعادة فتح الاقتصاد والمدارس، لأنه يتيح معرفة المصاب، وعزله، وتتبع مخالطيه؛ قال فوتشي: إذا خضعت لفحص اليوم، فذلك لا يعني أن نتيجتك ستبقى سالبة غداً، أو بعد غد، خصوصاً إذا خالطت مصاباً.

وفي ظل هذا «الفراغ» في الحقائق العلمية، تزخر الصحف العالمية، خصوصاً الغربية، بعشرات التصريحات من علماء، وخبراء، واستشاريين مرموقين، تشمل نصائح لا يستطيع أي عالم تعضيدها، أو تفنيدها! وفي ظل توق البريطانيين إلى حرية من الإغلاق تتيح لهم الاستمتاع بالشمس، قال عضو المجموعة العلمية الاستشارية للحكومة البريطانية البروفيسور ألان بين لنواب برلمانيين في لندن الأسبوع الماضي إن قضاء وقت في الهواء الطلق، وتحت أشعة الشمس يمكن أن يخفف احتمالات الإصابة بالفايروس. وأكد «أن العلم يشير إلى أن الخروج تحت الشمس، في ظل تهوية جيدة، يوفران حماية كبيرة ضد تفشي الوباء». وسرعان ما خف علماء بريطانيون لتأييد البروفيسور بين، معتبرين أن فرص التقاط العدوى بالفايروس تكبر في الأماكن المغلقة، حيث تكون التهوية سيئة، وحيث يقوم أشخاص كثيرون بلمس الأسطح نفسها. وبالطبع فإن تصريحات بين، التي يبدو أنها تبرر قرار حكومة زعيم المحافظين بوريس جونسون السماح للمواطنين بممارسة التمارين فترة أطول، والجلوس في الحدائق العمومية، أثارت من جديد الجدل القديم حول ما إذا كان لهيب الصيف سيقتل فايروس كورونا الجديد. وكانت تلك المعلومات أفرحت مواطني الدول التي يشتد فيها قيظ الصيف في قارات العالم، ظناً منهم بأن الصيف سيزيح هذا الوباء. بيد أن الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة وكندا، وشملت 370 ألف مصاب في مئات المدن بأمريكا الشمالية، خلصت إلى أن الصيف لن يريح البشر من كوفيد-19. وقال علماء بريطانيون في دراسة نشرت في 9 مايو الجاري إن خطر التفشي ينخفض فحسب بمعدل 1.5% كلما ارتفعت الحرارة درجة مئوية واحدة فوق 25 درجة مئوية. لكنّ علماء صينيين في جامعتي بيهانغ وسينغوا أكدوا في دراسة أخرى أن درجات الحرارة المرتفعة ستخفض مستوى التفشي بدرجة كبيرة! وأشاروا إلى أن بيانات التفشي الأولية أكدت أن البلدان التي كانت درجة الحرارة فيها منخفضة، كاليابان، وإيران، وكوريا شهدت تفشياً فظيعاً. لكن أولئك العلماء لم يقولوا لماذا كان التفشي فظيعاً أيضاً في البلدان ذات درجات الحرارة المرتفعة، كماليزيا، وسنغافورة، وتايلند. وقال علماء في جامعة فودان بالصين إنهم قارنوا معدلات التفشي الوبائي في 224 مدينة صينية بطقس تلك المدن، فخلصوا إلى أن التفشي ليست له أية علاقة بالطقس. وفي مقاربة مختلفة، قال علماء جامعة إيست أنجيليا البريطانية إن ميزة الاستمتاع بالشمس تتمثل في أنها تزود الناس بجرعات قوية من فيتامين «د». وأضافوا أن توافر ذلك الفيتامين يقلل مخاطر الإصابة والوفاة بكوفيد-19.