الحديث عن عبارات فرسان، وما سببته من معاناة، وأحوال غير مشجعة لأبنائها وزائريها يمثل شكوى قائمة سبقني بالحديث عنها ممن عاش وسمع عن بعض تلك المعاناة تحتاج ممن يتعايش مع واقعها تناول بعض من المسكنات والمهدئات، كي لا يخرج عن طوره ويدخل في متاهات السين والجيم.. وقد قرأنا جميعاً ما تناوله الكاتب (ابراهيم مفتاح) من هموم ومعاناة ابناء هذه الجزيرة في إعداد مختلفة، وأيضاً ما تناوله الكاتب عبدالله بن عمر خياط عن تلك العبارات، ناقلاً عبر زاويته “مع الفجر” صوراً لبعض معاناة أبنائها -بناء على رسالة بعث بها احد المواطنين- ليطل علينا من خلالها وزير النقل بتعليله لما ذكر والذي وضحه كاتبنا الخياط عبر زاويته تحت عنوان “موقف وزارة النقل بجازان” حيث نقل ماجاء على لسان معاليه بهذا الشأن ومما ورد “وحرصاً من الوزارة على تنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين ورغبة منها في رفع مستوى النقل بين جازان وفرسان الى مستويات متحضرة قامت باستئجار عبارتين جديدتين للركاب سعتها (1070) راكباً وتتوفر بهما مطاعم وقاعات جلوس مزودة بشاشات تلفزيونية وكافة سبل الراحة “ويستمر” ونتيجة للمستوى المتطور للعبارتين وما يتوفر فيهما من مواصفات متقدمة واختصارهما مسافة السفر بين جازان وفرسان إلى ساعة واحدة فقط ارتفع عدد زوار جزيرة فرسان ونمت السياحة فيها “الى قوله” ومع ذلك ومن منطلق معرفتي وحبي لفرسان، وأهلها ومن واجبي كمسؤول أتمنى أن يتفهم الجميع موقف الوزارة “والحقيقة أثمن لمعاليه جهود وزارته الملموسة!! وتأكيداً لتلك الجهود ما تناوله -أيضاً- الكاتب محمد صالح يماني في العدد 15265 بتاريخ 8/6/1429 بعنوان في “عبارات فرسان المعاناة تزداد.. فهل من حل؟! موضحاً بعضاً من المعاناة القائمة لدى مواطني فرسان وزائريها، كعملية الحجز عن طريق الهاتف وأهمية وجود مثل تلك الخدمة، واستخدام بيان الانتظار وزد على ذلك ما تفاجأ به المسافرون صباح يوم الثلاثاء الموافق 29/5/1429هـ بأن عبارة “الهدى” في فرسان لم تقم برحلتها في موعدها المحدد (السابعة صباحاً) وقد ابحرت فجراً وتعطلت على اثرها مصالح كثير من المواطنين من داخل وخارج فرسان. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل تعطلت نفس العبارة في جازان -من باب العدل- بصباح يوم (الخميس) الموافق 1429/6/8هـ وكله كوم وعطلها الأخير كوم اجمله في انتظار المواطنين اربع ساعات تحت اشعة الشمس مصحوباً بصراخات الاطفال وتذمر كبار السن في صورة يرثى لها، وكم تمنيت وقتها ان يكون معاليه حاضراً ذلك اليوم ليلمس تلك المعاناة.
عمر صيقل